الناس

«غوتشر» يسلب أرجوان وسيف طفولتهما

أرجوان تنتظر العلاج من المرض الوراثي.

فوز الغامدي (جدة)

fauz _ alghamdi@

تقف أم محمد مكتوفة اليدين، عاجزة عن علاج طفليها أرجوان (12 عاما) وسيف (6 أعوام) من المرض الوراثي «غوتشر»، إلا أنها لم تفقد الأمل في العثور على الدواء، ليمارسا حياتهما كأقرانهما الأصحاء.

وتروي أم محمد معاناتها مع طفليها قائلة: «اقترنت بابن عمي منذ 13 عاما، ولم أجد منه إلا كل خير وتقدير واحترام، إلا أن طفلاي كانا ضحية زواج الأقارب، بعد أن أصيبا بمرض وراثي «غوتشر»، مشيرة إلى أنهما أنجبا طفلا سليما هو محمد.

وأفادت أنه بعد إصابة طفليهما نتيجة المرض الوراثي قررا الانفصال حتى لا تتكرر المعاناة وينجبان أطفالا مرضى، وينتظران من يقف معهما لعلاج أرجوان وسيف.

بدورها، أكدت الدكتورة ملكة بصفر استشارية الأمراض الوراثية والمعدية أنه مع تقدم العلم والطب فرض على كل من يقدم على الزواج بضرورة الفحص قبل الزواج ويتم من خلاله الكشف عن بعض الأمراض المعدية والوراثية، مشيرة إلى أن الكشف يهدف إلى حماية الأجيال الجديدة من الأمراض الوراثية، إضافة إلى حماية الأفراد من الأمراض المعدية التي تنتقل بين الزوجين الأقارب أيضا. وذكرت بصفر أنه في الغالب الفحص لوحده غير كاف، فهناك جينات موروثة لا تتبين إلا بولادة الأطفال ويتسبب في نقص الذكاء «الفهم»، ويسبب الأمراض، خصوصا إذا كانت العائلة تتوارث مرضا مزمنا، أبرزها الأمراض المتعلقة بزواج الأقارب هيموغلوبين الدم «خضاب الدم» والعيوب الخلقية الاستقلابية والأمراض أحادية الجينات الشائعة والتي تسبب إعاقات الأطفال والتي نراها في كثير من الأسر الريفية التي لا زالت تتمسك بمسألة العادات والتقاليد وزواج الأقارب. وتنصح الدكتورة بصفر الشباب بالزواج من خارج العائلة، لتجنب الأمراض الوراثية.