أخبار

طوابير مختنقة

26 مركزاً لـ«الفحص الفني» في السعودية.. ومطالبات بالتوسع

شهد الفحص الدوري في جدة ازدحاماً كثيفاً للسيارات. (تصوير: مديني عسيري)

إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@،عبدالله القحطاني (أبها) AbdullahssOkaz@،أحمد السوقان (المدينة المنورة) AZahraniz@، محمد العبدالله (الدمام) mod1111222@

في وقت تشهد مراكز الفحص الفني للسيارات ازدحاماً كبيراً، تطفو على السطح مطالبات بزيادة أعداد مراكز الفحص الفني في المدن السعودية، وتنتشر 26 محطة «فحص فني» للسيارات في مدن المملكة، في حين تضم إمارة أبوظبي لوحدها نحو 21 مركزاً لفحص السيارات، وينتشر في إمارة دبي 22 مركزاً تابعاً لهيئة الطرق والمواصلات.من جهته، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بالفحص الفني الدوري للسيارات عبدالكريم الحميد لـ«عكاظ» عزم «الفحص الفني» افتتاح محطتين إضافيتين في الرياض وجدة في نهاية الشهر الجاري، وفي نهاية الشهر القادم ستكون محافظة وادي الدواسر على موعد مع محطة جديدة ليرتفع عدد المحطات في السعودية إلى 29 محطة.

8 مسارات لم تفلح في امتصاص أزمة الزحام

مع امتداد طوابير الانتظار لدخول محطة الفحص الدوري في جدة رغم وجود ثمانية مسارات، تطفو على السطح ممارسات سلبية في «ترقيع» ما يمكن «ترقيعه»، فالضمانات والأيمان تسكب على جانب طوابير الانتظار من قبل وافدين يؤكدون قدرتهم على تجاوز الفحص الدوري مهما كان حجم العور في السيارة المراد فحصها، مقابل مبلغ مادي لتغييب العيوب الميكانيكية، وجوانب السلامة.

فيما يسيطر مشهد السيارات المنتظرة لدورها في الفحص على الصورة، كما تضيف العمالة العشوائية في جنبات المحطة مشهداً آخر من العشوائية، ولعل غسيل السيارة بالزيت حتى لا تكشف الزيوت المتسربة وتوليف أنوار الإضاءة للسيارة بإضاءة ضعيفة موقتة لتخطي اختبار الفحص من أبرز الحيل التي تنطلي عادة على المحطة. وتعالج الورش العيوب في السيارة بشكل موقت حتى تنجح في الاختبار، فإحدى الورش تعمد على عمل معالجات موقتة سرعان ما تنزع قطع الغيار عند تخطي الفحص. فيما يختلف المشهد كلياً داخل محطات الفحص، فالتنظيم بات العلامة الثابتة لتلك المحطات. ويؤكد محمد عبدالجليل خوضه اختبار الفحص ثلاث مرات بعد أن فشل مرتين وتركزت إخفاق سيارته على الإطارات المهترئة، والإضاءة.

ويوضح خالد فتحي (أحد العاملين في الورش المحيطة بالمحطة)، أن أبرز أعطال المركبات تكمن في الإطارات وانحرافها، إضافة إلى المشكلات الميكانيكية كتسرب الزيوت من السيارة، رافضاً اتهامهم بالتلاعب، قائلا: «نحن لا نتلاعب بل نصلح السيارات بأقل التكاليف». واعترف فتحي أن عمليات الإصلاح «قليلة الثمن» قد تكون وقتية من أجل تجاوز الفحص، مشيراً إلى استخدامهم قطع غيار مستخدمة في الأساس.

فيما أفصح محمد سعدي (أحد الفنيين العاملين في الورش المحيطة بالفحص) عن اتفاقهم الشفهي مع زبائنهم لإصلاح سياراتهم في ورش لم تطلها أعمال الإزالة في حي النزهة. ويمتد طابور الانتظار في محطة الفحص بجدة لمسافة طويلة، ويفسر أسامة العتيبي الإقبال الكثيف على محطات الفحص، بعد انتشار مخالفة لانتهاء فحص الدوري للسيارة في مواقع التواصل الاجتماعي.

خشية المخالفة.. مئات السيارات تتزاحم على «محطات الفحص»

رسالة «واتساب» تداولها مستخدمو تطبيقات التواصل الاجتماعي عن تغريم المرور لأصحاب السيارات المنتهية فحصها الدوري، كانت وراء الزحام الكبير الذي شهدته محطات الفحص الدوري للسيارات في المدن، ويرى مدير العلاقات العامة والإعلام في الفحص الفني الدوري للسيارات عبدالكريم الحميد أن «تطور خدمات الفحص» في الأشهر الأخيرة وفتح الأبواب من الساعة السادسة صباحاً ساهم في استيعاب المركبات المتقدمة للفحص، بيد أن ساعات الانتظار الطويلة تشي بعملية تعسر في المرونة الزمنية لفحص السيارات.

وتنتشر حالات التحايل في محطات الفحص، ويبدو أن تمرس الفنيين العاملين في الورش المحيطة بمحطات الفحص الدوري في المدن جعلت من حيلهم «محكمة وناجحة»، بيد أن عامل الوقت في إصلاح عيوب السيارات «غير المجتازة» للفحص، يفضح عمليات التحايل، بحسب الحميد.

ويقول الحميد لـ«عكاظ» إن بعض السيارات التي تأتي فيها مشاكل كثيرة ومن المتوقع أن يستهلك إصلاحها فترة طويلة ويعود صاحبها مباشرة للفحص، «نُحيله لقسم المرور الموجود في الفحص ليتم أخذ الإجراء النظامي معه».

وأضاف أن الفحص الدوري حدوده داخل المحطة و«ليست لهم الصلاحية في مراقبة الورش، إلّا أن الفحص قادر على اكتشاف كافة حالات الغش بالنسبة للمركبات وقطع غيارها».

ورصدت «عكاظ» بعض محاولات التحايل من أصحاب الورش عبر طريقة طلاء مصابيح المركبة ورشّها أو استخدام المعجون لجعلها تبدو كأنها حديثة، وإخفاء مواقع تسريب الزيوت.

وشهدت المنطقة الشرقية ازدحاماً كباقي المدن، فيما عمد عدد من الفنيين على معالجة السيارات المهترئة بشكل عاجل حتى تتجاوز الفحص، وسط تذمر من المنتظرين لبطء سير طوابير الانتظار أمام محطات الفحص والتي وصلت إلى أكثر من 500 متر في بعض الأحيان.

«فحص أبها» يغص بالسيارات.. ومرور عسير: الأمر إيجابي!

عاشت أبها طوابير انتظار طويلة أمام محطة الفحص الفني الدوري للسيارات خلال الأيام الماضية، حتى أن طول طوابير الانتظار وصل إلى كيلومترين من بوابة المحطة، ما فاجأ عددا من المواطنين والمقيمين القاصدين للمحطة لفحص سياراتهم.

وبدت المفاجأة بالزحام سيدة الموقف في أول أيام «طوابير الانتظار»، ما جعل الباحثين عن شهادة اجتياز الفحص القدوم منذ ساعات الفجر الأولى وحجز مكان لهم قبل اكتظاظ المحطة والشوارع المؤدية لها بالسيارات المنتظرة.

ورأى مدير مرور عسير العقيد عبدالله بن عايض بني حويز في حديثه إلى «عكاظ» في طوابير الانتظار أمراً إيجابياً حتى يتجنب السائق مخالفات عدم تجديد الفحص الفني، مشيراً إلى أن الالتزام بالفحص من صالح مرتادي الطرق، «التوجه للفحص الفني يضمن التأكد من سلامة المركبة وهذا شيء نظامي وظاهرة صحية». وأوضح أن الفحص الفني يتركز على «المكابح، المساحات، والأنوار».

ولم يشفع لسراج معين أحمد (عامل باكستاني) قدومه إلى المحطة مع أذان الفجر من طول مدة الانتظار، إذ يقول إنه تفاجأ من الزحام، «ووجدت سائقين وصلوا منذ الثالثة فجرا».

فيما أكد علي الشهري عدم نيته للفحص إلا بعد سماعه عن تنظيمات جديدة تغرم السيارات غير المفحوصة، ورأى الشهري أن المشكلة تكمن في وجود مسار واحد للسيارات بمحطة الفحص، وأنه بات غير قادر على استيعاب الكم الكبير من السيارات التي وصل طول طوابير الانتظار إلى كيلوين.

ومنعت طوابير الانتظار الطويلة مفرح عسيري من فحص سيارته، بعد أن وصل إلى المحطة الساعة الثامنة صباحاً، فيما انتقد أحمد عسير الجهات المرور بمفاجأتهم بقرار مخالفات ملاك السيارات غير المفحوصة.

ولم يجد سعد القحطاني غير البقاء في طابور الانتظار لساعات طويلة، فاحتاج للوصول إلى بوابة المحطة ست ساعات، موضحاً أنه قدم إلى الموقع عند الساعة السادسة، ولم يصل إلا عند الساعة الـ12 ظهراً.

ولم تسلم محطة الفحص الفني من التحايل، إذ انتقد سائق حافلة بنجلاديشي جشع الورش المحيطة بالمحطة، قائلاً «بعضهم غير مهني ويطلب مبالغ مالية عالية نظير إصلاحات موقتة لاجتياز الفحص».