وجع أنيق
السبت / 05 / جمادى الآخرة / 1438 هـ السبت 04 مارس 2017 02:37
عبدالله عناني *
يبدو أن إحدى هوايات الليل بعثرة أوراقي مرة تلو أخرى، أجلس بجوار النافذة يرافقني كوب شاي بالحبق.. وبجواري الجمر يتقد على مبخرة عتيقة والمصباح الخافت يلقي بهالاته على كتاب أقلب صفحاته سريعا دون وعي متدثرا بملاءة لا يكفي دفؤها للهروب من برودة الطقس التي تخترق عظامي، تنتابني الكثير من الأسئلة عني وعن كل من أحب، أحاول الاطمئنان عليهم فردا فردا بيني وبين قلبي، أتفحص منظري بعد عام من الآن، سرقني من أفكاري شاب يتمشى بتوتر أسفل شقتي كان يتشاجر مع حبيبته على الجوال ويعلو صراخه مع مرور الوقت، أنهى شجاره بأن رمى بهاتفه على الأرض بكل ما لديه من قوة و داس عليه بقدمه ثم ركله بعيدا وجلس على الرصيف وهو يشد معطفه عليه وأخذ يدخن سيجارة تلو أخرى وهو ينشد بحزن، تناهى في تلك اللحظة إلى مسمعي صوت فيروز وكأنها تخاطبه شخصيا «يا قلبي لا تتعب قلبك»، شربت كوب الشاي الذي كان قد أصبح باردا دفعة واحدة، أمسكت بقلم وبدأت أرسم على ظهر الكتاب أشكالا لا تحمل أي معنى، تشبه شتاتي وأنا أحاول لملمة عقلي الذي يقفز بين الذكريات المتضاربة فهنا جرح عميق قد اندمل وبقي مكانه أخدود أعطى شكلا مختلفا للحياة، وهناك أكوام من صور الأصدقاء الذين بنيت معهم أبراجا من اللحظات الجميلة، وفي الواجهة أولى نبضات الحب الذي تلا شهورا من أشباح العزلة.
توقف القلم عن الرسم بعد أن لم يعد في ظهر الكتاب متسع للمزيد من الحبر وفي ذات اللحظة لاح نور الفجر أحمر قادما من الأفق من خلف أنوار المباني القابعة بالأسفل، تثاءبت بشدة وقمت لأغسل عن وجهي آثار الليل.
مسحت الشمس آخر ما تبقى من بقعة الظلام، ألقيت قبلة على جبين جميلتي النائمة وركبت سيارتي متجها للعمل وأطفأ النهار كل الشجن بداخلي كأن شيئا لم يكن ليلة البارحة!.
*كاتب سعودي
توقف القلم عن الرسم بعد أن لم يعد في ظهر الكتاب متسع للمزيد من الحبر وفي ذات اللحظة لاح نور الفجر أحمر قادما من الأفق من خلف أنوار المباني القابعة بالأسفل، تثاءبت بشدة وقمت لأغسل عن وجهي آثار الليل.
مسحت الشمس آخر ما تبقى من بقعة الظلام، ألقيت قبلة على جبين جميلتي النائمة وركبت سيارتي متجها للعمل وأطفأ النهار كل الشجن بداخلي كأن شيئا لم يكن ليلة البارحة!.
*كاتب سعودي