طِفْلة
السبت / 21 / جمادى الأولى / 1438 هـ السبت 18 فبراير 2017 02:38
مهدي نصير *
هَرِمْتُ انْهَزمْتُ
وألْقيتُ عُكّازَتي عِنْدَ سِفْحِ الطَّريقِ
وأشْعلتُ قَهْوَتيَ المُرَّةَ البَدَويَّةَ
ثُمَّ جلستُ
وأطْلقْتُ للبَرِّ آخِرَ ظبْياتيَ البَدَويّات.
هَرِمْتُ
وهأنَذا لُغَتي تَتوكَّـأُ فوقَ المَحاريبِ
تحْتَ السَّراديبِ
ها هوَ صوْتي يَموءُ ويعْوي
وها هيَ قافِلَتي تَتدثَّرُ بالخوْفِ
والدَّمِ واللعنات.
هَرِمْتُ انْكَسرْتُ
تسلَّـلَ مِنّي دَمي
وتَخبَّـأَ في دَرَجاتِ الكُهوفِ
وأخْفى بِبعْضِ الفَوانيسِ زيْـتاً
وأخْفى بِبعْضِ الحَوانيتِ بعْضَ السيوف.
تُـطـلّـيـنَ مِنْ كوَّةٍ في الجِدارِ
تُـطـلّـيـنَ مِنْ كوَّةٍ في الظَّلامِ
تَقولينَ: في البابِ عِجْـلٌ حَنيذٌ
وبعْضُ الشَّراب.
أمُدُّ يَديَّ على خَجَلٍ
وهْيَ ترْقُبُ مِنْ خلْفِ بابٍ كَثيفٍ،
تَوجَّسْتُ مِنْ خِيْفَةٍ حينَ أمْسكْتِ بالطّينِ
في طَرَفٍ مِنْ جِدارٍ تَهشَّمَ،
كنتِ غَزالاً صَغيراً
وفي شَعْرِكِ الأسْوَدِ المُتعْبِ ارْتَجَفَتْ طِـفْـلَـةٌ
وأراقتْ قَليلاً مِنَ الزيْتِ
راحتْ تُدلِّـكُهُ
وتُمسِّـدُهُ
وتُغطّي سَواداً بِبعْضِ رَمادٍ
تَخلَّـفَ مِنْ عَظْمِ عِجْـلٍ حَنيذ.
اقْتَرَبتْ مِنْ يَديَّ وقالت:
أتمْنَحُني طِـفْـلَـكَ المُتَخبّئَ
مُرْتَجِفاً خائِفاً ومَريضْ؟
أكُفُّ يَديَّ وأهْمِسُ في وَجَلٍ:
أيْ بُنيَّةُ طِفْليَ شَيْخاً عَجوزاً
وفي وجْهِهِ تَعَبٌ
وأصابِعُهُ رَخْوَةٌ
وعلى أنْفِهِ ينْبُتُ الخوفُ
والموتُ واللعنات،
تَدوسُ عليهِ صَباحاً خِرافُ الجِبالِ
وترْكُـلُهُ في المساءاتِ أقْدامُ كلِّ الرُّعاة.
تَـلُـمّـيـنَ شَعْرَكِ وجَهَـكِ
تخْتَبئينَ
وأنْهَضُ أُطْلِقُ للريحِ وجْهي المُكبَّلَ بالعتمات.
___________
* شاعر أردني
وألْقيتُ عُكّازَتي عِنْدَ سِفْحِ الطَّريقِ
وأشْعلتُ قَهْوَتيَ المُرَّةَ البَدَويَّةَ
ثُمَّ جلستُ
وأطْلقْتُ للبَرِّ آخِرَ ظبْياتيَ البَدَويّات.
هَرِمْتُ
وهأنَذا لُغَتي تَتوكَّـأُ فوقَ المَحاريبِ
تحْتَ السَّراديبِ
ها هوَ صوْتي يَموءُ ويعْوي
وها هيَ قافِلَتي تَتدثَّرُ بالخوْفِ
والدَّمِ واللعنات.
هَرِمْتُ انْكَسرْتُ
تسلَّـلَ مِنّي دَمي
وتَخبَّـأَ في دَرَجاتِ الكُهوفِ
وأخْفى بِبعْضِ الفَوانيسِ زيْـتاً
وأخْفى بِبعْضِ الحَوانيتِ بعْضَ السيوف.
تُـطـلّـيـنَ مِنْ كوَّةٍ في الجِدارِ
تُـطـلّـيـنَ مِنْ كوَّةٍ في الظَّلامِ
تَقولينَ: في البابِ عِجْـلٌ حَنيذٌ
وبعْضُ الشَّراب.
أمُدُّ يَديَّ على خَجَلٍ
وهْيَ ترْقُبُ مِنْ خلْفِ بابٍ كَثيفٍ،
تَوجَّسْتُ مِنْ خِيْفَةٍ حينَ أمْسكْتِ بالطّينِ
في طَرَفٍ مِنْ جِدارٍ تَهشَّمَ،
كنتِ غَزالاً صَغيراً
وفي شَعْرِكِ الأسْوَدِ المُتعْبِ ارْتَجَفَتْ طِـفْـلَـةٌ
وأراقتْ قَليلاً مِنَ الزيْتِ
راحتْ تُدلِّـكُهُ
وتُمسِّـدُهُ
وتُغطّي سَواداً بِبعْضِ رَمادٍ
تَخلَّـفَ مِنْ عَظْمِ عِجْـلٍ حَنيذ.
اقْتَرَبتْ مِنْ يَديَّ وقالت:
أتمْنَحُني طِـفْـلَـكَ المُتَخبّئَ
مُرْتَجِفاً خائِفاً ومَريضْ؟
أكُفُّ يَديَّ وأهْمِسُ في وَجَلٍ:
أيْ بُنيَّةُ طِفْليَ شَيْخاً عَجوزاً
وفي وجْهِهِ تَعَبٌ
وأصابِعُهُ رَخْوَةٌ
وعلى أنْفِهِ ينْبُتُ الخوفُ
والموتُ واللعنات،
تَدوسُ عليهِ صَباحاً خِرافُ الجِبالِ
وترْكُـلُهُ في المساءاتِ أقْدامُ كلِّ الرُّعاة.
تَـلُـمّـيـنَ شَعْرَكِ وجَهَـكِ
تخْتَبئينَ
وأنْهَضُ أُطْلِقُ للريحِ وجْهي المُكبَّلَ بالعتمات.
___________
* شاعر أردني