وحسب المنايا أن يكن أمانيا!
على خفيف
الاثنين / 14 / جمادى الآخرة / 1438 هـ الاثنين 13 مارس 2017 01:26
محمد أحمد الحساني
منعت كل من أستراليا ونيوزيلندا من سنوات تصدير المواشي الحية من خرفان وأبقار، لأن جمعيات الرفق بالحيوان احتجت على ما تلاقيه تلك المواشي من عذابات وإصابات خلال رحلتها البحرية الطويلة على ظهور بواخر الشحن العملاقة، فاضطرت سلطات الدولتين للاكتفاء بتصدير اللحوم المبردة والمجمدة، ولذلك اختفت من أسواقنا تلك الخراف الكبيرة الحجم الغزيرة الصوف المطبقة شحماً ولم نعد نراها في الحلقة ولا في المسالخ.
وقد حاول تجار المواشي والمزارعون في أستراليا ونيوزيلندا ثني جماعة الرفق بالحيوان عن مطالبها بوقف تصدير المواشي الحية فباءت محاولاتهم بالفشل وصدرت قوانين تجرم وتحرم ذلك النوع من التصدير، وأن الدول التي ترغب في اللحوم الأسترالية والنيوزيلندية فإن عليها القبول باللحوم المذبوحة المبردة أو المجمدة وإلا فلا!
هذا موقف الدول المتطورة والشعوب المتحضرة من قضايا الرفق بالحيوان، فما بالكم لو أن الحديث كان عن رفقهم بالإنسان؟. وفي الصورة المقابلة فإن المتابع للقنوات الفضائية يرى مجموعات من المهاجرين الهاربين من بلدانهم العربية أو الإسلامية أو الأفريقية وهم يمتطون بأعداد كبيرة وتزاحم عنيف زوارق بدائية ومراكب خشبية عتيقة باتجاه شواطئ أوروبا هرباً من الاضطهاد والحروب والظلم والجوع والخوف ومن سطوة الحكام الذين يتولون أمورهم، وتطلعاً إلى حياة جديدة يؤمنون من ورائها لقمة عيش لهم ولأطفالهم، ثم يكون مصير العديد منهم جنوح المراكب التي تحملهم وتحطمها وغرقها في البحار وفي المحيطات فتنقل الفضائيات صوراً قاسية لجثث الغرقى من الأطفال والنساء والشيوخ وشباب المسلمين الآتين من ديار المسلمين، هذا إن تمكنت فرق الإنقاذ في السواحل من انتشال جثثهم قبل أن تصبح طعاماً للقروش والحيتان، وأحياناً تنجو القوارب المتهالكة من الغرق وتصل إلى شواطئ أوروبا القريبة من الدول العربية مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا، فيتم استقبال الناجين من قبل سلطات تلك الدول لعدم إمكانية إعادتهم إلى حيث أتوا، لأن الجميع يعلم أنه سينكل بهم إن أعيدوا إلى أوطانهم فأصبح الغريب أكثر رحمة وإنسانية من القريب الذين حكم فاستبد فجعل من الهجرة عبر قوارب الموت أمنية لمعظم أبناء شعبه «وحسب المنايا أن يكن أمانيا !»، فما أبعد البون بين شعوب متحضرة تعطف على الحيوان وآخرين لا يسلم من شرهم الإنسان، حتى أمسى يرى في الموت شفاء وخلاصاً له مما هو فيه شقاء، كفى بك داء أن ترى الموت شافياً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!.
وقد حاول تجار المواشي والمزارعون في أستراليا ونيوزيلندا ثني جماعة الرفق بالحيوان عن مطالبها بوقف تصدير المواشي الحية فباءت محاولاتهم بالفشل وصدرت قوانين تجرم وتحرم ذلك النوع من التصدير، وأن الدول التي ترغب في اللحوم الأسترالية والنيوزيلندية فإن عليها القبول باللحوم المذبوحة المبردة أو المجمدة وإلا فلا!
هذا موقف الدول المتطورة والشعوب المتحضرة من قضايا الرفق بالحيوان، فما بالكم لو أن الحديث كان عن رفقهم بالإنسان؟. وفي الصورة المقابلة فإن المتابع للقنوات الفضائية يرى مجموعات من المهاجرين الهاربين من بلدانهم العربية أو الإسلامية أو الأفريقية وهم يمتطون بأعداد كبيرة وتزاحم عنيف زوارق بدائية ومراكب خشبية عتيقة باتجاه شواطئ أوروبا هرباً من الاضطهاد والحروب والظلم والجوع والخوف ومن سطوة الحكام الذين يتولون أمورهم، وتطلعاً إلى حياة جديدة يؤمنون من ورائها لقمة عيش لهم ولأطفالهم، ثم يكون مصير العديد منهم جنوح المراكب التي تحملهم وتحطمها وغرقها في البحار وفي المحيطات فتنقل الفضائيات صوراً قاسية لجثث الغرقى من الأطفال والنساء والشيوخ وشباب المسلمين الآتين من ديار المسلمين، هذا إن تمكنت فرق الإنقاذ في السواحل من انتشال جثثهم قبل أن تصبح طعاماً للقروش والحيتان، وأحياناً تنجو القوارب المتهالكة من الغرق وتصل إلى شواطئ أوروبا القريبة من الدول العربية مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا، فيتم استقبال الناجين من قبل سلطات تلك الدول لعدم إمكانية إعادتهم إلى حيث أتوا، لأن الجميع يعلم أنه سينكل بهم إن أعيدوا إلى أوطانهم فأصبح الغريب أكثر رحمة وإنسانية من القريب الذين حكم فاستبد فجعل من الهجرة عبر قوارب الموت أمنية لمعظم أبناء شعبه «وحسب المنايا أن يكن أمانيا !»، فما أبعد البون بين شعوب متحضرة تعطف على الحيوان وآخرين لا يسلم من شرهم الإنسان، حتى أمسى يرى في الموت شفاء وخلاصاً له مما هو فيه شقاء، كفى بك داء أن ترى الموت شافياً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!.