محطة أخيرة

فيل وويليام وفرانسيسكو: 30 عاماً بين الأحبار والورق والآلات

عاصروا تحولات الطباعة الصحفية في عكاظ

فريق السلة مع مدير عام مؤسسة «عكاظ» ونائبه ومساعده بعد الفوز بإحدى البطولات. (عكاظ)

إبراهيم حلواني (جدة) ibra2915@

فيلانويفا، ويليام، وفرانسيسكو، ثلاثة فلبينيين أمضوا ثلاثة عقود من حياتهم في مطابع «عكاظ»، عاصروا خلالها مراحل تطور الطباعة وأشكالها المختلفة بدءا من الاستخدام اليدوي وانتهاء بأحدث الطرق التكنولوجية، وعلى أن هذا المجال شهد قفزات نوعية هائلة باتت فيها الآلة سيدة الموقف إلا أن دور هذا الثلاثي مازال مهماً وأساسياً بوقوفهم خلف سير المكائن والآلات الحديثة.

أوقد الرفاق الثلاثة أولى شموعهم الوظيفية في الصحيفة، وأفنوا أجمل أيام حياتهم في رحاب مطابعها، حضروا إلى جدة شباباً يخطون أولى خطواتهم في الحياة العملية حتى زادتهم الأحبار والمكائن وقاراً مع مرور الأيام وتقادم السنين.

يقول فيلانويفا ديلا كروز (أقدم العاملين في المطابع): حضرت إلى عكاظ قبل 31 عاماً وكنت من ضمن الطواقم الأولى التي عملت في مطابعها، كان تشغيل المكائن حينها يدوياً وليس كما هو الآن عن طريق غرفة التحكم.

ويضيف: العمر مضى سريعاً فعندما حضرت كنت عريساً جديداً، أما الآن فلدي حفيد جميل من ابنتي اسمه (كالكس)، عكاظ منحتني ما أملكه الآن فلولاها لما تمكنت من إعالة أسرتي على الوجه الأنسب، ولو عاد بي الزمن لاخترت العودة إلى جدة والعمل فيها أيضاً.

فيل -كما يحب أن يناديه زملاؤه- معجب بتقدير السعوديين لقيمة العائلة وتكاتفهم الشديد، ويقول إنه كون علاقة قوية بالموظفين السعوديين خلال عمله في هذه الوظيفة، من أقربهم إليه رفاقه ياسر الغامدي وخالد الصاعدي وعبدالله الزهراني وآخرون.

فيما يقول ويليام تامباغو المهندس الميكانيكي والخبير في صيانة الآلات، والذي أمضى ما يقارب الـعقدين ونصف في الصحيفة «لا أشعر أنني مقيم بين رفاقي، فنحن هنا من كل الجنسيات نعمل كفريق واحد»، ويضيف "كونا فريقاً لكرة السلة تحت مظلة الصحيفة ونجحنا في تحقيق بطولات في المنافسات التي شاركنا بها، وسبق أن حصد فريقنا بطولة «عكاظ» لكرة السلة عام 2012، وقام حينها المدير العام الدكتور وليد قطان باستقبالنا وتكريمنا، وهذا يجعنا نشعر بقيمتنا في مؤسستنا وأننا جزء منها.

ويليام لديه 3 أبناء و5 أحفاد، ويذكر أقرب أصدقائه إليه في المطابع محمد السلمي وعبدالله ونايف الزهراني.

أما فرانسيسكو في فيرتي ذو الملامح الودودة والابتسامة الهادئة، فإضافة إلى الوجاهة الاجتماعية التي يضفيها عليه عمله في عكاظ، يقول: أجد الاحترام من الجميع في كل مكان ارتاده عندما يعلمون أنني أعمل في عكاظ. ويضيف: أعمل في المطابع منذ 23 عاماً تقريباً، وهو عمل يحتاج إلى عناية وإتقان ويقظة أيضاً، فبعض المكائن بها شفرات حادة قد يفقد العامل يده إن غفل بعض الشيء عنها، كما أن بعض الأعطال تجعلنا نستمر في دوامنا حتى الصباح أحياناً.

ويتذكر فرانسيسكو بحزن خبر تلقيه نبأ وفاة والدته قبل سنوات عدة وهو على رأس العمل، واضطر حينها للسفر سريعاً لحضور جنازتها وعمل ترتيبات الدفن كونه أكبر أبنائها. وفيرتي الذي أصبح جداً قبل 3 سنوات، يقول: عندما ولدت (كاتسيرين) من ابنتي (كاثرين) ملأت حياتي وحياة جدتها بحيويتها.