الرواية الأولى «التوأمان»
الثلاثاء / 15 / ذو الحجة / 1428 هـ الثلاثاء 25 ديسمبر 2007 20:03
عبدالله عمر خياط
.. قليل من المثقفين من يذكر رواية «التوأمان» التي كانت أول رواية سعودية كتبها الأستاذ الكبير عبدالقدوس الأنصاري وأصدرها في طبعتها الأولى غرة ربيع الأول سنة 1349هـ، ولذا فقد أحسنت دار المنهل للصحافة والنشر المحدودة بإعادة طباعتها وإصدارها ليقرأها الجيل الجديد.. بالمقدمة التي كتبها الدكتور محمد حمدون وفيها يقول:
صدرت الطبعة الأولى من هذه القصة سنة 1349هـ/ 1930م عن مطبعة الترقي في دمشق، فكانت بذلك أول رواية تصدر في الحجاز، وفي نجد وملحقاتها -كما يقول بعض الدارسين- وبغض النظر عن هذه الأولية التي لا جدال فيها، فقد ظلت «التوأمان» تمثل طفرة في الفن النثري، والكتابة القصصية بصفة خاصة في المملكة العربية السعودية، لمدة تقرب من عشرين عاماً، إذ «لم يظهر بعدها ما يستحق الوقوف عنده سوى روايتين ظهرتا في عام واحد (1948م)، ثم توالى الفن الروائي في المملكة بعد ذلك بفترة مماثلة تقريباً، وهذا ما يعطى «التوأمان» ليس فقط موقع الريادة في هذا الفن في المملكة، بل -أيضاً- موقع التفرد والتميز بالاهتمام المبكر نسبياً به، لاسيما ونحن نعرف أن مؤلفها الشيخ عبدالقدوس الأنصاري -يرحمه الله- قد رعى الفن القصصي وعُني به في مجلته المنهل، فوصل بهذه الرعاية بعض مظاهر نشأة وتطور هذه الفن في الأدب في المملكة العربية السعودية.
أما كاتب الرواية الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري فإنه يقول: إن دافعه هو دحض افتراءات الغرب، ولذا كتب هذه الرواية التي يقول عنها:
وهي وإن تكن غير مسبوكة تماماً على أصول (الفن الروائي العصري) فقد يجد القارئ فيها صورة صحيحة عن أضرار المعاهد الأجنبية المؤسسة في الشرق على مستقبل الشرق نفسه، وذلك بما تلقنه لناشئته: من تعاليم التغرب والتذبذب المشين. كما أن بها «أي الرواية» صورة حقيقية لما قد يجنى من الفوائد الجلى والتثقيف القويم في ظلال هذه المدارس الوطنية بالرغم مما يحتاط بها من عوامل الضعف والفشل داخلاً في ذلك الدعاية إلى الإكثار من تشييدها.
ذلك كل غرض الرواية. وليس من مقاصدها ألبتة الإغراء بجفاء العلوم، والفنون التي قد ضربت فيها (أوروبا) أخيراً بسهم وافر.
لا.. لا.. لا يتسربن ذلك إلى ذهن غبي لا يتدبر.. فهذه قد كانت منا ولنا فيجب إذاً أن نسعى سعياً حثيثاً متواصلاً لاقتناصها منهم وردها إلى مهدها الأول. ولكن بذياك الأسلوب القويم المدمج بمدنيتنا السائر على مقتضى تقاليدنا نحن، كيما تؤوب إلينا عظمتنا التاريخية في ثوبها الفضفاض. وقد يعيد التاريخ نفسه، وما نهضة أمة (اليابان) وأسلوبها الوطني الشائق عنا ببعيد.
هذا والرجاء من السادة القراء أن يمنوا بغض الطرف عما قد يصادفونه في هذه الرواية من هفوات أو غلطات، فإنما هي عمل مبتدئ عاجز، وإنما الأعمال بالنيات، وبالله المستعان». رحم الله الأستاذ الكبير عبدالقدوس الأنصاري وأحسن لحفيده الأستاذ زهير نبيه الأنصاري لما قدم للمكتبة العربية.
صدرت الطبعة الأولى من هذه القصة سنة 1349هـ/ 1930م عن مطبعة الترقي في دمشق، فكانت بذلك أول رواية تصدر في الحجاز، وفي نجد وملحقاتها -كما يقول بعض الدارسين- وبغض النظر عن هذه الأولية التي لا جدال فيها، فقد ظلت «التوأمان» تمثل طفرة في الفن النثري، والكتابة القصصية بصفة خاصة في المملكة العربية السعودية، لمدة تقرب من عشرين عاماً، إذ «لم يظهر بعدها ما يستحق الوقوف عنده سوى روايتين ظهرتا في عام واحد (1948م)، ثم توالى الفن الروائي في المملكة بعد ذلك بفترة مماثلة تقريباً، وهذا ما يعطى «التوأمان» ليس فقط موقع الريادة في هذا الفن في المملكة، بل -أيضاً- موقع التفرد والتميز بالاهتمام المبكر نسبياً به، لاسيما ونحن نعرف أن مؤلفها الشيخ عبدالقدوس الأنصاري -يرحمه الله- قد رعى الفن القصصي وعُني به في مجلته المنهل، فوصل بهذه الرعاية بعض مظاهر نشأة وتطور هذه الفن في الأدب في المملكة العربية السعودية.
أما كاتب الرواية الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري فإنه يقول: إن دافعه هو دحض افتراءات الغرب، ولذا كتب هذه الرواية التي يقول عنها:
وهي وإن تكن غير مسبوكة تماماً على أصول (الفن الروائي العصري) فقد يجد القارئ فيها صورة صحيحة عن أضرار المعاهد الأجنبية المؤسسة في الشرق على مستقبل الشرق نفسه، وذلك بما تلقنه لناشئته: من تعاليم التغرب والتذبذب المشين. كما أن بها «أي الرواية» صورة حقيقية لما قد يجنى من الفوائد الجلى والتثقيف القويم في ظلال هذه المدارس الوطنية بالرغم مما يحتاط بها من عوامل الضعف والفشل داخلاً في ذلك الدعاية إلى الإكثار من تشييدها.
ذلك كل غرض الرواية. وليس من مقاصدها ألبتة الإغراء بجفاء العلوم، والفنون التي قد ضربت فيها (أوروبا) أخيراً بسهم وافر.
لا.. لا.. لا يتسربن ذلك إلى ذهن غبي لا يتدبر.. فهذه قد كانت منا ولنا فيجب إذاً أن نسعى سعياً حثيثاً متواصلاً لاقتناصها منهم وردها إلى مهدها الأول. ولكن بذياك الأسلوب القويم المدمج بمدنيتنا السائر على مقتضى تقاليدنا نحن، كيما تؤوب إلينا عظمتنا التاريخية في ثوبها الفضفاض. وقد يعيد التاريخ نفسه، وما نهضة أمة (اليابان) وأسلوبها الوطني الشائق عنا ببعيد.
هذا والرجاء من السادة القراء أن يمنوا بغض الطرف عما قد يصادفونه في هذه الرواية من هفوات أو غلطات، فإنما هي عمل مبتدئ عاجز، وإنما الأعمال بالنيات، وبالله المستعان». رحم الله الأستاذ الكبير عبدالقدوس الأنصاري وأحسن لحفيده الأستاذ زهير نبيه الأنصاري لما قدم للمكتبة العربية.