أنت لست آمناً في حياتك!
أشواك
الاثنين / 23 / جمادى الأولى / 1438 هـ الاثنين 20 فبراير 2017 01:36
عبده خال
لم يعد هناك أحد آمن على خصوصيته، فكلما تقدمت التقنية ازداد الكشف وغدا الإنسان عاريا.
فهل العري هو أصل الأشياء؟
لا أعتقد ذلك، فالأديان لم تأت لستر العورة الجسدية فقط بل سعت إلى ستر النفس جسديا ونفسيا وأخلاقيا.
ويبدو أن الحث على حسن الخلق جاء لتشذيب الأنفس الوعرة والمنخفضة أخلاقيا.
ولدينا تعاليم دينية تسن العلاقات وتمنع انتهاك الخصوصية بين الأفراد سواء كانوا آباء أو زوجات أو أبناء إلا أن هذه التعاليم غدت من الأوامر والنواهي غير المطبقة في حياتنا اليومية.
وقد سبق وأن تحدثت عن السلوك الأخلاقي الذي صاحب هذه التقنية حتى أصبح المرء غير آمن في بيته وعمله من أن تهتك أسراره، وذكرت أمنية أن تدخل الأحكام القضائية كرادع للصد عما يحدثه البعض من هتك للأسرار الشخصية.
وتطالعنا أخبار تفشي هتك الحياة الخاصة والعامة في كل لحظة، هذا الكشف لم توقفه الأوامر الإلهية، ولأن الطبيعة الإنسانية ترتدع بما يصيبها من أثر مباشر انتبه لهذه الخصلة الصحابي عثمان بن عفان عندما قال: «يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
وأجد أن الحياة في زمنيتها الراهنة لن تستقيم في كثير من مناشطها الحياتية إلا من خلال مواصلة سن القوانين في مستويات العلاقات الإنسانية، وأيضاً نشر العقوبات التي نص عليها قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية الذي يعاقب الاعتداء على خصوصية الأشخاص باستخدام تكنولوجيا المعلومات.
ولو تمت إشاعة عقوبة هذا الاعتداء لربما ساهمت في التقليل مما هو حادث بواسطة وسائل التقنية الحديثة ولأنها وسائل جاءت من ثقافة أخرى تحمل قيمها وقوانينها لم نستطع التعامل معها وفق ثقافتنا.
ومنذ ظهور وسائل التقنية الحديثة ونحن نعيش انتهاكات صارخة لم تعد فيها الخصوصية مصانة إزاء انحسار القيم الأخلاقية عند البعض واستبدالها بإجازة حق الاعتداء على الآخرين بأي قول أو فعل يتم من خلال تلك الوسائل فانتشرت التهم بجميع صورها حتى اختلط الصدق بالكذب وغدت الصورة مشوهة.
وحين تفتح نافذة التجسس على الآخرين فلن يكون هناك أمان لأي خصوصية وبالتالي تفشي الفرقة والشقاق.
وفي ظل المجتمعات المتداخلة يكون القانون هو السيد القادر على ضبط تلك العلاقات.
ولا نرغب بالقول إن الأخلاق انهارت بسبب وجود وسائل الاتصالات الحديثة وإنما القول إنها عجلت بسرعة جعل القانون هو ضابط الأخلاق فيما بين الأفراد، وهو الملجأ لصيانة الحقوق والواجبات، ولأن الكثيرين ما زالوا يعيشون على استعادة الحقوق بـ«حق العرب» عندما يقترفون انتهاكا عاما أو خاصا فلن يجدوا متسعا لـ«حب الخشوم»، فالقانون يردع كل من هم خارج الزمن.
فهل العري هو أصل الأشياء؟
لا أعتقد ذلك، فالأديان لم تأت لستر العورة الجسدية فقط بل سعت إلى ستر النفس جسديا ونفسيا وأخلاقيا.
ويبدو أن الحث على حسن الخلق جاء لتشذيب الأنفس الوعرة والمنخفضة أخلاقيا.
ولدينا تعاليم دينية تسن العلاقات وتمنع انتهاك الخصوصية بين الأفراد سواء كانوا آباء أو زوجات أو أبناء إلا أن هذه التعاليم غدت من الأوامر والنواهي غير المطبقة في حياتنا اليومية.
وقد سبق وأن تحدثت عن السلوك الأخلاقي الذي صاحب هذه التقنية حتى أصبح المرء غير آمن في بيته وعمله من أن تهتك أسراره، وذكرت أمنية أن تدخل الأحكام القضائية كرادع للصد عما يحدثه البعض من هتك للأسرار الشخصية.
وتطالعنا أخبار تفشي هتك الحياة الخاصة والعامة في كل لحظة، هذا الكشف لم توقفه الأوامر الإلهية، ولأن الطبيعة الإنسانية ترتدع بما يصيبها من أثر مباشر انتبه لهذه الخصلة الصحابي عثمان بن عفان عندما قال: «يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».
وأجد أن الحياة في زمنيتها الراهنة لن تستقيم في كثير من مناشطها الحياتية إلا من خلال مواصلة سن القوانين في مستويات العلاقات الإنسانية، وأيضاً نشر العقوبات التي نص عليها قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية الذي يعاقب الاعتداء على خصوصية الأشخاص باستخدام تكنولوجيا المعلومات.
ولو تمت إشاعة عقوبة هذا الاعتداء لربما ساهمت في التقليل مما هو حادث بواسطة وسائل التقنية الحديثة ولأنها وسائل جاءت من ثقافة أخرى تحمل قيمها وقوانينها لم نستطع التعامل معها وفق ثقافتنا.
ومنذ ظهور وسائل التقنية الحديثة ونحن نعيش انتهاكات صارخة لم تعد فيها الخصوصية مصانة إزاء انحسار القيم الأخلاقية عند البعض واستبدالها بإجازة حق الاعتداء على الآخرين بأي قول أو فعل يتم من خلال تلك الوسائل فانتشرت التهم بجميع صورها حتى اختلط الصدق بالكذب وغدت الصورة مشوهة.
وحين تفتح نافذة التجسس على الآخرين فلن يكون هناك أمان لأي خصوصية وبالتالي تفشي الفرقة والشقاق.
وفي ظل المجتمعات المتداخلة يكون القانون هو السيد القادر على ضبط تلك العلاقات.
ولا نرغب بالقول إن الأخلاق انهارت بسبب وجود وسائل الاتصالات الحديثة وإنما القول إنها عجلت بسرعة جعل القانون هو ضابط الأخلاق فيما بين الأفراد، وهو الملجأ لصيانة الحقوق والواجبات، ولأن الكثيرين ما زالوا يعيشون على استعادة الحقوق بـ«حق العرب» عندما يقترفون انتهاكا عاما أو خاصا فلن يجدوا متسعا لـ«حب الخشوم»، فالقانون يردع كل من هم خارج الزمن.