كتاب ومقالات

بـيـت الـتـاجـر الـمـكـي

عـيـن الـشـمـس

عبدالعزيز معتوق حسنين

في حوزتي دفتر بحجم 10 سم في 8 سم بعنوان «تذكرة عضوية» وعلى صفحته الألى عنوان «الغرفة التجارية الصناعية» بمكة المكرمة وفي السطر الثاني مكتوب «صاحب التذكرة: عبدالعزيز معتوق أحمد حسنين وفي الصفحة الثانية مطبوع تذكرة عضوية رقم (16) درجة الإشتراك: (الثانية) نافذة المفعول لغاية ذي الحجة عام 1369هـ، الختم «الغرفة التجارية والصناعية تأسست عام 1368 بمكة»، الصفحة الرابعة كتب: سجلت الغرفة التجارية الصناعية بمكة محلا تجاريا برقم (59) مكة المكرمة شارع فيصل، بالاستناد إلى الاستمارة رقم (56) وسند الصندوق عدد (50) وجلد (4) وتاريخ 12-1-1369هـ باسم المكرم عبدالعزيز معتوق أحمد حسنين وبذلك أصبح له من الحقوق والامتيازات ما يمنحه له القانون في التجارة والنظم المحلية الخاصة بالشؤون التجارية ويعامل بحق الأولوية والتفضيل، ختم وتوقيع رئيس الغرفة سراج بوقري. وبهذه التذكرة عرفت أن والدي يرحمه الله جعلني أحد سكان بيت التاجر المكي وعمري لم يتجاوز أربع سنوات، فأصبحت من أوائل وأقدم تجار مكة منذ السنة الأولى لتأسيس الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة.

ما ساح بذاكرتي إلى هذا التاريخ العريق هو ما نشر في هذه الجريدة عن حفل افتتاح وتدشين وبمناسبة مرور 70 سنة لمبنى غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة يوم الخميس 26 جمادى الأولى 1438هـ الموافق 23 فبراير 2017م من قبل وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ونشرت هذه الجريدة صفحة، ونصفين على صفحتين عن هذا الحدث التاريخي، الصفحة الكاملة عليها صورة الوزير وصورة رئيس مجلس الإدارة للغرفة ماهر بن صالح جمال، أما النصف الصفحة الأولى فتولت تحريرها سيدة الأعمال هيفاء محمد أبو نار بصورة ضخمة للسيدة والنصف الصفحة الثانية تولى تحريرها مصمم مبنى السبعين عاما للغرفة والمشرف العام عليه وعضو مجلس إدارة الغرفة المهندس أحمد بن عبدالعزيز سندي ونشرت صورة ضخمة للمبنى، سعدت جدا بقراءة كاملة وشاملة ما نشر عن تاريخ بيت التاجر المكي ولكن حزنت، لأنني لم أقرأ ولا مرة واحدة ضمن كامل ما نشر عن ذكر اسم أول رئيس مجلس إدارة هذه الغرفة التاريخية في بيت الله في مكة المكرمة سراج بوقري ولم يذكر أحدا من أعضاء أول مجلس لهذه الغرفة وهم حسني قامة، عبدالله باحمدين، أحمد الجفالي، محمد مصطفى عاشور، سراج كعكي، حسين جستنيه، محمد نور قطب، محمود ملياني، صبحي الأعمى، إسماعيل عبدالله دهلوي، وطه خياط الذين كان لهم الفضل الأول بعد الله والاحترام والتقدير لما بذلوه من جهد ومشقة وتضحية في خدمة تأسيس وإنشاء هذه الغرفة العريقة التاريخية. يرحمكم الله يا رجال زمان. رغبت طمعا في أن أتذكر أجدادنا العمالقة فشاركت القراء الكرام عن ما أحتفظ به في حوزتي اليوم أصل تذكرة عضويتي في الغرفة. أحتفظ بها وفاء وفخرا ومحبة لرجال زمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل فقال يا رسول ألله: هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام: الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما هذا كله من بر الوالدين بعد وفاتهما.

للتواصل: فاكس: 0126721108