دور الثقافة في فهم قضايا الصحة
جوار النص
السبت / 28 / جمادى الأولى / 1438 هـ السبت 25 فبراير 2017 01:14
مها الشهري
تجمع الثقافة بين جوانب مشتركة من التصورات والمعتقدات والسلوك المكتسب بالتعلم، كما أنها تتضمن مفاهيم الناس حول الصحة والمرض وطرق الاستجابة له وأساليب التعافي منه، وطبيعة الترابط بين ذلك مع الأنشطة التي يؤديها الإنسان وخصوصا ما يتمثل في عاداته الصحية والغذائية، غير أن مراحل التطور الثقافي ارتبطت بتطور الأمراض وخاصة الوبائية والبيئية، فيما تتصف المجتمعات الحديثة بنماذج جديدة من الأمراض على خلاف المجتمعات السابقة؛ مثل أمراض السمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
يتضح من ذلك أن التطور الثقافي وما يتضمنه من أنماط للحياة الثقافية يكون مصحوبا بظهور مشكلات مرضية جديدة مع الوقت، ما يعني أن ظهور الأمراض وانتشارها في مجتمع ما لا يؤثر فقط على المصابين بالمرض إنما يشكل خطورة على المجتمع ككل، الأمر الذي يجعلها وراثية مع الوقت وتصبح بهذه الحالة ذاتية المنشأ، فضلا عن ما يكون منها مكتسبا من العوامل الحيوية بما فيها الأمراض المعدية أو غير الحيوية الناتجة عن السموم والكيميائيات بما فيها رمي المخلفات التي تضر بالإنسان والبيئة، فإذا كان السلوك داخل النشاط الإنساني يشكل عنصرا مهما في سلسلة الأحداث التي تؤدي إلى الأمراض، فهذا يعطي مؤشرا خطيرا يتطلب تدخل الجهات المعنية بنشر التوعية وأساليب العلاج والوقاية من حدوث تلك الأمراض.
إن التعاون التوعوي المتكامل والشراكة بين القطاعات والجهات المختلفة سيعطي عملا ناجحا، وقد تبنت وزارة الصحة مبادرات تضامنت في تنفيذ بعضها مع عدة جهات أخرى كالتعليم، تبدأ من «رشاقة» لمشكلات السمنة، وداء السكري، وسرطان الثدي وغيرها، كذلك بدأت الجمعية السعودية لطب الصدر بمؤتمر يتضمن جلسات علمية وورش عمل تناقش هذه المشكلة لدى الأطفال، وهي أعمال جيدة لكنها تتطلب إيجاد أساليب من التكيف الثقافي مع الأمراض من أجل توظيف السلوكيات والمعتقدات الإيجابية التي تحد من انتشارها، وفي هذا الصدد يجب أن نؤكد على دور الثقافة في فهم قضايا الصحة والمرض التي لا يمكن فهمها بمعزل عن وعي المجتمع، حتى نصل إلى مستوى جيد من الثقافة الصحية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على السلامة الصحية، وفي هذه الحالة يتمكن الناس من مقاومة الأمراض بأساليبهم التقليدية الخاصة بهم، حينها ستتساوى ثقافة العامة مع الأطباء صحيا كما يحدث في الغرب.
لا نطمح أبدا في أن تبقى هذه المبادرات محصورة في مكان نشاطها، ولكننا نرجو أن تعقد لتبحث في كل الأساليب الممكنة لتحقيق أهدافها على المستوى الفردي والاجتماعي وتوجيه الثقافة العامة نحو ثقافة صحية.
يتضح من ذلك أن التطور الثقافي وما يتضمنه من أنماط للحياة الثقافية يكون مصحوبا بظهور مشكلات مرضية جديدة مع الوقت، ما يعني أن ظهور الأمراض وانتشارها في مجتمع ما لا يؤثر فقط على المصابين بالمرض إنما يشكل خطورة على المجتمع ككل، الأمر الذي يجعلها وراثية مع الوقت وتصبح بهذه الحالة ذاتية المنشأ، فضلا عن ما يكون منها مكتسبا من العوامل الحيوية بما فيها الأمراض المعدية أو غير الحيوية الناتجة عن السموم والكيميائيات بما فيها رمي المخلفات التي تضر بالإنسان والبيئة، فإذا كان السلوك داخل النشاط الإنساني يشكل عنصرا مهما في سلسلة الأحداث التي تؤدي إلى الأمراض، فهذا يعطي مؤشرا خطيرا يتطلب تدخل الجهات المعنية بنشر التوعية وأساليب العلاج والوقاية من حدوث تلك الأمراض.
إن التعاون التوعوي المتكامل والشراكة بين القطاعات والجهات المختلفة سيعطي عملا ناجحا، وقد تبنت وزارة الصحة مبادرات تضامنت في تنفيذ بعضها مع عدة جهات أخرى كالتعليم، تبدأ من «رشاقة» لمشكلات السمنة، وداء السكري، وسرطان الثدي وغيرها، كذلك بدأت الجمعية السعودية لطب الصدر بمؤتمر يتضمن جلسات علمية وورش عمل تناقش هذه المشكلة لدى الأطفال، وهي أعمال جيدة لكنها تتطلب إيجاد أساليب من التكيف الثقافي مع الأمراض من أجل توظيف السلوكيات والمعتقدات الإيجابية التي تحد من انتشارها، وفي هذا الصدد يجب أن نؤكد على دور الثقافة في فهم قضايا الصحة والمرض التي لا يمكن فهمها بمعزل عن وعي المجتمع، حتى نصل إلى مستوى جيد من الثقافة الصحية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على السلامة الصحية، وفي هذه الحالة يتمكن الناس من مقاومة الأمراض بأساليبهم التقليدية الخاصة بهم، حينها ستتساوى ثقافة العامة مع الأطباء صحيا كما يحدث في الغرب.
لا نطمح أبدا في أن تبقى هذه المبادرات محصورة في مكان نشاطها، ولكننا نرجو أن تعقد لتبحث في كل الأساليب الممكنة لتحقيق أهدافها على المستوى الفردي والاجتماعي وتوجيه الثقافة العامة نحو ثقافة صحية.