كتاب ومقالات

الفيضانات تجتاح دول الخليج!

علي محمد الرابغي

سبحان الله كنا نسمع من الأجداد الذين كان مصدرهم حديث رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. تحدث النبي الكريم بدقة فائقة عن حقيقة علمية لم يتمكن العلماء من إثباتها إلا قبل سنوات قليلة بأن صحراء العرب كانت مروجاً وأنهاراً.. حدث -صلى الله عليه وسلم- عن ماضي ومستقبل هذه الصحراء وربط حقيقة يوم القيامة بحقيقة علمية اكتشفها العلماء بعد أكثر من أربعة عشر قرناً.. لتكون دليلاً على صدق كلامه.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً».

وها هو التاريخ يعيد نفسه ويفاجئ الجميع ويكشف آفاقا بدورها تكشف ذلك الخلل الموجود فى البنى التحتية.. إذ لم يؤخذ فى الاعتبار التحولات المناخية رغم أن العالم قد قدم دراسات وافية استخدم فيها أرقى وأحدث وسائل القياس الجوي.. ولعل ناسا في مقدمتها.. إذ إن الفضاء أصبح يخدم الأرض ومن عليها.

الخسائر الفادحة:

لذلك فإن التحولات الجوية والمناخية تظهر عجز الأجهزة المدنية.. وسرعان ما تأتي زخة ثرية من الأمطار فإنها كفيلة بأن تربك الشوارع.. وبالتالي فإن التلفيات بما فى ذلك أغلاها أرواح البشر والمواطنين كلها تذهب تحت وطأة الفيضانات التي لم يحسب حسابها.. ولعل ما شهدناه فى هذا الأسبوع بالكويت وفي الإمارات ومن قبل في قطر والسعودية من جريان الأنهار التي سالت في الشوارع متدفقة وأغرقت السيارات والمحلات وكل وسائل الاتصالات والكهرباء.. لدرجة كبيرة من إحداث الأضرار التي ارتفع مؤشر الأرقام فيها لدرجة فجائية ذهب معها ما يقاس بالأرقام الكبيرة المادية.

والقادم أكبر إذ إن الدراسات تؤكد على أن انقلابا يحدث فى بنية الأحوال الجوية ليعيد إلى الأذهان ما كان عليه الوضع بالجزيرة العربية.. وهي معلومات دقيقة وموثقة.. لعلنا بذلك نسهم في لفت الأنظار حتى نبني من النظريات العلمية حوائط وسدوداً تدرأ المصائب وتحولها إلى مصدر نماء ورخاء.. وخضرة وينابيع.. وحالة تسهم في رفع درجات السعادة عند المواطنين وتضيف أرصدة جديدة تسهم في الدخل القومي وتكون ذهبا جديدا لعلي أطلق عليه (الذهب الأخضر).

الدراسات تؤكد على التغيرات المناخية:

إن زلزال «تسونامي تسبب في جعل الخليج تحت تأثير الرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي، والمحملة بالأمطار الغزيرة كما كانت عليه قبل حوالى 5000 عام.. ويشير «أوكيس» في تقرير نشره إلى أن تحرك مساحة شاسعة من الطبقات الجيولوجية للأرض عكس تأثيره ليس فقط في زلزال تسونامي، وآلاف الهزات المتباينة القوة بحيث لا يمكن الإحساس ببعضها، بل أيضاً على اتجاهات حركة الرياح، ومعدلات الحرارة، والبرودة والرطوبة، وغير ذلك، منوهاً إلى أن الدراسات الأولية تشير إلي إمكانية تخلص شبة الجزيره العربية من حالة الجفاف في ظل عودة الرياح الموسمية الهندية ذات الأمطار الغزيرة للهبوب على أراضيها وفي دراسة أجريت على شبه الجزيرة العربية، حيث أظهرت الصورة الجوية وجود مجرى لنهر قديم عملاق يخترق شبه الجزيرة من الغرب إلى الشرق ناحية الكويت وقد ذكر الدكتور فاروق الباز مدير وكالة ناسا للفضاء وجود كميات هائلة من المياه الجوفية في مسار النهر القديم. ويتوقع «هال مالكور» وهو جيولوجي أمريكي، عودة البحيرات إلى صحراء الجزيرة العربية وعودة المياه إلى الأنهار المغطاة. فالكرة الأرضية كما أثبتت التقنيات الحديثة تمر بعصر جليدي يظل نحو 100 ألف عام تأتي بعده فترة دفء تسمى بمرحلة بين جليدية.. تستمر من عشرة إلى عشرين ألف سنة، وقد تكرر هذا النمط عشر مرات خلال المليون سنة الماضية.. فقد كان انتشار المسطحات الجليدية في الأجزاء الشمالية -أثناء العصور الجليدية- يؤثر في مناخ الأرض.. فيؤدي إلى زحزحة نطاق المطر إلى الجنوب فتدخل شبه الجزيرة العربية والصحراء الكبرى بشمال إفريقيا في نطاق الرياح الغربية الممطرة التي تهب الآن على غرب أوروبا فيؤدي ذلك إلى ازدهار تلك الصحاري وامتلائها بالأنهار والوديان الخصبة وفي فترات الدفء بين العصور الجليدية تتحرك نطق الأمطار إلى الشمال، فتصبح شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا ضمن نطاق الرياح التجارية.

إن هذه الدراسات تؤكد على صحة ما ذهبت إليه. وحسبي الله ونعم الوكيل.

abido13@yahoo.com