ثقافة وفن

عبارة

محمد خضر*

من شرفتكِ حيث القهوة تبرد وأنتِ في تأمل البحيرة ذات النوارس، وطائر النحام الوردي..

يكون ذلك قبيل الغروب عادة..

في الوقت الذي يبتدئ فيه «سعد الذابح» دورته الجديدة، ولا تبالين..

ترفعين صوت أغنيتك المفضلة

وتقولين في نفسك عبارة عن الدفء

ومع أن النسمة باردة..

فيما نيون مطعم السمك ذلك الساطع على ناصية الكورنيش

يعطي المشهد طابعاً سريالياً

تخلعين المعطف المأخوذ من فكرة

دب قطبي يتسلق شجرة..

تضعينهُ على الدرابزين

تعدلين العقد في صدرك

كمن يستعد لصورة فوتوغرافية

وتكررين نفس العبارة السابقة بصوتٍ أعلى..

يصبح المشهد مثل لوحة جميلة لمودلياني..

مائلة أحياناً حسب حركة الرياح

ومرور السيارات بسرعة من الشارع المقابل

وحسب ما يختفي ويظهر من الشامة

تلك المركونة بعناية مثل سر بين غرباء..

بعد أن تُغلقي الشرفة

بعد الغروب بقليل

يبقى المشهد دافئاً لبعض الوقت

الطيورُ تذهب في ليلها السرّي

البحيرة كأنما جفّت فجأة

النيون المضيء يبدو أقل بكثير

لكن العبارة الدافئة تحلق في السماء..

ستسكن في عابر ما..

ويصبح شاعراً فيما بعد!

_____________

* شاعر سعودي