لم نعد نفرح بالمطر
الجمعة / 27 / جمادى الأولى / 1438 هـ الجمعة 24 فبراير 2017 01:32
بندر السالم
«شتي يا دنيي تيزيد موسمنا ويحلى» عندما شدت فيروز بهذه الرائعة لم يخطر في بالها أنه سيأتي على الناس زمن يتمنون فيه عدم هطول الأمطار وخصوصاً في منطقة صحراوية مثل منطقتنا والتي كان الناس من قبل يستبشرون بقدوم الأمطار ويتناقلون أخبارها وينظمون فيها من أعذب الأشعار بل يتقاتلون على الأراضي الممطورة ويقيمون الحمى عليها من أجل مواشيهم.
نعم أصبح الكثير بيننا لا يفرحون بهطول الأمطار بل يتمنون انقطاعها، فبعض مسؤولي الأمانات والبلديات لا يرغبون في هطول المطر حتى لا ينكشف فسادهم وزيف مشاريع التصريف التي أعلنوها والتي استنزفت المليارات من ميزانية الدولة وعند أول اختبار أثبتت أنها لا تصلح حتى لتصريف مياه غسل الشوارع. كما أن الكثير من المواطنين لم يعودوا يرغبون في هطول المزيد من الأمطار فبعد أن كانت مصدر فرح واستمتاع بالأجواء الجميلة أصبحت مصدراً للرعب والهلع، فها هي صافرات الإنذار والتي لم يعهدوها إلا في حرب الخليج الثانية في التسعينات من القرن الماضي تدوّي مع كل زخة مطر إيذاناً بسيل عارم، وبعد أن كانت الأمطار سبباً في جلب الرزق وإحياء الأرض أصبحت سبباً في هلاك الحرث والنسل وإتلاف الممتلكات فكم من شخص فقد عزيزا عليه في مياه السيول وكم من شخص خسر سيارته أو أثاث منزله فيها. والمؤلم أن مسؤولي الأمانات والبلديات لم يتعلموا من أخطائهم فضلاً عن أن يتعلموا من أخطاء غيرهم، فبعد أن تحجج المسؤولون في جدة بأنها مدينة ساحلية فوجئ الجميع بالسيول الجارفة في العاصمة الرياض وهي المدينة الصحراوية والتي لا يجاورها بحر ولا يتخلّلها نهر حتى استبدل أهلها سياراتهم بالقوارب المطاطية وكأنهم في مدينة البندقية، وعندما ظن أهل الطائف أن جبالها ستعصمهم من السيول صدمتهم مشاريع التصريف الورقية بعجزها. والأكثر إيلاماً أن المأساة أعادت نفسها، فها هي المنطقة الشرقية لؤلؤة الخليج الساحلية تعاني ما عانت منه عروس البحر الأحمر جدة، وها هي الخرج الشقيقة الصغرى للرياض والتابعة إدارياً لها والمشابهة لها في طبيعتها تعاني ما عانت منه شقيقتها الكبرى، والحال نفسه ينطبق على أبها والباحة الجبليتين اللتين أصابهما ما أصاب شبيهتهما الطائف. فمتى يستشعر مسؤولو الأمانات والبلديات عظم الأمانة الملقاة على عواتقهم ويقدّرون الثقة التي منحها ولي الأمر لهم لكي لا يفسدوا علينا فرحة المطر.
ختاماً أصبح حال الكثير منا كما غنت فيروز «كفّي يا دنيي تنعيش ما بدنا نغرق».
balotaibi@ hotmail.com
نعم أصبح الكثير بيننا لا يفرحون بهطول الأمطار بل يتمنون انقطاعها، فبعض مسؤولي الأمانات والبلديات لا يرغبون في هطول المطر حتى لا ينكشف فسادهم وزيف مشاريع التصريف التي أعلنوها والتي استنزفت المليارات من ميزانية الدولة وعند أول اختبار أثبتت أنها لا تصلح حتى لتصريف مياه غسل الشوارع. كما أن الكثير من المواطنين لم يعودوا يرغبون في هطول المزيد من الأمطار فبعد أن كانت مصدر فرح واستمتاع بالأجواء الجميلة أصبحت مصدراً للرعب والهلع، فها هي صافرات الإنذار والتي لم يعهدوها إلا في حرب الخليج الثانية في التسعينات من القرن الماضي تدوّي مع كل زخة مطر إيذاناً بسيل عارم، وبعد أن كانت الأمطار سبباً في جلب الرزق وإحياء الأرض أصبحت سبباً في هلاك الحرث والنسل وإتلاف الممتلكات فكم من شخص فقد عزيزا عليه في مياه السيول وكم من شخص خسر سيارته أو أثاث منزله فيها. والمؤلم أن مسؤولي الأمانات والبلديات لم يتعلموا من أخطائهم فضلاً عن أن يتعلموا من أخطاء غيرهم، فبعد أن تحجج المسؤولون في جدة بأنها مدينة ساحلية فوجئ الجميع بالسيول الجارفة في العاصمة الرياض وهي المدينة الصحراوية والتي لا يجاورها بحر ولا يتخلّلها نهر حتى استبدل أهلها سياراتهم بالقوارب المطاطية وكأنهم في مدينة البندقية، وعندما ظن أهل الطائف أن جبالها ستعصمهم من السيول صدمتهم مشاريع التصريف الورقية بعجزها. والأكثر إيلاماً أن المأساة أعادت نفسها، فها هي المنطقة الشرقية لؤلؤة الخليج الساحلية تعاني ما عانت منه عروس البحر الأحمر جدة، وها هي الخرج الشقيقة الصغرى للرياض والتابعة إدارياً لها والمشابهة لها في طبيعتها تعاني ما عانت منه شقيقتها الكبرى، والحال نفسه ينطبق على أبها والباحة الجبليتين اللتين أصابهما ما أصاب شبيهتهما الطائف. فمتى يستشعر مسؤولو الأمانات والبلديات عظم الأمانة الملقاة على عواتقهم ويقدّرون الثقة التي منحها ولي الأمر لهم لكي لا يفسدوا علينا فرحة المطر.
ختاماً أصبح حال الكثير منا كما غنت فيروز «كفّي يا دنيي تنعيش ما بدنا نغرق».
balotaibi@ hotmail.com