البقاء في المكان
الأحد / 27 / جمادى الآخرة / 1438 هـ الاحد 26 مارس 2017 01:40
عبده خال
لن يتقدم الخطاب الفكري للأمام ما لم يخرج من التيار المتشدد مجددا.
هذه الحقيقة نتلمس غيابها من خلال الطروحات المتعاقبة التي تفضي جميعها إلى أن المتحدثين عن أزمة الفكر الإسلامي يركزون على نوعية الخطاب وتأخره بينما تواجه أي دعوة للتجديد بالتخوف ويطالها الشك كلما كان نقدها لاذعا لمخرجات الخطاب الديني المتشدد.
ومنذ عصر التنوير (في بداية القرن العشرين) ظهرت موجات إصلاحية لم يكتب لها المواصلة لوجود فراغات قيمية بين كل الدول الإسلامية والعربية إذ كانت الإقليمية والأيدلوجية تذهب بكل دولة في اتجاه مغاير، وتحول خطاب النخب إلى مساندة التوجه الأيدلوجي مما أدى إلى عدم تضافر الجهود في خلق خطاب تنويري شامل.. بل تشظى الخطاب إلى خطابات عدة منها السياسي ومنها الاجتماعي ومنها الديني وذهب أصحاب كل خطاب بمفردهم.. ولأن الدين هو الجوهر في كل السياقات انفرد هذا الخطاب واتجه إلى طرق شتى من خلال كل مبرز في هذا المجال.. وأزمة الخطاب الديني في مرجعيته التي ترتكز على الماضي من غير تجديد (الذي بدأ من السنة 120 الهجرية) وظلت كل الخطابات تحوم حول ما أنتجه الفقه في تلك الفترة.
ولأن المرجعية ذات أفق ضيق (في زمنها كانت رؤية متقدمة بينما يعتريها القصور في الزمن الراهن) وأي أيدلوجية تنغلق على ذاتها لا يمكن لها أن تتماشى مع عجلة الزمن ومع حاجات البشر المتغيرة في أزمانهم المختلفة.
ولأن الخطاب الديني يعلو على بقية الخطابات (في عالمنا الإسلامي) ويمنح أي خطاب آخر المباركة أو العداء ظلت بقية الخطابات متراجعة لكون الخطاب الديني يعيش حالة الجمود وما لم تتم زحزحة الخطاب الديني من موقع الجمود والتكلس فلن يحدث أي تطور في بنية الفكر الإسلامي، وبالتالي سوف يظل فكرا يقتات على موائد الأمم من غير أن يحقق لنفسه الاكتفاء الذاتي بأي وسيلة إنتاجية على الأقل.
وبالعودة إلى فكرة أن الخطاب الديني لن يحدث إلا من خلال المتحدثين أو المنتمين له فلن تكون هناك زحزحة عما ألفنا على تكراره عبر مئات السنوات.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت بعض الشخصيات الدينية تطالب بتغير الخطاب وإذ نجحت نكون على بوابة عصر جديد، أما إذا ارتكست فسوف تلحق بكل دعوات التجديد القديمة التي مني مشروعها بالتقويض والنسيان.
وأعتقد أن مهمة تغير الخطاب أصبح ضروريا للغاية خصوصا مع ظهور حركات التشدد الديني التي استندت في تشددها ووحشيتها على اجتزاء نصوص بعينها من الخطاب الإسلامي الراكد في زمنه الذي تم تأسيسه على رؤى ماضوية كانت أحكامها متلائمة مع زمنيتها، بينما الآن الأمة بحاجة إلى خطاب يتلاءم مع الراهن.
Abdookhal2@yahoo.com
هذه الحقيقة نتلمس غيابها من خلال الطروحات المتعاقبة التي تفضي جميعها إلى أن المتحدثين عن أزمة الفكر الإسلامي يركزون على نوعية الخطاب وتأخره بينما تواجه أي دعوة للتجديد بالتخوف ويطالها الشك كلما كان نقدها لاذعا لمخرجات الخطاب الديني المتشدد.
ومنذ عصر التنوير (في بداية القرن العشرين) ظهرت موجات إصلاحية لم يكتب لها المواصلة لوجود فراغات قيمية بين كل الدول الإسلامية والعربية إذ كانت الإقليمية والأيدلوجية تذهب بكل دولة في اتجاه مغاير، وتحول خطاب النخب إلى مساندة التوجه الأيدلوجي مما أدى إلى عدم تضافر الجهود في خلق خطاب تنويري شامل.. بل تشظى الخطاب إلى خطابات عدة منها السياسي ومنها الاجتماعي ومنها الديني وذهب أصحاب كل خطاب بمفردهم.. ولأن الدين هو الجوهر في كل السياقات انفرد هذا الخطاب واتجه إلى طرق شتى من خلال كل مبرز في هذا المجال.. وأزمة الخطاب الديني في مرجعيته التي ترتكز على الماضي من غير تجديد (الذي بدأ من السنة 120 الهجرية) وظلت كل الخطابات تحوم حول ما أنتجه الفقه في تلك الفترة.
ولأن المرجعية ذات أفق ضيق (في زمنها كانت رؤية متقدمة بينما يعتريها القصور في الزمن الراهن) وأي أيدلوجية تنغلق على ذاتها لا يمكن لها أن تتماشى مع عجلة الزمن ومع حاجات البشر المتغيرة في أزمانهم المختلفة.
ولأن الخطاب الديني يعلو على بقية الخطابات (في عالمنا الإسلامي) ويمنح أي خطاب آخر المباركة أو العداء ظلت بقية الخطابات متراجعة لكون الخطاب الديني يعيش حالة الجمود وما لم تتم زحزحة الخطاب الديني من موقع الجمود والتكلس فلن يحدث أي تطور في بنية الفكر الإسلامي، وبالتالي سوف يظل فكرا يقتات على موائد الأمم من غير أن يحقق لنفسه الاكتفاء الذاتي بأي وسيلة إنتاجية على الأقل.
وبالعودة إلى فكرة أن الخطاب الديني لن يحدث إلا من خلال المتحدثين أو المنتمين له فلن تكون هناك زحزحة عما ألفنا على تكراره عبر مئات السنوات.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت بعض الشخصيات الدينية تطالب بتغير الخطاب وإذ نجحت نكون على بوابة عصر جديد، أما إذا ارتكست فسوف تلحق بكل دعوات التجديد القديمة التي مني مشروعها بالتقويض والنسيان.
وأعتقد أن مهمة تغير الخطاب أصبح ضروريا للغاية خصوصا مع ظهور حركات التشدد الديني التي استندت في تشددها ووحشيتها على اجتزاء نصوص بعينها من الخطاب الإسلامي الراكد في زمنه الذي تم تأسيسه على رؤى ماضوية كانت أحكامها متلائمة مع زمنيتها، بينما الآن الأمة بحاجة إلى خطاب يتلاءم مع الراهن.
Abdookhal2@yahoo.com