مدير مركز: أمانة جدة تعطل منح المعوقين والشركات تتحايل!
الشريف يروي لـ «عكاظ» تجربته في تسلق السور لعلاج ابنه
الأربعاء / 09 / جمادى الآخرة / 1438 هـ الأربعاء 08 مارس 2017 02:36
حسين هزازي (جدة)
h_hzazi@
هاجم المدير العام لمركز الرعاية المتطورة ومركز الرعاية المتميزة بجدة والطائف محمد الشريف في حديث إلى «عكاظ» أمانة جدة واتهمها بتعطيل دعم المعوقين وعدم منح مراكز رعاية المعوقين أراضي بمساحات كافية داخل النطاق العمراني طبقا للأوامر الصادرة في العام 1433 هـ. وأوضح أن خريجي التربية الخاصة غير مؤهلين للتعامل مع المعوقين، كما أن الكثير من الشركات تتاجر بالمعوقين بتوظيفهم وهميا لرفع نقاطها في مكتب العمل.
تسلق السور
وقال الشريف: أنا ولي أمر طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل أن أكون مديراً للمركز، وعشت معاناة ولدي «المعوق» قبل 16 عاما حين كان نزيلاً في إحدى دور الرعاية في الأردن، وكانت زيارتي له شبه شهرية متحملاً أعباء السفر والتنقل ليحصل ابني على نتيجة إيجابية إذ كانت مراكز الرعاية في السعودية ليست بالمستوى المأمول خصوصاً إذا كانت الإعاقة كبيرة. واستمر الحال مع ولدي في هذا المركز قرابة خمس سنوات، غير أن موقفا أثار ريبتي وشكوكي فاضطررت إلى تسلق سور مركز الرعاية الأردني والوقوف على مشاهد محزنة للمعوقين داخل المركز، إذ لم يكن التعامل معهم بالمستوى الإنساني، فاضطررت إلى إخراجه على الفور من المركز.
وأضاف الشريف أنه بدأ رحلة البحث عن مركز لرعاية المعوقين يستطيع من خلاله علاج ابنه، ولم تفلح محاولته في العثور على مركز ملائم فأنشأ مركزا لرعاية المعوقين بمشاركة أحد الأقارب. وجاء دعم الدولة في العام 1433هـ لمراكز المعوقين كنقطة تحول إذ تكفلت الدولة بهم حال توافر شروط الالتحاق بالمراكز.
حديقة مهجورة
وأكد الشريف أن معاناة مراكز رعاية المعوقين تتمحور في عدة جوانب منها ما تتعلق بالقطاعات الحكومية ومع الأسرة ومع المجتمع ومع المراكز نفسها، مشيراً إلى وجود أوامر بضرورة إعطاء المراكز أراضي لبناء مراكز نموذجية على مساحة 10 آلاف متر مربع داخل النطاق العمراني. وأوضح أنه راجع الأمانة للحصول على الأراضي منذ سنوات دون نتيجة، وفي النهاية اقترحوا عليه الحصول على أرض تبعد عن النطاق العمراني بنحو 50 كيلو مترا وهو مخالف للأوامر.
ويضيف الشريف أنه قدم مقترحا للأمانة بالاستفادة من الحدائق المهملة وبناء مراكز بمساحات أقل ولم يجد المقترح ترحيبا من الأمانة مع أن المقترح تمثل في إنشاء المركز في حديقة مهجورة منذ 17 عاما ولا تزال الفكرة حبرا على ورق دون تنفيذ رغم الحاجة الماسة لمثل هذه المراكز خصوصاً في ظل ارتفاع أعداد المعوقين المحتاجين للخدمة.
التوظيف الوهمي
وعن الكوادر المخصصة للتعامل مع المعوقين أوضح الشريف أن هناك خللا في التربية الخاصة، فمعظم خريجي هذا التخصص لا يستطيعون التعامل مع المعوقين غير القادرين على التعلم وقدرات الخريجين متلائمة فقط مع المعوقين القابلين للتعلم، مقترحاً في هذا الشأن تدريبهم قبل التخرج لمدة عام بالتعاون مع مراكز الإعاقة. وهناك كثير من الأسر تجهل كيفية التعامل مع أطفالهم المعوقين، فالكثير يكتفي بالحجز ورفض احتكاكهم بالمجتمع وإغلاق الأبواب أمامهم بسبب نظرة المجتمع لهم، ولابد من الأُسر الاهتمام بأطفالهم والاعتراف بهذه الإعاقة ثم التعامل معها جيداً وفرضها على المجتمع. والعمل على تغيير نظرته تجاه المعوقين ومنحهم الثقة التامة لأنهم لا يريدون الشفقة بل الثقة التامة. وحث الشريف المجتمع على تقبل وتغيير الفكرة تجاه المعوقين.
وعن المركز أفاد بأنه يبدأ باستقبال الطالب المعوق ثم تقويم الحالة وتحديد مستوى الإعاقة ويلي ذلك وضع خطة تعليمية لكل طالب، ثم يتم تدويرهم عبر الفصول المختلفة في تخصصات عدة مثل الحاسب والنطق والتدريب التقني، وبعدها تبدأ مرحلة البحث عن الأشياء التي يفقدها في المنزل من خلال الأخصائي النفسي الذي يبحث أماكن القصور بالتعاون مع أسرة المعوق، ثم تتم معالجة ذلك.
واتهم الشريف بعض الشركات بتوظيف المعوقين وهميا لرفع نقاطها لدى مكتب العمل مع أنهم ملازمون لبيوتهم دون عمل، ويعد ذلك أضرارا واستغلالا للمعوقين ويؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى تحول المعوق إلى عنصر غير منتج وغير فاعل، ناصحاً بضرورة منح قروض ميسرة لفتح عدد أكبر من مراكز الإعاقة وتعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية لتقديم خدمات مميزة للمعوقين.
هاجم المدير العام لمركز الرعاية المتطورة ومركز الرعاية المتميزة بجدة والطائف محمد الشريف في حديث إلى «عكاظ» أمانة جدة واتهمها بتعطيل دعم المعوقين وعدم منح مراكز رعاية المعوقين أراضي بمساحات كافية داخل النطاق العمراني طبقا للأوامر الصادرة في العام 1433 هـ. وأوضح أن خريجي التربية الخاصة غير مؤهلين للتعامل مع المعوقين، كما أن الكثير من الشركات تتاجر بالمعوقين بتوظيفهم وهميا لرفع نقاطها في مكتب العمل.
تسلق السور
وقال الشريف: أنا ولي أمر طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل أن أكون مديراً للمركز، وعشت معاناة ولدي «المعوق» قبل 16 عاما حين كان نزيلاً في إحدى دور الرعاية في الأردن، وكانت زيارتي له شبه شهرية متحملاً أعباء السفر والتنقل ليحصل ابني على نتيجة إيجابية إذ كانت مراكز الرعاية في السعودية ليست بالمستوى المأمول خصوصاً إذا كانت الإعاقة كبيرة. واستمر الحال مع ولدي في هذا المركز قرابة خمس سنوات، غير أن موقفا أثار ريبتي وشكوكي فاضطررت إلى تسلق سور مركز الرعاية الأردني والوقوف على مشاهد محزنة للمعوقين داخل المركز، إذ لم يكن التعامل معهم بالمستوى الإنساني، فاضطررت إلى إخراجه على الفور من المركز.
وأضاف الشريف أنه بدأ رحلة البحث عن مركز لرعاية المعوقين يستطيع من خلاله علاج ابنه، ولم تفلح محاولته في العثور على مركز ملائم فأنشأ مركزا لرعاية المعوقين بمشاركة أحد الأقارب. وجاء دعم الدولة في العام 1433هـ لمراكز المعوقين كنقطة تحول إذ تكفلت الدولة بهم حال توافر شروط الالتحاق بالمراكز.
حديقة مهجورة
وأكد الشريف أن معاناة مراكز رعاية المعوقين تتمحور في عدة جوانب منها ما تتعلق بالقطاعات الحكومية ومع الأسرة ومع المجتمع ومع المراكز نفسها، مشيراً إلى وجود أوامر بضرورة إعطاء المراكز أراضي لبناء مراكز نموذجية على مساحة 10 آلاف متر مربع داخل النطاق العمراني. وأوضح أنه راجع الأمانة للحصول على الأراضي منذ سنوات دون نتيجة، وفي النهاية اقترحوا عليه الحصول على أرض تبعد عن النطاق العمراني بنحو 50 كيلو مترا وهو مخالف للأوامر.
ويضيف الشريف أنه قدم مقترحا للأمانة بالاستفادة من الحدائق المهملة وبناء مراكز بمساحات أقل ولم يجد المقترح ترحيبا من الأمانة مع أن المقترح تمثل في إنشاء المركز في حديقة مهجورة منذ 17 عاما ولا تزال الفكرة حبرا على ورق دون تنفيذ رغم الحاجة الماسة لمثل هذه المراكز خصوصاً في ظل ارتفاع أعداد المعوقين المحتاجين للخدمة.
التوظيف الوهمي
وعن الكوادر المخصصة للتعامل مع المعوقين أوضح الشريف أن هناك خللا في التربية الخاصة، فمعظم خريجي هذا التخصص لا يستطيعون التعامل مع المعوقين غير القادرين على التعلم وقدرات الخريجين متلائمة فقط مع المعوقين القابلين للتعلم، مقترحاً في هذا الشأن تدريبهم قبل التخرج لمدة عام بالتعاون مع مراكز الإعاقة. وهناك كثير من الأسر تجهل كيفية التعامل مع أطفالهم المعوقين، فالكثير يكتفي بالحجز ورفض احتكاكهم بالمجتمع وإغلاق الأبواب أمامهم بسبب نظرة المجتمع لهم، ولابد من الأُسر الاهتمام بأطفالهم والاعتراف بهذه الإعاقة ثم التعامل معها جيداً وفرضها على المجتمع. والعمل على تغيير نظرته تجاه المعوقين ومنحهم الثقة التامة لأنهم لا يريدون الشفقة بل الثقة التامة. وحث الشريف المجتمع على تقبل وتغيير الفكرة تجاه المعوقين.
وعن المركز أفاد بأنه يبدأ باستقبال الطالب المعوق ثم تقويم الحالة وتحديد مستوى الإعاقة ويلي ذلك وضع خطة تعليمية لكل طالب، ثم يتم تدويرهم عبر الفصول المختلفة في تخصصات عدة مثل الحاسب والنطق والتدريب التقني، وبعدها تبدأ مرحلة البحث عن الأشياء التي يفقدها في المنزل من خلال الأخصائي النفسي الذي يبحث أماكن القصور بالتعاون مع أسرة المعوق، ثم تتم معالجة ذلك.
واتهم الشريف بعض الشركات بتوظيف المعوقين وهميا لرفع نقاطها لدى مكتب العمل مع أنهم ملازمون لبيوتهم دون عمل، ويعد ذلك أضرارا واستغلالا للمعوقين ويؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى تحول المعوق إلى عنصر غير منتج وغير فاعل، ناصحاً بضرورة منح قروض ميسرة لفتح عدد أكبر من مراكز الإعاقة وتعزيز التعاون بين القطاعات الحكومية لتقديم خدمات مميزة للمعوقين.