صوت المواطن

جامعة أم القرى تلقي بالطالبات المغتربات خارج السكن

أجبرتهن على التوقيع لإخلائه.. وأولياء الأمور: مبررات الطرد متناقضة

عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة)

florest66@

وضعت جامعة أم القرى مستقبل أكثر من 280 طالبة قدمن للدراسة فيها من المحافظات المجاورة، في مهب الريح، بعد أن أجبرتهن على التوقيع لإخلاء السكن، بدءا من العام القادم، وطرد من لا تمتثل للتوقيع.

وذكر أولياء أمور الطالبات المغتربات أن بناتهم فوجئن بتلقيهن أوامر من المشرفات على السكن أثناء عودتهن من الإجازة النصفية بالتوقيع على إلغاء السكن، دون أي مقدمات أو سابق إنذار، مشيرين إلى أن هذا الإجراء سيحرمهن من مواصلة الدراسة والعودة إلى مناطقهن، واصفين مبررات إدارة الجامعة للقرار بـ«المتناقضة»

وانتقد أحمد بن علي النعيري ولي أمر طالبة، القرار الذي اعتبره ارتجاليا، مشيرا إلى أنه سيحرم الطالبات من استكمال دراستهن، إثر إلغاء خدمة تقدمها الجامعة منذ عشرات السنين.

وبين النعيري أن غالبية الطالبات المستفيدات من السكن، قدمن إلى العاصمة المقدسة من محافظات ميسان، الليث، القنفذة، الكامل، ولا تستطيع أسرهن الانتقال إلى مكة المكرمة، لافتا إلى أنه في حال عدم التراجع عن القرار ستضطر الطالبات لترك مقاعد الدراسة.

واستغرب فراج الثقفي من المسوغات التي ساقتها إدارة الجامعة لحرمان الطالبات من السكن، مشيرا إلى أنها متناقضة، إذ بررتها في بادئ الأمر عبر خطاب بانتشار التعليم في جميع مناطق المملكة، وحين راجع أولياء الأمور مدير الجامعة أرجع المشكلة إلى أمور مالية فقط.

وروى شاكر الحارثي معاناته من القرار، مبينا أن الظروف أجبرته على تسجيل ثلاث من بناته في جامعة أم القرى، لافتا إلى أنهم يعيشون في محافظة ميسان (150 كيلومترا جنوب الطائف) وتفتقد للتعليم الجامعي.

وقال: «أقرب جامعة لنا في الطائف، وتبعد عنا 150 كيلومترا، وتفتقد للسكن، ولا يمكن أن أداوم يوميا لخطورة الطريق والإجهاد البدني والنفسي الذي سأتعرض له»، مبينا أن الحل في دراستهن في أم القرى التي توفر السكن، وعلى هذا الأساس سجلوا بناتهم فيها.

واستدرك بالقول: «لكن للأسف فوجئنا بقرار حرمانهن من السكن، ودخولهن في حلقة مفرغة من المعاناة، فلماذا تتخلى عنهن في هذا الوقت الحرج».

واعتبر حمود بن عابد الثقفي القرار ناسفا لمستقبل الطالبات، مشيرا إلى أنهم من محافظة ميسان ويفتقدون لفرع للجامعة، لافتا إلى أنهم فوجئوا بعد إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول لهذا العام 1438 بتغير الوضع ورفض المسؤولين عن الإسكان بالسماح لبناتهم بالدخول إلا بعد توقيعهن وأولياء أمورهن على تعهد بإخراجهن من السكن نهاية هذا العام وإغلاق السكن الجامعي نهائيا.

واتفق أولياء الأمور على أن الجامعة أهدرت المال في استئجار فندق سكن للطالبات بمبلغ يصل إلى ستة ملايين ريال عقده ثلاث سنوات، وكانت هذه المبالغ كفيلة بالبحث عن سكن طوال ست سنوات.

وحين أجرت «عكاظ» اتصالات متكررة بالمتحدث باسم جامعة أم القرى عادل باناعمة ومدير الجامعة الدكتور بكري عساس، لنقل شكوى أولياء أمور الطالبات، لم تجد منهما أي تجاوب.