.. انبثق النور الإلهي من مكة المكرمة بمولد سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومن ثم ابتلاج النور يوم بلغ بما نزل به جبريل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم «اقرأ» بداية وكلف بعدها بالرسالة حيث نزلت آيات سورة المزمل، وفيها قوله جل وعلا: {يا أيها المزمل}، وسورة المدثر وفيها قول الحق سبحانه وتعالى: {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر}.

ومن المدينة المنورة كانت الانطلاقة الواسعة للنور الذي هدى الله به من آمن من عباده والذي سيبلغ قريباً عاجلاً غير آجل أقصى الدنيا، تبعاً لما روي عنه صلى الله عليه وسلم، عن تميم الدَّاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر).

عادت بي الذاكرة لكل ذلك من اليوم الذي نشرت فيه «عكاظ» بتاريخ 12/5/1438هـ خبراً بعنوان (افتتاح جامعة الأمير مقرن في المدينة) والمتضمن: أن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الجمعية العمومية والمجلس الفخري ومجلس البيان الخيرية للتعليم سيفتتح الأسبوع القادم بحضور أمير المدينة الأمير فيصل بن سلمان. وتنطلق الجامعة برؤى طموحة استجابة لخطط التنمية ورؤية المملكة 2030، من خلال ثلاث كليات رئيسية: الهندسة، إدارة الأعمال، الحاسب الآلي، إضافة إلى كلية الضيافة (تحت الإنشاء).

وأن الجامعة تنفرد بتخصصات جديدة لأول مرة، مثل الحاسب الجنائي وأمن المعلومات، وهو التخصص الذي تنفرد به المنطقة لحماية أمن المملكة الإلكتروني، وتتيح الجامعة تخصصات للبنات تقدم لأول مرة في المدينة المنورة، مثل: هندسة العمارة، والتصميم الداخلي. وأنها غير ربحية.

وبعدها بأسبوع دشن سموه مبرة الأمير مقرن على هامش افتتاح جامعة الأمير مقرن بالمدينة المنورة. وتبرع الأمير مقرن بأرض المبرة المطلة على المسجد النبوي من الجهة الجنوبية الواقعة بين المسجد النبوي ومسجد الغمامة، ليتم بناء فندق عليها يستوعب زوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون ريعه للجامعة لتحصل على الاكتفاء المادي مستقبلاً.

وأن تكون البداية بأداء ممتاز، إذ تأسست الجامعة بهدف التميز، لافتاً إلى التواصل مع 28 كلية من أمريكا وأوروبا وتختار الجامعة أفضل كلية وتعمل شراكة معها.

وقد أكد سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أن جامعة مقرن ستعمل على تحقيق الأهداف المرجوة للارتقاء بمخرجات التعليم بما يتواءم مع سوق العمل، وذلك تنفيذاً لرؤية قائد المسيرة وباني النهضة خادم الحرمين الشريفين.

كتب الله لسموه من الأجر ما هو أهل به فالله يحب المحسنين.

السطر الأخير:

قال الله تعالى بسورة النور: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ * الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ * نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ * وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.