عساس: كنا في «كانو»!
على خفيف
الأربعاء / 23 / جمادى الآخرة / 1438 هـ الأربعاء 22 مارس 2017 01:08
محمد أحمد الحساني
سمع رجل صديقا له يتحدث مع شخص قابله في مناسبة، وكان ذلك الشخص يصف ما شاهده خلال سفره ويصف الأمكنة التي زارها بالحضارة والجمال، فسأل الرجل صديقه عن المدينة التي زارها ذلك الشخص وقال له أين كان فأجابه قائلا كان في كان.. أي أنه كان في مدينة كان الفرنسية التي تستضيف سنويا مهرجانات الفن في العالم!
تذكرت ما سبق عندما وصلتني نسخة من مؤلف جديد لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد السابق لرابطة العالم الإسلامي وأشهر الرحالة في العصر حيث إن له نحو مئتي كتاب مطبوع في أدب الرحلات غطت القارات الخمس وكل دولها بنسبة قد تزيد عن تسعين في المئة، وسبب التذكر أن معاليه جعل عنوان كتابه الجديد المطبوع عام 1437هـ «كنا في كانو» لأن كانو هنا يعني بها المدينة النيجيرية الشهيرة المكتظة بالسكان، حيث حطت بها الخطوط السعودية القادمة من جدة عندما زار وفد الرابطة نيجيريا برئاسة معاليه قبل عشر سنوات وكنت في معيته خلال تلك الزيارة التي شملت عدة ولايات نيجيرية.
وقد سجل الشيخ العبودي في كتابه بأسلوب أدبي لطيف تفاصيل ما دار في تلك الرحلة من لقاءات مع زعماء نيجيريين سياسيين ودينيين ومن زيارات وطرائف، حيث يتميز بدقة الملاحظة، كتسجيله أن إحدى نوافذ الدرجة الأولى حيث جلس قد سقط غطاؤها الذي يحجب النور والشمس فلم يستبدل و أن الفلم الذي عرض أثناء الرحلة يمثل فيه رجال بيض والطائرة مليئة بالأفارقة السود فتساءل قائلا أما كان الأجدر بالخطوط أن تعرض فلما أفريقيا أو أمريكيا يكون الممثلون فيه من السود؟
وكان من طرائف الرحلة زيارتنا لمدينة «مادوغري» وسلطانها سلطان قبيلة البرنو عمر الكاتمي الذي يطيعه ثلاثون مليون منهم وتقدره الدولة ويطلب ودّهُ المرشحون للرئاسة ويرقد في ردهات قصره «تنابلة» لا يعملون وإنما يعيشون على حسنات السلطان ومن يزوره من داخل نيجيريا وخارجها، وقد ذكروا المؤلف بما يقوله المصريون في وصف الكسالى من الناس بأنهم مثل تنابلة السلطان لا يقومون من الشمس إلى الظل إلا بعدة ضربات بالعصي تلهب ظهورهم الباردة!
ومما تجاوزه المؤلف في سرده للرحلة أن المسجد الجامع التابع للسلطان الذي لم يكتمل بناؤه لم يكن بسبب شح المال أو عدم الحصول على مساعدات وإنما لأن بعض أصحاب الطرق من «الكهنة» ربطوا بين حياة السلطان وبين اكتمال بناء المسجد فظل في مراحله الأخيرة غير مكتمل وفهمت أنه على تلك الحالة خمسة عشر عاما وكان السلطان عندما زرناه في الخامسة والثمانين وإن كان لم يزل حيا فهو في نهاية عشرة المئة ولا أعلم إن كان المسجد الجامع قد اكتمل أم لا.
وتعج نيجيريا بالطرق البدعية والخرافات، ولما ظهرت «بوكو حرام» حاولت محاربة ما تراه زيفا وبدعة ولكنها تشددت حتى جعلت التعليم الحديث محرما وهو معنى بوكو حرام وقد سبق لي كتابة مقال في «عكاظ» تحت عنوان ثلاثة أيام في مدينة بوكو حرام، عن جزء يسير من رحلتي مع الشيخ العبودي، إلا أن كتابه الذي أتحدث عنه كان شاملا وممتعا ومحلّى بالصور ومكتظا بالمعلومات والمواقف الطريفة الماتعة إضافة إلى أنه كتاب مفيد تحدث فيه المؤلف الكريم عن أحوال من زرناهم من الشعب النيجيري الشقيق وعن تلك الدولة الأفريقية العظمى التي تعتبر أكبر ثاني دولة إسلامية بعد إندونيسيا من حيث عدد السكان، ونسبة من فيها من المسلمين تجاوز ثمانين في المئة من العدد الإجمالي الذي قد يصل إلى نحو مئة وثمانين مليون نسمة وتربطها بالمملكة علاقات وثيقة ويحمل شعبها وحكومتها مشاعر سخية لبلادنا الغالية، وهي هدف أساس للتبشير والتشيع وتستحق عناية أكبر من الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج، شاكرا لمعالي الشيخ العبودي إهدائي مؤلفه الجميل وتشريفي بذكري فيه باعتباري رفيقه في تلك الرحلة الميمونة.
تذكرت ما سبق عندما وصلتني نسخة من مؤلف جديد لمعالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي الأمين العام المساعد السابق لرابطة العالم الإسلامي وأشهر الرحالة في العصر حيث إن له نحو مئتي كتاب مطبوع في أدب الرحلات غطت القارات الخمس وكل دولها بنسبة قد تزيد عن تسعين في المئة، وسبب التذكر أن معاليه جعل عنوان كتابه الجديد المطبوع عام 1437هـ «كنا في كانو» لأن كانو هنا يعني بها المدينة النيجيرية الشهيرة المكتظة بالسكان، حيث حطت بها الخطوط السعودية القادمة من جدة عندما زار وفد الرابطة نيجيريا برئاسة معاليه قبل عشر سنوات وكنت في معيته خلال تلك الزيارة التي شملت عدة ولايات نيجيرية.
وقد سجل الشيخ العبودي في كتابه بأسلوب أدبي لطيف تفاصيل ما دار في تلك الرحلة من لقاءات مع زعماء نيجيريين سياسيين ودينيين ومن زيارات وطرائف، حيث يتميز بدقة الملاحظة، كتسجيله أن إحدى نوافذ الدرجة الأولى حيث جلس قد سقط غطاؤها الذي يحجب النور والشمس فلم يستبدل و أن الفلم الذي عرض أثناء الرحلة يمثل فيه رجال بيض والطائرة مليئة بالأفارقة السود فتساءل قائلا أما كان الأجدر بالخطوط أن تعرض فلما أفريقيا أو أمريكيا يكون الممثلون فيه من السود؟
وكان من طرائف الرحلة زيارتنا لمدينة «مادوغري» وسلطانها سلطان قبيلة البرنو عمر الكاتمي الذي يطيعه ثلاثون مليون منهم وتقدره الدولة ويطلب ودّهُ المرشحون للرئاسة ويرقد في ردهات قصره «تنابلة» لا يعملون وإنما يعيشون على حسنات السلطان ومن يزوره من داخل نيجيريا وخارجها، وقد ذكروا المؤلف بما يقوله المصريون في وصف الكسالى من الناس بأنهم مثل تنابلة السلطان لا يقومون من الشمس إلى الظل إلا بعدة ضربات بالعصي تلهب ظهورهم الباردة!
ومما تجاوزه المؤلف في سرده للرحلة أن المسجد الجامع التابع للسلطان الذي لم يكتمل بناؤه لم يكن بسبب شح المال أو عدم الحصول على مساعدات وإنما لأن بعض أصحاب الطرق من «الكهنة» ربطوا بين حياة السلطان وبين اكتمال بناء المسجد فظل في مراحله الأخيرة غير مكتمل وفهمت أنه على تلك الحالة خمسة عشر عاما وكان السلطان عندما زرناه في الخامسة والثمانين وإن كان لم يزل حيا فهو في نهاية عشرة المئة ولا أعلم إن كان المسجد الجامع قد اكتمل أم لا.
وتعج نيجيريا بالطرق البدعية والخرافات، ولما ظهرت «بوكو حرام» حاولت محاربة ما تراه زيفا وبدعة ولكنها تشددت حتى جعلت التعليم الحديث محرما وهو معنى بوكو حرام وقد سبق لي كتابة مقال في «عكاظ» تحت عنوان ثلاثة أيام في مدينة بوكو حرام، عن جزء يسير من رحلتي مع الشيخ العبودي، إلا أن كتابه الذي أتحدث عنه كان شاملا وممتعا ومحلّى بالصور ومكتظا بالمعلومات والمواقف الطريفة الماتعة إضافة إلى أنه كتاب مفيد تحدث فيه المؤلف الكريم عن أحوال من زرناهم من الشعب النيجيري الشقيق وعن تلك الدولة الأفريقية العظمى التي تعتبر أكبر ثاني دولة إسلامية بعد إندونيسيا من حيث عدد السكان، ونسبة من فيها من المسلمين تجاوز ثمانين في المئة من العدد الإجمالي الذي قد يصل إلى نحو مئة وثمانين مليون نسمة وتربطها بالمملكة علاقات وثيقة ويحمل شعبها وحكومتها مشاعر سخية لبلادنا الغالية، وهي هدف أساس للتبشير والتشيع وتستحق عناية أكبر من الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج، شاكرا لمعالي الشيخ العبودي إهدائي مؤلفه الجميل وتشريفي بذكري فيه باعتباري رفيقه في تلك الرحلة الميمونة.