كتاب ومقالات

نفض الغبار عن الآثار !

الجهات الخمس

خالد السليمان

K_Alsuliman@

أول ما يستقبلك في مطار المدينة المنورة الأنيق مظاهر الاحتفال باختيار المدينة عاصمة للسياحة الإسلامية حيث يقوم شباب سعوديون يملأ البشر محياهم وترتسم الابتسامات على وجوههم بتعريفك بفعاليات وأنشطة ثقافية وسياحية وترفيهية وتسويقية مشوقة مرتبطة بالمناسبة!

أحد شباب المدينة اصطحبني في جولة سياحية خاصة، زرنا فيها معالم سياحية لم أكن أعلم عنها شيئا، وأعجب لأنها ليست على خارطة الترويج السياحي للمدينة المنورة!

على سبيل المثال أطلال قصر التابعي عروة بن الزبير بن العوام والقلعة المجاورة له التي قامت هيئة السياحة بترميمها لكنها أهملت المكان المحيط بها فتحولت إلى ساحة ترابية لتجمع النفايات وتوقف سيارات النقليات الثقيلة، وكذلك أطلال قصر اليهودي كعب بن الأشرف الذي ورد في قصة قتله الشهيرة قول النبي صلى الله عليه و سلم: «من لي بكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله»، فمثل آثار هذين المعلمين السياحيين في دول أخرى يعتبران منجم ذهب للجذب السياحي، أما هنا فوجدتها نهبا للرياح ولو قمت بأخذ أي من حجارتهما الأثرية ما منعني أحد!

أما متحف سكة الحجاز العثمانية، فرغم الاهتمام البالغ والتنظيم الرائع والعرض الاحترافي للمقتنيات إلا أن المكان بحاجة لمرشدين سياحيين يتولون الشرح للسياح وحبذا لو تم توفير أجهزة سمعية تعريفية على غرار الكثير من المتاحف العالمية!

الأكيد أن المدينة المنورة تحوي الكثير من المعالم الأثرية التي يمكن أن تسهم في صناعة جذب سياحي حقيقي، وتحقيق رافد للاقتصاد الوطني بفضل حركة الزوار المسلمين التي لا تنقطع، وهيئة السياحة والآثار تبذل جهودا لا يمكن إنكارها بدأت من الصفر لصناعة السياحة وصيانة الآثار والتعريف بها في مناطق المملكة، فالمهمة عظيمة والعبء كبير، لكن قدرها أيضا أن آمالنا عظيمة وطموحاتنا كبيرة!