12 توصية لضوابط «الاتجاهات الفكرية».. و 14 سبباً للإرهاب المعاصر
كلمة خادم الحرمين وثيقة في ختام مؤتمر «حرية التعبير» بمشاركة العلماء والفقهاء
الأربعاء / 23 / جمادى الآخرة / 1438 هـ الأربعاء 22 مارس 2017 02:35
سلمان السلمي (مكة المكرمة)
salma0n@
في وقت قرر العلماء والفقهاء المشاركون في المؤتمر العالمي (الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة) الذي نظمه المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، اعتبار كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بما عبرت عنه من معالم مضيئة في موضوع المؤتمر وثيقة من وثائق المؤتمر، حددوا 12 توصية للعمل على تحسين مشروع القواعد والضوابط الشرعية في الاتجاهات الفكرية المعاصرة، وحصروا 14 سببا للفكر الإرهابي المعاصر، مؤكدين أنه يمثل نزعة استقلت بفظائعها الإجرامية عن غيرها.
وطالبت التوصيات المسؤولين في الدول الإسلامية بالتصدي للقنوات والوسائل الإعلامية التي تثير مفاهيم الكراهية والازدراء والتحريض والتأجيج بين المسلمين أو بينهم وبين غيرهم، لما فيها من المفاسد.
وشدد المؤتمرون على أهمية أدب الحوار وفقه الاحتواء، وحذروا من سلبيات التعالي والإقصاء.
وطالب المؤتمرون من الأمانة العامة للمجمع الفقهي بإعداد مشروع القواعد والضوابط الشرعية في الاتجاهات الفكرية المعاصرة، وتعرضه على الدورة القادمة للمجمع، لتكون بعد إقرار المجمع لها قواعد وضوابط تُدعى إلى امتثالها الجهات الإسلامية المختلفة.
كما دعوا الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في العالم الإسلامي إلى ترسيخ القيم العليا في الإسلام الداعية إلى المحبة والبر والتسامح والتعايش والوئام، والحيلولة دون أسباب النزاع والفرقة والكراهية، وتفهم سنة الخالق جل وعلا في الاختلاف والتنوع والتعددية.
ودعوا المسلمين إلى احترام رابطة الدين والتعايش على هديها، وإلى التزام أدب الإسلام وهديه الرفيع في الحوار والبيان العلمي والفكري، والحذر من ازدراء أتباع المذاهب الإسلامية وأسباب النزاع وإثارة النعرات المذهبية والطائفية، وتجريم هذا العمل تحت طائلة المساءلة القضائية.
كما دعت الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية الحكومية والأهلية إلى توعية الشباب المسلم بخطر الأفكار المتطرفة، والتصدي للرسائل السلبية التي تبثها الوسائل الإعلامية الإرهابية ولاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والدخول في تفاصيلها وتفكيكها.
وحذرت التوصيات من التساهل في التصنيفات الدينية والفكرية سواء للهيئات أو المؤسسات الحكومية والأهلية أو الأفراد، واعتبارها وقود الفتنة بين المسلمين وفتيل التطرف والتناحر والتدابر.
كما حذرت من التساهل في التكفير والتبديع والتفسيق، وعلى أهل العلم والإيمان التماس الأعذار لإخوانهم وحسن الظن بهم وتبيان الحق والنصح لهم بالحكمة، والحذر من سلبيات التعالي والإقصاء، مع استصحاب أن الحق لا يختص به أحد دون سواه، ولا يحتكره دون غيره، داعية الجميع مؤسساتٍ وأفراداً أن يتهموا آراءهم قبل اتهام آراء غيرهم.
وحذرت من الأسماء والأوصاف الأخرى لـلإسلام التي من شأنها الإساءة لهذا الاسم الجامع الحاضن، والمطالبة بأن يكون بيان الحق داخل أصول وفروع هذا الوصف الجامع، على منهج الإسلام الحكيم في النصح والبيان.
واعتبروا الأوصاف المتعلقة بالتوجهات المذهبية في الأصول والمدارس الفقهية في الفروع من الأوصاف الكاشفة التي أقرها علماء الإسلام سلفاً، وأنها ليست بديلة ولا مزاحمة لاسم الإسلام الجامع، ولا يُتوسع في تلك الأوصاف الكاشفة عما تقرر في مدونات المسلمين لأي نزعة كانت، سواء لذرائع سياسية أو تنظيمية أو غيرها، ولا يجوز بحال منازعة السلطات الشرعية، وعلى الجميع السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة عليهم، وأن لا ينازعوا الأمر أهله.
للجاليات المسلمة: احترموا دساتير الدول واحذروا التصنيفات
حملت إحدى التوصيات مطالبة للجاليات الإسلامية في البلاد غير الإسلامية ودعوتهم لاحترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها، والالتزام بخصوصياتهم وفق الأدوات الدستورية والقانونية المتاحة، والتقيُّد التام بما تنتهي إليه من حسم نهائي، ومن لم يسعه المقام فيتعين عليه مغادرتها دون إخلال بالنظام أو إساءة للوجدان العام.
كما دعت الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في تلك البلدان إلى توعية الجاليات الإسلامية باحترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها، وأن أي إساءة لذلك من شأنها أن تسيء للإسلام وتنفر منه أو تضعه في دائرة الاتهام، والإسلام بريء من ذلك كله، وعليها أن تكون في أعمالها ومناشطها واضحة شفافة داعمة للسلم والتعايش، وأن تكون فاتحة خير وإضافة للدول التي تقيم فيها، معينة لها ومسهمة في سِلمها وأمانها، وأن تكون أعمالها الإغاثية إنسانية، والحذر من سلبياتِ التصنيفات، سواء لدين أو مذهب أو عرق أو غير ذلك، وأن يعوا بأن الإسلام عبر تاريخه الطويل لم ينتشر ولم تتقبله القلوب إلا بهذه السعة والرحمة التي بعث الله بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، إذ يقول الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».
المواجهة الفكرية مرتكز اجتثاث الإرهاب من جذوره
اعتبرت التوصيات المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب المرتكز الرئيسي لاجتثاثه من جذوره، وأكدت أن المواجهات العسكرية مع أهميتها البالغة في درء خطر الإرهاب لا تحسم المعركة النهائية معه، وأن كيان الإرهاب هو عالم افتراضي واسع وليس نطاقا جغرافيا محدودا، وأن كثيراً من عملياته الإجرامية تتم بتمويلات زهيدة يسهل الحصول عليها، ومع ذلك فما يساعد في السيطرة على موارده مراقبة التحويلات المالية مع تقليص التبادل المالي التقليدي عن طريق خيارات التبادل بالبدائل المصرفية الحديثة.
أسباب التطرف.. دعاة التهييج وتغييب الوعي بالتعليم والإسلاموفوبيا
أكدت التوصيات على أنه ليس في مذاهب ومدارس المسلمين داعية تطرفٍ ولا إرهابٍ، وحددت 14 سببا وراء الفكر الإرهابي المعاصر أبرزها غياب القدوة وضعف دوره، وتنامي ما يسمى بصحوة الشباب المسلم في إزاء ضعف مادتهم العلمية والتوعوية، والانعزال عن المراجع العلمية الموثوقة.
وتطرقت الأسباب إلى إشعال العاطفة الدينية في الأوساط الشبابية من قبل بعض الدعاة بعيداً عن الاستقراء الصحيح للأبعاد الشرعية والسياسية والقراءة الواقعية للأحداث، وغياب قياس النتائج والتبعات، فضلاً عن الأخطاء الشرعية الجسيمة في الاستدلال والتكييف والإنزال على الوقائع، إضافة إلى الكتابات والخطابات والنداءات والبيانات التي يصدرها بعض المحسوبين على العلم والدعوة من حين لآخر، لتعبئة الشعور الإسلامي تجاه قرار أو مشهد أو واقعة أو رأي، بعيداً عن أدب الإسلام وحكمته ورحابته وسمته الرفيع في إيضاح وجهة النظر، واعتبار هذه الأخطاء الفادحة من أخطر أدوات الإثارة والتهييج وفي طليعة المواد الأولية لصناعة التطرف المفضي إلى حلقات عنفه وإرهابه.
كما تضمنت تجاهل بعض المحاضن الأسرية والتربوية ومنصات الإرشاد والتأثير مخاطر العقل الجمعي في صياغة المنهج والشعور، وضعف المواد التعليمية ـ التطبيقية المحفزة للتفكير الحر والمستقل بعيداً عن أساليب التلقين والانقياد الأعمى التي تُعتبر في طليعة أسباب تغييب الوعي والتيه عن اليقظة للمخاطر.
وشملت تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا في بعض البلدان غير الإسلامية وتوظيفها في المزايدات السياسية والإعلامية بوصفها من أخطر أسباب إثارة العاطفة الدينية والوجه الآخر للتطرف العنيف.
في وقت قرر العلماء والفقهاء المشاركون في المؤتمر العالمي (الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة) الذي نظمه المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، اعتبار كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بما عبرت عنه من معالم مضيئة في موضوع المؤتمر وثيقة من وثائق المؤتمر، حددوا 12 توصية للعمل على تحسين مشروع القواعد والضوابط الشرعية في الاتجاهات الفكرية المعاصرة، وحصروا 14 سببا للفكر الإرهابي المعاصر، مؤكدين أنه يمثل نزعة استقلت بفظائعها الإجرامية عن غيرها.
وطالبت التوصيات المسؤولين في الدول الإسلامية بالتصدي للقنوات والوسائل الإعلامية التي تثير مفاهيم الكراهية والازدراء والتحريض والتأجيج بين المسلمين أو بينهم وبين غيرهم، لما فيها من المفاسد.
وشدد المؤتمرون على أهمية أدب الحوار وفقه الاحتواء، وحذروا من سلبيات التعالي والإقصاء.
وطالب المؤتمرون من الأمانة العامة للمجمع الفقهي بإعداد مشروع القواعد والضوابط الشرعية في الاتجاهات الفكرية المعاصرة، وتعرضه على الدورة القادمة للمجمع، لتكون بعد إقرار المجمع لها قواعد وضوابط تُدعى إلى امتثالها الجهات الإسلامية المختلفة.
كما دعوا الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية في العالم الإسلامي إلى ترسيخ القيم العليا في الإسلام الداعية إلى المحبة والبر والتسامح والتعايش والوئام، والحيلولة دون أسباب النزاع والفرقة والكراهية، وتفهم سنة الخالق جل وعلا في الاختلاف والتنوع والتعددية.
ودعوا المسلمين إلى احترام رابطة الدين والتعايش على هديها، وإلى التزام أدب الإسلام وهديه الرفيع في الحوار والبيان العلمي والفكري، والحذر من ازدراء أتباع المذاهب الإسلامية وأسباب النزاع وإثارة النعرات المذهبية والطائفية، وتجريم هذا العمل تحت طائلة المساءلة القضائية.
كما دعت الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية الحكومية والأهلية إلى توعية الشباب المسلم بخطر الأفكار المتطرفة، والتصدي للرسائل السلبية التي تبثها الوسائل الإعلامية الإرهابية ولاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والدخول في تفاصيلها وتفكيكها.
وحذرت التوصيات من التساهل في التصنيفات الدينية والفكرية سواء للهيئات أو المؤسسات الحكومية والأهلية أو الأفراد، واعتبارها وقود الفتنة بين المسلمين وفتيل التطرف والتناحر والتدابر.
كما حذرت من التساهل في التكفير والتبديع والتفسيق، وعلى أهل العلم والإيمان التماس الأعذار لإخوانهم وحسن الظن بهم وتبيان الحق والنصح لهم بالحكمة، والحذر من سلبيات التعالي والإقصاء، مع استصحاب أن الحق لا يختص به أحد دون سواه، ولا يحتكره دون غيره، داعية الجميع مؤسساتٍ وأفراداً أن يتهموا آراءهم قبل اتهام آراء غيرهم.
وحذرت من الأسماء والأوصاف الأخرى لـلإسلام التي من شأنها الإساءة لهذا الاسم الجامع الحاضن، والمطالبة بأن يكون بيان الحق داخل أصول وفروع هذا الوصف الجامع، على منهج الإسلام الحكيم في النصح والبيان.
واعتبروا الأوصاف المتعلقة بالتوجهات المذهبية في الأصول والمدارس الفقهية في الفروع من الأوصاف الكاشفة التي أقرها علماء الإسلام سلفاً، وأنها ليست بديلة ولا مزاحمة لاسم الإسلام الجامع، ولا يُتوسع في تلك الأوصاف الكاشفة عما تقرر في مدونات المسلمين لأي نزعة كانت، سواء لذرائع سياسية أو تنظيمية أو غيرها، ولا يجوز بحال منازعة السلطات الشرعية، وعلى الجميع السمع والطاعة بالمعروف في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة عليهم، وأن لا ينازعوا الأمر أهله.
للجاليات المسلمة: احترموا دساتير الدول واحذروا التصنيفات
حملت إحدى التوصيات مطالبة للجاليات الإسلامية في البلاد غير الإسلامية ودعوتهم لاحترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها، والالتزام بخصوصياتهم وفق الأدوات الدستورية والقانونية المتاحة، والتقيُّد التام بما تنتهي إليه من حسم نهائي، ومن لم يسعه المقام فيتعين عليه مغادرتها دون إخلال بالنظام أو إساءة للوجدان العام.
كما دعت الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية في تلك البلدان إلى توعية الجاليات الإسلامية باحترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها، وأن أي إساءة لذلك من شأنها أن تسيء للإسلام وتنفر منه أو تضعه في دائرة الاتهام، والإسلام بريء من ذلك كله، وعليها أن تكون في أعمالها ومناشطها واضحة شفافة داعمة للسلم والتعايش، وأن تكون فاتحة خير وإضافة للدول التي تقيم فيها، معينة لها ومسهمة في سِلمها وأمانها، وأن تكون أعمالها الإغاثية إنسانية، والحذر من سلبياتِ التصنيفات، سواء لدين أو مذهب أو عرق أو غير ذلك، وأن يعوا بأن الإسلام عبر تاريخه الطويل لم ينتشر ولم تتقبله القلوب إلا بهذه السعة والرحمة التي بعث الله بها نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، إذ يقول الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».
المواجهة الفكرية مرتكز اجتثاث الإرهاب من جذوره
اعتبرت التوصيات المواجهة الفكرية للتطرف والإرهاب المرتكز الرئيسي لاجتثاثه من جذوره، وأكدت أن المواجهات العسكرية مع أهميتها البالغة في درء خطر الإرهاب لا تحسم المعركة النهائية معه، وأن كيان الإرهاب هو عالم افتراضي واسع وليس نطاقا جغرافيا محدودا، وأن كثيراً من عملياته الإجرامية تتم بتمويلات زهيدة يسهل الحصول عليها، ومع ذلك فما يساعد في السيطرة على موارده مراقبة التحويلات المالية مع تقليص التبادل المالي التقليدي عن طريق خيارات التبادل بالبدائل المصرفية الحديثة.
أسباب التطرف.. دعاة التهييج وتغييب الوعي بالتعليم والإسلاموفوبيا
أكدت التوصيات على أنه ليس في مذاهب ومدارس المسلمين داعية تطرفٍ ولا إرهابٍ، وحددت 14 سببا وراء الفكر الإرهابي المعاصر أبرزها غياب القدوة وضعف دوره، وتنامي ما يسمى بصحوة الشباب المسلم في إزاء ضعف مادتهم العلمية والتوعوية، والانعزال عن المراجع العلمية الموثوقة.
وتطرقت الأسباب إلى إشعال العاطفة الدينية في الأوساط الشبابية من قبل بعض الدعاة بعيداً عن الاستقراء الصحيح للأبعاد الشرعية والسياسية والقراءة الواقعية للأحداث، وغياب قياس النتائج والتبعات، فضلاً عن الأخطاء الشرعية الجسيمة في الاستدلال والتكييف والإنزال على الوقائع، إضافة إلى الكتابات والخطابات والنداءات والبيانات التي يصدرها بعض المحسوبين على العلم والدعوة من حين لآخر، لتعبئة الشعور الإسلامي تجاه قرار أو مشهد أو واقعة أو رأي، بعيداً عن أدب الإسلام وحكمته ورحابته وسمته الرفيع في إيضاح وجهة النظر، واعتبار هذه الأخطاء الفادحة من أخطر أدوات الإثارة والتهييج وفي طليعة المواد الأولية لصناعة التطرف المفضي إلى حلقات عنفه وإرهابه.
كما تضمنت تجاهل بعض المحاضن الأسرية والتربوية ومنصات الإرشاد والتأثير مخاطر العقل الجمعي في صياغة المنهج والشعور، وضعف المواد التعليمية ـ التطبيقية المحفزة للتفكير الحر والمستقل بعيداً عن أساليب التلقين والانقياد الأعمى التي تُعتبر في طليعة أسباب تغييب الوعي والتيه عن اليقظة للمخاطر.
وشملت تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا في بعض البلدان غير الإسلامية وتوظيفها في المزايدات السياسية والإعلامية بوصفها من أخطر أسباب إثارة العاطفة الدينية والوجه الآخر للتطرف العنيف.