كتاب ومقالات

السياحة العربية والوطنية

بعض الحقيقة

عيسى الحليان

ذكر رئيس المنظمة العربية للسياحة أن القطاع السياحي في الدول العربية يسهم بتوظيف 10 ملايين شخص، ويشكل ما نسبته 12% من إجمالي الوظائف في الدول العربية.

وأشار إلى أن حجم الاستثمار في القطاع السياحي العربي سيصل إلى 323 مليار دولار عام 2020، فيما سيبلغ عدد السياح القادمين للمنطقة العربية 195 مليون سائح وهو ما يعني زياده هذه الأعداد ثلاثة أضعاف عما هي عليه اليوم.

ولأن السياحة أصبحت اليوم صناعة كبرى وموردا اقتصاديا هاما حيث من المفترض أن يكون العالم قد شهد أكثر من 1,170 مليار سائح العام المنصرم 2016م فإنه ينبغي أن نتساءل عن نصيبنا في هذه الصناعة العالمية وإلى متى ونحن نتفرج على هذه الكعكة التي يتم اقتطاعها والتي تحرمنا من 12% من فرص التوظيف المتاحة على الأقل وفرصة إعادة بعض التوازن بين السياحة المصدرة والسياحة المستوردة، وهي الفجوة الأكبر ربما عالميا، خلاف أن السائح السعودي هو الأكثر إنفاقاً في هذا المجال على مستوى العالم أيضا.

لماذا لا يكون ثمة حوار اجتماعي اجتماعي جاد يتلوه حوار اقتصادي اقتصادي يقوم على مناقشة ملف هذه القضية المعلقة والمتروكة للزمن وذلك بمشاركة كل أطراف وفرقاء هذه القضية وخصوصاً اللاعبين الأساسيين، ليس للوصول إلى نتيجة مبكرة في هذه المرحلة ولكن على الأقل لطرح أبعاد هذه القضية اجتماعيا واقتصاديا وإيجاد ولو حلول جزئية في مفاصل هذه الصناعة خصوصا وأن هذا الأمر يشكل الترمومتر الحقيقي لجدية الحوار الاجتماعي والقدرة على طرح ونقاش بعض الملفات المعلقة من ناحية وتحقيق اختراق حقيقي في الملفات الاقتصادية الشائكة من ناحية أخرى، ومدى قدرة المجتمع بكل فئاته على قراءة الحاضر والمستقبل والمقاربة بين سياحة خارجية هائجة، وسياحة داخلية مأزومة واختبار الجاهزية الحقيقية لإحداث التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تحافظ على الثوابت الدينية والقيم الاجتماعية والأعراف العامة.