جدّة.. الصدارة ليست مستحيلة
السبت / 05 / جمادى الآخرة / 1438 هـ السبت 04 مارس 2017 02:37
بخيت طالع الزهراني
تستطيع جدة أن تكون مدينة غاية في البهجة، تمطر فرحا، وتتوشح ألقا.. لكن كل ذلك لا يتشكل من تلقاء نفسه ولا يهبط من السماء فجأة، بل يحتاج إلى حزمة من المنجزات، ليس بالضرورة أن تقدمها الحكومة، بل من خلال سواعد وفكر أهلها وسكانها المفتونين بالتطوع أصلا، ومعهم بالطبع القطاع الخاص، وفق رؤية منهجية شعارها «الإدارة والإرادة» الشعار الذي كثيرا ما يردده الأمير البهي خالد الفيصل.
لكن يبقى المهم.. من يعلق الجرس؟.. من يرسم خريطة الطريق؟.. ومن الذي يقدر على وضع رؤية لخطة إستراتيجية تتفرع منها خطوات إجرائية متقنة تحقق تلك الرؤية؟، وصولا إلى مدينة بهيجة تنسجم مع تاريخها العريق المرصع بالتنوع الحضاري، والذي يعود إلى فجر التاريخ، حيث قبيلة قضاعة والعام 115 ق. م
وباختصار فثمة علاقة طردية بين الازدحام والنفايات والضجيج والتلوث البصري... إلخ، وبين زيادة الشعور بالضجر والقلق والاكتئاب، ولو بحثنا عن السبب في جملة واحدة لقلنا: إن كثيرا من المحددات غير الجميلة بالمدن، تحولها تلقائيا إلى مدن غير صديقة للبيئة.
اتفق المخططون في العالم على أن مدينة المستقبل التي تكون صديقة للبيئة، وتبعا لذلك قطعت كثير من الدول شوطا كبيرا في هذا الاتجاه.. واستطرادا، احتلت ملبورن الأسترالية – للمرة الرابعة على التوالي، صدارة قائمة أفضل مدن العالم من حيث: الاستقرار، الرعاية الصحية، والثقافة والبيئة، التعليم والبنية التحتية
وملبورن كما هو معروف هي ثاني أكبر مدينة أسترالية من حيث السكان (حوالى 4 ملايين نسمة)، ومن المفارقات أن ملبورن تماثل جدة في شيئين فكلتاهما بحرية، وأيضا لهما نفس عدد السكان، لكن بالطبع ملبورن تختلف عن جدة في أشياء كثيرة.. ففيها ما يزيد على 100 قاطرة تنقل نحو 70 مليون راكب سنويا، وتعمل الحافلات الخاصة على 240 خطا، وترتبط المدينة بالضواحي بشبكة من القطارات الكهربائية تحت الأرض، وفيها سبع جامعات و16 كلية وبعض الكليات التقنية المتقدمة.
أتمنى حقيقة أن تبادر أجهزة (الأمانات) في مدننا الكبيرة - على وجه الخصوص - إلى قبول هذا «التحدي»، ولتكن البداية من مدينة جدة مثلا، حيث لم يعد الوقت يقبل الانتظار أو التثاؤب، فلابد من حراك فاعل وفق رؤية علمية وقدرة بشرية ويبقى السؤال الذي لابد أن يُطرح بكل جرأة.. هل جدة - اليوم - بكل محدداتها ومعطياتها ومحتواها العام، تساعد على البهجة أم تراها بيئة قريبة من ضخ عوامل تساعد على الاكتئاب؟ من يجيب ؟.. ففي الجواب نصف الحل؟
bakeet8@hotmail.com
لكن يبقى المهم.. من يعلق الجرس؟.. من يرسم خريطة الطريق؟.. ومن الذي يقدر على وضع رؤية لخطة إستراتيجية تتفرع منها خطوات إجرائية متقنة تحقق تلك الرؤية؟، وصولا إلى مدينة بهيجة تنسجم مع تاريخها العريق المرصع بالتنوع الحضاري، والذي يعود إلى فجر التاريخ، حيث قبيلة قضاعة والعام 115 ق. م
وباختصار فثمة علاقة طردية بين الازدحام والنفايات والضجيج والتلوث البصري... إلخ، وبين زيادة الشعور بالضجر والقلق والاكتئاب، ولو بحثنا عن السبب في جملة واحدة لقلنا: إن كثيرا من المحددات غير الجميلة بالمدن، تحولها تلقائيا إلى مدن غير صديقة للبيئة.
اتفق المخططون في العالم على أن مدينة المستقبل التي تكون صديقة للبيئة، وتبعا لذلك قطعت كثير من الدول شوطا كبيرا في هذا الاتجاه.. واستطرادا، احتلت ملبورن الأسترالية – للمرة الرابعة على التوالي، صدارة قائمة أفضل مدن العالم من حيث: الاستقرار، الرعاية الصحية، والثقافة والبيئة، التعليم والبنية التحتية
وملبورن كما هو معروف هي ثاني أكبر مدينة أسترالية من حيث السكان (حوالى 4 ملايين نسمة)، ومن المفارقات أن ملبورن تماثل جدة في شيئين فكلتاهما بحرية، وأيضا لهما نفس عدد السكان، لكن بالطبع ملبورن تختلف عن جدة في أشياء كثيرة.. ففيها ما يزيد على 100 قاطرة تنقل نحو 70 مليون راكب سنويا، وتعمل الحافلات الخاصة على 240 خطا، وترتبط المدينة بالضواحي بشبكة من القطارات الكهربائية تحت الأرض، وفيها سبع جامعات و16 كلية وبعض الكليات التقنية المتقدمة.
أتمنى حقيقة أن تبادر أجهزة (الأمانات) في مدننا الكبيرة - على وجه الخصوص - إلى قبول هذا «التحدي»، ولتكن البداية من مدينة جدة مثلا، حيث لم يعد الوقت يقبل الانتظار أو التثاؤب، فلابد من حراك فاعل وفق رؤية علمية وقدرة بشرية ويبقى السؤال الذي لابد أن يُطرح بكل جرأة.. هل جدة - اليوم - بكل محدداتها ومعطياتها ومحتواها العام، تساعد على البهجة أم تراها بيئة قريبة من ضخ عوامل تساعد على الاكتئاب؟ من يجيب ؟.. ففي الجواب نصف الحل؟
bakeet8@hotmail.com