الشياطين تحرّض العيون الحارة

نظرة تحرق مكيف سيارة وأخرى تعطل طائرة

الشياطين تحرّض العيون الحارة

عارف الاحمري (نجران)

رغم ان العيون ملهمة للشعراء الا انها في بعض الاحيان قد تكون فتاكة تسبب الاذى للانسان خاصة الاصابة بالعين والتي يخشاها الناس ويحتاطون لها بوسائل مختلفة ويقال عن الشخص الذي يصيب الاخرين بالعين كان رجلاً او امرأة انه «عيّان» والحكايات كثيرة حول هذا النوع من البشر ومن الخرافات المتوارثة بين الناس ان الذي بين سنتيه الأماميتين فراغ ظاهر فهو شخص عيّان ويجب الحذر منه وحول اصحاب العيون الحارة وحكاياتهم التقت «عكاظ الاسبوعية» بعدد من الاشخاص الذين سردوا فيها وقائع عن قصص للاصابة بالعين كما تطرقت للرأي الشرعي في مسألة الاصابة بالعين. يقول عبدالله آل عمر ان كلمة «عين» يتم تداولها في المجالس بشكل كبير عند حدوث ازمة صحية لشخص ناجح في احد مجالات الحياة ويزيد من احتمالات الاصابة بالعين حينما يعاني المصاب من ازمة نفسية او اجتماعية مفاجئة. واضاف ان البعض يصل بهم الامر الى التكتم الشديد على امورهم الخاصة كرصيد في البنك او مرتبة او حتى عند شرائه بيتاً جديداً او محلاً تجارياً وذلك مخافة ان تطاله العين وينهار حلمه.
حارق الجوال
واياً كانت روايات الناس عن العيون الحارة فهناك قصص ربما تكون حقيقية او بها نوع من المبالغة ومنها قصة حسن آل ناجي والذي اوضح انه تعرض ذات يوم للاصابة بالعين حيث كان في مجلس رجل يعرف بانه «عيان» فقال له العيان سيارتك لونها ابيض وثوبك ابيض وجوالك لونه ابيض وما هي الا دقائق معدودات حتى احترقت شاشة جوالي فخرجت من منزله وانا اتعوذ بالله ولم اعد التقي ذلك الشخص مرة اخرى.
وقال عمر الهاجري انه كان في احد الايام يتجول مع صديق له في منتزه عام وحينما لمح صديقه الدراجات النارية ذات الاشكال المميزة أطال النظر الى احداها وما هي الا لحظات حتى توقف احدها عن الحركة وفي تلك اللحظة حثه زميله ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اذا شاهد شيئاً اعجبه.
ويسرد محمد القحطاني قصة طريفة انه وعدداً من اصدقائه كانوا يلعبون الكرة وفجأة عبرت احدى الشاحنات المحملة بالاخشاب وهي تسير ببطء ولحظتها قال شخص «عيان» من الموجودين انه يستطيع ان يرمي كتل الاخشاب من على متن الشاحنة فقال بعض الكلمات التي لم يفهمها الحضور وما هي الا لحظات حتى تساقطت الاخشاب على الشارع.
دمر المكيف
وروى عتيق الاحمري قصص شخص «عيّان» انه كان برفقة عدد من اصدقائه ومعهم شخص معروف بعينه الحارة وبينما هم واقفون عبر بجوارهم شخص يمتطي سيارة فاخرة وكان يسأل عن موقع ما وفتح باب سيارته طلباً للمساعدة في استدلاله على ما يريده وفي تلك اللحظة قال الشخص العيان بعد ان لفحه هواء مكيف السيارة البارد «وش ذا ذكرني بهوا أبها» ولم يبعد صاحب السيارة كثيراً حتى خرج هواء اسود من الماكينة فعاد الرجل يسأل عن اقرب ورشة لاصلاح سيارته.
معاقبة متسللين
ومن القصص الطريفة عن الاصابة بالعين قصة يرويها فهد سفر حيث اوضح ان احد كبار السن في قرية صغيرة اشتهر بعينه الحارة وكان الرجل يزاول عمله في مزرعته يومياً منذ الصباح الباكر ويغفو لمدة ساعة او ساعتين في فترة الظهيرة وفي احد الايام اثناء نومه تسلق شابان سور المزرعة وقطفا بعضاً من عناقيد العنب واثناء قيامهما بذلك استيقظ الرجل «العيان» صاحب المزرعة وهددهما انه سوف يصيبهما بالعين ان لم يقوما بتنظيف المزرعة من الحجارة فاستسلم الشابان للامر الواقع وقاما بتنظيف المزرعة من الحجارة والحشائش الضارة لساعات طويلة وفي الليل اطلق الرجل سراحهما متوعداً اياهما بعدم تكرار التسلل الى المزرعة مرة اخرى.
تعطيل الطائرة
اما عبدالعزيز القرني فيقول ان ثمة شخصا معروفا انه عيان حاول في احدى المرات السفر على رحلة طيران رغم انه كان على قائمة الانتظار حيث ألح كثيراً على موظف الحجز بأن يبحث له عن مقعد بأي طريقة فاعتذر له الموظف فغضب العيان وقال انه سوف يصيب الطائرة بعين ويعطلها والغريب هنا انه بعد قيام الركاب بربط الاحزمة اعتذر لهم قائد الطائرة بان هناك عطلاً فنياً وعليهم النزول الى صالة المطار حتى يتم اصلاحه.
لا حدود لتأثير العين
وعن الرأي الشرعي في الاصابة بالعين قال الشيخ يحيى الفيفي في هذا الصدد مهما وصل وصف بعض هذه المواقف بالمبالغ فيه فان امكانية حدوثها امر وارد ومؤكد من الناحية الدينية ان هناك حوادث شهدها النبي صلى الله عليه وسلم تدل على ان حدوث العين وارد وان اخذ الاثر من العائن هو العلاج المناسب.
ويشير الشيخ الفيفي الى حادثة الصحابي سهل بن حنيف رضي الله عنه حين اصيب بعين عامر بن ربيعة الذي قال في سهل وهو يغتسل: لم ار كاليوم، ولا جلد مخبأة فسقط سهل فأتي به الى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا قال: «من تتهمون به» قالوا عامر بن ربيعة قال: «علام يقتل احدكم أخاه؟ اذا رأى احدكم من اخيه ما يعجبه، فليدع له بالبركة» ثم دعا بماء فأمر أن يتوضأ فغسل وجهه ويديه الى المرفقين وركبتيه وداخلة ازاره وأمره أن يصب عليه.
وذكر الفيفي ان العين لا حدود لتأثيرها وان العديد من الحوادث في المجتمع تدل دلالة واضحة على ذلك مشيرا الى ان العين قد تسبب الموت في بعض الاحيان، فضلا عن الامراض البسيطة والمستعصية.
الشيطان يحرسها
وقال الفيفي: ان العين حينما تنطلق من العائن فان شيطانا يحرسها فمتى ما اصابت الشخص المعيون دخل معها الشيطان في جسم المعيون ولا يخرج حتى يشفى إما بأثر من العائن «وهو أقوى العلاجات» او بالرقية الشرعية.
وذكر الفيفي ان العين من الممكن ان تصدر من اي شخص يخلو اعجابه من الذكر مشيرا الى ان قول «ما شاء الله» او «تبارك الله» وملازمة هذا الذكر للانسان حين اعجابه بشيء يبعد العين. ونفى الشيخ الفيفي ورود ما يدلل على ذهاب العين من العائين حين تقام عليه صلاة الجنازة، ولمح الفيفي الى امكانية تخيير العائن المعيون في مكان الاصابة.
ونفى الفيفي ان يلزم وجود المعيون في محيط العائن لحدوث العين مشيرا الى ان العائن من الممكن ان يصيب شخصا بعينه دون ان يكون متواجدا في المكان نفسه، بل ويبعد عنه آلاف الكيلو مترات.
كما اشار الفيفي الى ان اخذ الأثر من العائن بعلمه او دون علمه سيشفى المعيون باذن الله. وتعتبر مسألة الحسد قضية تعترف بها جميع شعوب العالم ولكن باساليب مختلفة، فنجد في المملكة يقولون للحاسد قل «ما شاء الله» وفي مصر يقولون للحاسد «امسك الخشب» وفي الشام يقولون «وحد الله» وفي بعض البلدان الغربية يرمون العملة المعدنية في البرك طلباً لجلب الحظ.
ومهما اختلف ايمان الشعوب سواء بالعين او جلب الحظ او غيره فان هناك اعتقادات غيبية اعتاد عليها الافراد يصعب تغييرها واصبحت قناعات راسخة لا يمكن التحول عنها بغض النظر عن مدى صحتها عن عدمه.