الحاجة لمراكز نقاهة مكملة للمستشفيات
تأملاتي
الجمعة / 04 / جمادى الآخرة / 1438 هـ الجمعة 03 مارس 2017 01:23
بشرى فيصل السباعي
مراكز النقاهة أو المصحات «Hospice» أو «Sanatorium» هي نوع من المنشآت الصحية المتخصصة التي تنتشر في الغرب لكن لا وجود لها لدينا، وهي تختلف عن المستشفيات في كونها معنية بتقديم الرعاية الطبية طويلة الأمد وبخاصة للحالات المستقرة التي لا يعود هناك ما يمكن للأطباء فعله لأجلها، ويمكن للمريض متابعة علاجه فيها تحت إشراف طبي، وهذا يخفف كثيرا من الضغط على أسرة المستشفيات ومواعيدها المتباعدة، فتصبح بهذا المستشفيات متفرغة للحالات العاجلة والمستجدة، وبالنسبة لكبار السن المرضى في دور الرعاية فهي تقدم لهم نوعية رعاية طبية مباشرة أفضل من تلك التي يحصلون عليها في دار الرعاية، وحتى المرضى في البيوت الذين يعانون من أمراض مزمنة ومتقدمة والذين تكون لهم احتياجات طبية كبيرة تفوق طاقة العائلة وتم إخراجهم من المستشفى لأنه لا يوجد ما يمكن فعله أكثر لأجلهم، والمستشفيات الخاصة تكاليفها فلكية، وهذا ينتج عنه زيادة معاناة المريض ووفاته بسبب قصور الرعاية الطبية والجسدية المقدمة له، وكثير من العائلات يعتمد على الخدم والسائقين لرعاية المرضى والمسنين وهذا يعرضهم لسوء المعاملة وقصور الرعاية الطبية، ويمكن إرسال ممرضين من المصحات لتقديم الرعاية المنزلية، لكن بالطبع نفسيا يصعب القبول بإنشاء هكذا منشأة لأن الناس سيربطونها بالموت وأن تحويل أحد إليها معناه أنه سيموت حتما، لكن الأعمار بيد لله، والمعضلة أن كثيرين يموتون وتحصل لهم مضاعفات خطيرة تخفض فرصهم في الشفاء بسبب عدم توفر أسرة خالية في المستشفيات وطول فترات الانتظار، ثم يمكن الزيادة على دور المصحات في تقديم الخدمة الطبية طويلة الأمد دورها كدار رعاية روحية نفسية، فأهم الدراسات العلمية على الظواهر الروحية والميتافيزيقية قام بها أطباء عملوا في مثل تلك المصحات مثل الطبيبة وعالمة النفس الأمريكية «إليزابيث كوبلر روس - Elisabeth Kübler-Ross» والتي باتت أبحاثها ودراساتها عن الظواهر النفسية والروحية والميتافيزيقية المرتبطة بالموت مرجعا أساسيا للأطباء في العالم للتثقف حول هذا الجانب من العمل الطبي الذي للأسف لا يدرس في الجامعات وإن كانت بعض الجامعات الغربية وظفت الدكتورة «روس» لإعطاء كورسات جامعية عن خبرتها في المصحات مع أصحاب المرض المزمن والمحتضرين، وبسبب أشخاص مثل الدكتورة «روس» الذين نشروا البعد الروحي للمرض والاحتضار انتشر التطوع للعمل بالمصحات في الغرب رغبة بمعايشة هذا الجو الروحي الميتافيزيقي، وبالنسبة للطاقم الطبي ففي الغرب هناك تخصص مستقل يعنى بالمصحات وهذا يرفع من نوعية الخدمة المادية والمعنوية المقدمة فيها.