Geneva.. المتاهة المفتوحة في الأزمة السورية
المعارضة تستبدل الواقعية السياسية بالخطاب الثوري
الاثنين / 07 / جمادى الآخرة / 1438 هـ الاثنين 06 مارس 2017 03:13
عبدالله الغضوي (جدة)
GhadawiAbdullah@
كشفت اللغة الدبلوماسية المستخدمة في أروقة جنيف4 عن تغير في أداء المعارضة السورية، التي اتبعت تكتيك الخطوة خطوة والواقعية السياسية في التفاوض القائمة على «احصل على أقل المكاسب واستأنف الضغط». في الجولة الرابعة من جنيف تم قلب الأجندة السياسية، وبدا الأمر وكأنه صراع على ترتيب هذه الأجندة دون النظر إلى آليات تنفيذ ما يرد في هذه الأجندة. أيضا في جنيف4 كانت قرارات مجلس الأمن الدولي محل التفسير وليس التنفيذ. بينما تلاشت خطة كوفي عنان ذات البنود الستة التي ظلت طوال السنوات الماضية أساسا في الحل.. بمعنى أن جنيف4 هذه المرة رسالة روسية لكلا الطرفين أننا نبدأ الآن من الصفر. من أجل التأسيس لمسار تفاوضي مفتوح ينتهي باتفاق الطرفين وليس بالقرارات الدولية. والواضح أن المعارضة السورية قبلت بهذه الفلسفة السياسية، لذا بدا الخطاب الثوري أقل حضورا فضلا عن قبول حالة التنوع في المعارضة، تماشيا مع الرغبة الروسية التي التقت مع توجه المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، ذلك أن الأخير يفضل اللعب على الحبال بشكل منفصل وهذا ما يمنحه حرية المناورة والضغط على تشتت المعارضة.
دخلت المعارضة السورية فخ «بيروقراطية الأمم المتحدة» والعملية السياسية المفتوحة، وهي تبرر ذلك أن البيئة الإقليمية والدولية ليست في صالحها، فضلا عن تطور الصراع على الأرض وتغيير المعادلة العسكرية. وهو تفكير اتفقت عليه القوى السياسية والعسكرية من أجل إعادة التموضع وعدم الظهور على أنها خارج الحركة السياسية الدولية المتعلقة بسورية. إلا أن مخاطر مثل هذا التفكير ستأتي لاحقا، حين يتبين لها أنها دخلت في متاهة التفاوض المفتوح دون ضمانات دولية حقيقية، خصوصا وأن اللاعب الأساسي في جنيف كان الروس ومن خلفهم إيران التي تراقب خطوة بخطوة ما يجري على أرض جنيف وكذلك ما يجري على الأرض السورية. وبغض النظر عن أن الروس باتوا يتصدرون المشهد السياسي والعسكري في سورية، وأن المسؤوليات الدولية حيال ما يجري في سورية باتت منوطة بهم، إلا أنه في ذات الوقت لن تكون مع تلك القوى التي ناصبتها العداء منذ بداية الأزمة واعتبرتها قوة احتلال من نهاية العام 2015. لذا فإن الإفراط الملحوظ في الآونة الأخيرة من قبل أطراف في المعارضة، حول تصوير الروس على أنهم طرف وسيط، سيكون له مضاعفات في فرض الحل السياسي مستقبلا، فاعتبار المعارضة روسيا طرفا نزيها يفرض عليها أمام المجتمع الدولي القبول بما «يطبخه» هذا الوسيط.. وتكون الطبخة الروسية بعد إنهاك المعارضة سياسيا وعسكريا للقبول بأي حل.
كشفت اللغة الدبلوماسية المستخدمة في أروقة جنيف4 عن تغير في أداء المعارضة السورية، التي اتبعت تكتيك الخطوة خطوة والواقعية السياسية في التفاوض القائمة على «احصل على أقل المكاسب واستأنف الضغط». في الجولة الرابعة من جنيف تم قلب الأجندة السياسية، وبدا الأمر وكأنه صراع على ترتيب هذه الأجندة دون النظر إلى آليات تنفيذ ما يرد في هذه الأجندة. أيضا في جنيف4 كانت قرارات مجلس الأمن الدولي محل التفسير وليس التنفيذ. بينما تلاشت خطة كوفي عنان ذات البنود الستة التي ظلت طوال السنوات الماضية أساسا في الحل.. بمعنى أن جنيف4 هذه المرة رسالة روسية لكلا الطرفين أننا نبدأ الآن من الصفر. من أجل التأسيس لمسار تفاوضي مفتوح ينتهي باتفاق الطرفين وليس بالقرارات الدولية. والواضح أن المعارضة السورية قبلت بهذه الفلسفة السياسية، لذا بدا الخطاب الثوري أقل حضورا فضلا عن قبول حالة التنوع في المعارضة، تماشيا مع الرغبة الروسية التي التقت مع توجه المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، ذلك أن الأخير يفضل اللعب على الحبال بشكل منفصل وهذا ما يمنحه حرية المناورة والضغط على تشتت المعارضة.
دخلت المعارضة السورية فخ «بيروقراطية الأمم المتحدة» والعملية السياسية المفتوحة، وهي تبرر ذلك أن البيئة الإقليمية والدولية ليست في صالحها، فضلا عن تطور الصراع على الأرض وتغيير المعادلة العسكرية. وهو تفكير اتفقت عليه القوى السياسية والعسكرية من أجل إعادة التموضع وعدم الظهور على أنها خارج الحركة السياسية الدولية المتعلقة بسورية. إلا أن مخاطر مثل هذا التفكير ستأتي لاحقا، حين يتبين لها أنها دخلت في متاهة التفاوض المفتوح دون ضمانات دولية حقيقية، خصوصا وأن اللاعب الأساسي في جنيف كان الروس ومن خلفهم إيران التي تراقب خطوة بخطوة ما يجري على أرض جنيف وكذلك ما يجري على الأرض السورية. وبغض النظر عن أن الروس باتوا يتصدرون المشهد السياسي والعسكري في سورية، وأن المسؤوليات الدولية حيال ما يجري في سورية باتت منوطة بهم، إلا أنه في ذات الوقت لن تكون مع تلك القوى التي ناصبتها العداء منذ بداية الأزمة واعتبرتها قوة احتلال من نهاية العام 2015. لذا فإن الإفراط الملحوظ في الآونة الأخيرة من قبل أطراف في المعارضة، حول تصوير الروس على أنهم طرف وسيط، سيكون له مضاعفات في فرض الحل السياسي مستقبلا، فاعتبار المعارضة روسيا طرفا نزيها يفرض عليها أمام المجتمع الدولي القبول بما «يطبخه» هذا الوسيط.. وتكون الطبخة الروسية بعد إنهاك المعارضة سياسيا وعسكريا للقبول بأي حل.