شكرا ًهاني خوجة!
طوق نجاة
الاثنين / 30 / جمادى الأولى / 1438 هـ الاثنين 27 فبراير 2017 01:28
حسين شبكشي
قصص النجاح في عالم الأعمال قليلة ولذلك الاحتفاء المناسب بها مطلوب لرفع الروح المعنوية لدى أكبر قدر ممكن من شريحة الشباب التي بحاجة ماسة إلى الأمل، وأن ترى القدوة من حولها ومن داخل مجتمعها الذي تعيش وتحيا فيه. تذكرت ذلك وأنا أتابع بكل سعادة خبر استحواذ عملاق الاستشارات العالمي شركة ماكينزي الأمريكية على شركة الكسير السعودية التي أسسها ويديرها رجل الأعمال المميز هاني خوجة. وما أن انتشر الخبر إلا وتوالى أعداء النجاح في سرد الأكاذيب ونشر الخزعبلات عن هذه الصفقة وعن علاقة النسب بينه وبين أحد الوزراء (وهذا كذب وبهتان لا أساس له من الصحة أبدا) بدلا من الاحتفاء بقصة نجاح عملية تحول الطرح إلى مهرجان عنصري وكاذب وشامت. هاني خوجة رجل يحترمه ويقدره كل من تعامل معه، يأسرك بأدبه وحسن خلقه قبل أن ينال احترامك وتقديرك بمنهجيته الإدارية وعمله الاحترافي وروحه الإيجابية. أثبت هاني خوجة جدارته في كل حقل ومجال عمل فيه في مشواره المهني والذي بدأ في التبلور عندما عمل في شركة «بروكتر أند جامبل» الأمريكية العملاقة المتخصصة في إنتاج وتسويق كبرى العلامات التجارية الاستهلاكية المعروفة، ثم انطلق إلى الإعلام المسؤول وأنتج أحد أهم البرامج الناجحة الموجهة لطبقة الشباب «يللا شباب» والذي انطلقت منه كوكبة من النجوم اللامعة من أمثال أحمد الشقيري وعيسى بوقري وقسورة الخطيب ومنى أبو سليمان، ثم تفرغ للعمل الاستثاري بشكل كامل، وبدأ في توسيع قاعدة أعماله لتشمل قاعدة عملاء من وزارات الدولة المختلفة والشركات الكبرى وأبلى في ذلك بلاء حسنا، وبدأ يفرض اسم شركته كاسم مهم وله حضور محترم وسط محافل فتاكة عرفت باحتكار الكبار، وبات هناك وجود لشركة وطنية تقدم المعرفة المحلية من عمق محلي بمفهوم مهني محترم ذي معايير ومقاييس عاملية وعالية. وقدم هاني خوجة خلاصة تجربته الشخصية والمهنية والتي كونته من خلال كتاب ممتع وجميل باللغة الإنجليزية، سرد فيه أهم التجارب والمواقف التي واجهها في حياته والتحديات التي كانت في طريقه، ولكن بالإضافة لذلك يقدم في الكتاب وبشكل مثير وجذاب أهم خلاصة الدروس المستفادة من تلك التجارب حتى يكون في ذلك الأمر الخير والإفادة للقراء وخصوصا لفئة الشباب المقدمة على الحياة العملية. لعل أهم ما يلفت في تجربة هاني خوجة هو حالة السلام مع النفس التي حصل عليها مع توسع تجاربه في الحياة فهي أكسبته ثباتا واستقرارا ولم يتلبس بزيف الغرور من حالات إنصاف النجاح التي انتشرت في مجمع الأعمال بشكل مؤسف ومخيف. تجربة هاني خوجة وتأسيسه لشركة لقت النجاح نتاج العمل الدؤوب والمهنية المحترمة لتتوج باستحواذ مميز من كبرى الشركات العاملية في ذات المجال من المطلوب أن تدرس ويستفيد منها الأجيال القادمة لا أن يتم السخرية منها والإتيان بالأكاذيب لقتل فرحة الإنجاز المميز. شكرا هاني خوجة لصناعة التميز والنجاح وإبراز القدوة المطلوبة في المجتمع. قصص النجاح نادرة وقليلة مطلوب الاحتفاء بها وإعطاءها حقها بدلا من التشكيك في الإنجاز، لأن ذلك من سمات المجتمعات المريضة.