رياضة

حلم حراء في «أم الكداد»

نصف قرن وحامد «يؤذن» في مالطا

عبدالله الثبيتي (مكة المكرمة)

1000Duke@

يعيش نادي حراء بمكة المكرمة هذا العام أجواء مرور 50 عاما على تأسيسه دون أن يلعب ولو لعام واحد في دوري الأقوياء أو الأضواء أو ما يعرف حاليا بدوري جميل للمحترفين. فأندية عدة تأسست بعده، ووصلت إلى دوري الكبار رغم أنه أفضلها حالا؛ لأنه يقع في منطقة انطلقت منها كرة القدم السعودية، وهي مكة المكرمة ثاني أكبر مدينة في المنطقة الغربية من حيث المساحة والسكان بعد مدينة جدة، وإحدى المدن التي خرجت أجيالا من اللاعبين الدوليين الذين كانت لهم بصماتهم في المنتخبات الوطنية.

تأسس نادي حراء عام 1388 تحت مسمى الكفاح وتحول إلى حراء عام 1401.

«عكاظ» سجلت زيارة ميدانية لهذا النادي العريق؛ لرصد إنجازاته وإخفاقاته خلال 50 عاما، والوقوف على أبرز العوائق التي حالت دون تحقيقه آمال محبيه وجماهيره في مكة بالوصول إلى دوري الدرجات، وليس التقوقع في دوري المناطق والبقاء محلك سر في هذه المنطقة منذ تأسيسه قبل نصف قرن.

وجدنا النادي يعيش في فيلا تمثل مقرا للإدارة وسكنا للعاملين، دون وجود مرافق أخرى كالملاعب وخلافه يمكن أن تزاول عليها الفرق المختلفة تمارينها.

رافقنا رئيس النادي حامد المؤذن في الجولة، وسألناه في البداية عن سر إخفاق القدم طيلة 50 عاما، فقال: حراء حاول منذ أن تأسس الوصول إلى هذا الهدف الجماهيري وبلغ دورات الصعود سبع مرات منها اثنتان وهو لاعب في النادي وثلاث مرات نائبا للرئيس ومرتان وهو رئيس للنادي. ويضيف: تفاوتت أسباب الفشل من سوء حظ إلى مغادرة بعض اللاعبين النادي بسبب إغراءات أندية الدرجة الأولى والثانية والممتاز، وأيضا سحب النجوم من النادي، وقلة الدعم المادي الذي ظل غائبا، فكل لاعب كان حريصا على المغادرة حينما يحصل على عرض مغرٍ من أي نادٍ، وهذه أسباب فشل كرة القدم بالنادي.

إنجازات عالمية للجودو

ويشير المؤذن إلى أن ناديه سجل إنجازات كبيرة لم يحققها الكبار في ألعاب الدفاع عن النفس إذ حقق اللاعب عيسى مجرشي بطولة العرب للجودو، وحقق ممدوح المولد بطولة العالم للتايكوندو، كما نال سلطان الذيب لقب بطل العالم في لعبة الجودو، وحقق اللاعبان غالي المطرفي وهاني المطرفي بطولة العربية للتايكوندو، وتوج باسم فلاته بالمركز الثاني على مستوى العالم في لعبة الجودو.

ويتحدث المؤذن عن أبرز النجوم الذين قدمهم النادي في كرة القدم للأندية الكبيرة وهم:

محمد المترو «حارس دولي سابق» وياسر الفهمي وسلمان المؤشر (وثلاثتهم لعبوا للأهلي) وياسين برناوي لاعب نادي القادسية حاليا، وريان الموسى لاعب الأهلي المعار للرائد حاليا، وسعود المحمودي لاعب أولمبي الأهلي حاليا، وبكر هوساوي حارس شباب الأهلي ومنتخب الشباب حاليا.

المقر أكبر المشكلات

ويستطرد المؤذن قائلا: أبرز المشكلات التي تواجه النادي المقر، إذ كنا ولانزال عبر السنوات الماضية نتنقل من حي إلى آخر، هناك مقر للإدارة فقط، ولا توجد ملاعب متكاملة ونعيش اليوم في فيلا صماء كما ترى لا يوجد فيها ملاعب سوى في البدروم الذي توفرت به مساحة ضيقة تم فرشها ببساط لمزاولة تمارين التايكوندو والجودو وقدمت هذه الصالة المتواضعة أبطالا حصدوا بطولات في العالم رغم أنها لا تتسع في التمرين إلا لستة لاعبين فقط، ولا نستطيع استضافة بطولة عليها.

الحل في أم الكداد

ويضيف المؤذن: الحل الوحيد لمشكلات النادي المزمنة في أرضنا بأم الكداد بمكة، إذ تم تصميم ملاعب ومقر للإدارة بعد أن حصلنا على صك تملك ورسا المشروع على شركة منفذة، ولكن لم تبدأ تنفيذ هذه المشروع. وزاد: لدينا مستثمر للأرض تم التوقيع معه لمدة 25 عاما وسيكون لنا من خلاله دخل ثابت لا يقل عن ثلاثة ملايين في السنة الواحدة، وهذا المبلغ سيحقق كل أحلام منسوبي النادي، ولكن هيئة الرياضة طلبت تأجيل مشروع الاستثمار إلى شهر رمضان القادم، وسوف تصدر لائحة الاستثمار الجديدة، وفي حالة استثمار النادي حسب ما هو معد حاليا سيتغير الحال رأسا على عقب، فهو خيارنا الوحيد لكي نبني كل الألعاب بشكل علمي ومدروس ليتحول إلى نادٍ منافس في الألعاب كافة، ونستقطب كل المواهب بالعاصمة المقدسة ونوفر لها الإمكانات الضرورية.