لا تزال نجاحات الجولة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لبعض دول شرق آسيا تتوالى من محطةٍ إلى أخرى، إذ جاءت زيارته الحالية إلى الصين عقب الزيارة التي لا تقل عنها أهمية لليابان ضمن برنامج الجولة الآسيوية، لتعمّق العلاقات وتضاعف قيمة وحجم الشراكة الإستراتيجية مع الصين على الصعيد السياسي والاقتصادي في العديد من المجالات المتعلقة بالاستثمار والتقنية، إذ بلغت قيمة الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة نحو 65 مليار دولار، لتؤكد حجم الآفاق المستقبلية في العلاقات بين المملكة والصين التي تخدم المصالح المتبادلة، وتضيف موطن قوة اقتصادية هائلة للعلاقات التجارية والاستثمارية على وجه الخصوص، إذ بلغ حجم التبادل التجاري مع الصين قرابة 185 مليار ريال في العام 2015، وبلغ حجم الاستثمارات الصينية بالمملكة نحو 9.32 مليار دولار، والاستثمارات السعودية بالصين 1.2 مليار دولار.

ولهذا فإن زيارة الصين وما تحقق فيها حتى اللحظة من إنجازات وما ستتمخض عنه من اتفاقيات قادمة، تعد من أهم الخطوات التي اتخذتها المملكة لدعم خطة التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة المستقبلية نحو التنمية المستدامة دون الاعتماد المباشر على النفط كمورد أساسي في الدخل، والصين ستكون أحد أهم شركاء النجاح في تحقيق رؤى المملكة وطموحاتها المستقبلية.