فئات يقتات عليها الإرهاب
أفياء
الأربعاء / 01 / رجب / 1438 هـ الأربعاء 29 مارس 2017 01:59
عزيزة المانع
شدتني كثيرا المحاضرة التي ألقاها قبل أسبوعين تقريبا الأمير الدكتور العميد ركن فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، حول أساليب المنظمات الإرهابية في استدراج الشباب للوقوع في حبائلها.
شاهدت المحاضرة عبر الفيديو إلى نهايتها، ورغم طولها لم أمل، كانت طريقة التقديم والعرض شيقة، بعيدة عن القراءة السردية المملة، وكانت مملوءة بالمعلومات التفصيلية عن أساليب وطرق التنظيمات الإرهابية في جذب الشباب من الجنسين إلى حياضها. فشكرا للمحاضر الكريم على هذا الإسهام الجميل في نشر المعرفة والتثقيف حول هذه القضية المستعصية.
احتوت المحاضرة على معلومات كثيرة مفيدة وقيمة، ولكن أكثر ما استوقفني فيها تحديدها للفئات التي تستهدفها التنظيمات الإرهابية، فهذه التنظيمات لا تقترب من كل أحد، وإنما تنتقي فرائسها من الذين ترى فيهم سمات خاصة تجعلهم سهلي الاصطياد، مثل فئة الشباب الصغار الذين تتراوح سنهم ما بين (15- 25) عاما، فهذه الفئة يسهل التأثير عليهم ويتوقع أن ترتفع بينهم نسبة الاستجابة، وفي داخل إطار هذه الفئة نفسها ينحصر البحث في الذين يعانون مشكلات نفسية، مثل المهمشين، سواء كانوا مهمشين في المجتمع كالفقراء واللقطاء والمشردين وأبناء الأسر المفككة وأمثالهم، أو مهمشين داخل أسرهم نفسها، كالأبناء الذين لا يكون اهتمام أسرتهم بهم متماثلا، فيشعر المهمل منهم بالإقصاء وينمو داخله الإحساس بأنه غير مهم وغير ذي جدوى، فيسهل استقطابه متى وجد لدى تلك التنظيمات ما هو متعطش له (الشعور بالأهمية والجدوى).
وهذه نقطة مهمة يجب ان ينتبه لها الوالدان، فهي تتعلق بنمط التربية الذي يقدمانه للطفل داخل الأسرة، وأهمية تعزيز شعور الطفل بقيمته الذاتية، والمساواة بين الأبناء في التعامل وعدم تقديم أحدهم على الآخر.
والفئة الثانية هم خريجو السجون، وهؤلاء غالبا يعانون من رفض المجتمع لهم، والنظر إليهم كخطر يجب الابتعاد عنهم والحذر منهم، فيسهل على التنظيمات الإرهابية استقطابهم حيث يجدون عندها ما يبحثون عنه من الانتماء ورد الاعتبار. والفئة الثالثة هي ذوو المظالم الذين لم يجدوا إنصافا، فتمتلئ قلوبهم غيظا وقهرا يتحول إلى كراهية، ويجدون في الاستجابة للتنظيمات الإرهابية تنفيسا يريحهم من مشاعرهم المكروبة.
والفئة الرابعة هم المحبطون الذين خابت طموحاتهم، فامتلأت نفوسهم بالنقمة والكراهية على المجتمع الذي يرونه غير عادل وغير منصف، فيجدون في الانضمام إلى تلك التنظيمات ما يشبع رغبتهم في الانتقام مما أصابهم من إحباطات. وكذلك فئة ذوي المشاكل السياسية مع الدولة، الذين يستجيبون سريعا للاستقطاب لما يجدون فيه من دعم يعزز عداءهم للدولة.
وهذه الفئات التي ذكرها المحاضر، توضح أن التنظيمات الإرهابية ما كان لها أن تقوى وتشتد لو لم تجد ما يغذيها بانضمام تلك الفئات إليها، كما توضح أننا نحن الذين صنعنا تلك الفئات وجعلنا منها أرضا خصبة تتغذى من دمها التنظيمات الإرهابية. وأن علينا أن نراجع بعض أساليبنا التربوية ومفاهيمنا الاجتماعية، لنسد هذه الثغرات التي تتسلل منها التنظيمات الإرهابية إلى بلادنا.
كانت المحاضرة قيمة بما احتوته من معلومات مهمة، خاصة حول الفئات المستهدفة، فهي وضعت النقاط على الحروف معلنة في صورة واضحة، أن القضاء على التنظيمات الإرهابية يبدأ من العمل قدر المستطاع، على إصلاح حال تلك الفئات التي يقتات الإرهاب على وجودها.
azman3075@gmail.com
شاهدت المحاضرة عبر الفيديو إلى نهايتها، ورغم طولها لم أمل، كانت طريقة التقديم والعرض شيقة، بعيدة عن القراءة السردية المملة، وكانت مملوءة بالمعلومات التفصيلية عن أساليب وطرق التنظيمات الإرهابية في جذب الشباب من الجنسين إلى حياضها. فشكرا للمحاضر الكريم على هذا الإسهام الجميل في نشر المعرفة والتثقيف حول هذه القضية المستعصية.
احتوت المحاضرة على معلومات كثيرة مفيدة وقيمة، ولكن أكثر ما استوقفني فيها تحديدها للفئات التي تستهدفها التنظيمات الإرهابية، فهذه التنظيمات لا تقترب من كل أحد، وإنما تنتقي فرائسها من الذين ترى فيهم سمات خاصة تجعلهم سهلي الاصطياد، مثل فئة الشباب الصغار الذين تتراوح سنهم ما بين (15- 25) عاما، فهذه الفئة يسهل التأثير عليهم ويتوقع أن ترتفع بينهم نسبة الاستجابة، وفي داخل إطار هذه الفئة نفسها ينحصر البحث في الذين يعانون مشكلات نفسية، مثل المهمشين، سواء كانوا مهمشين في المجتمع كالفقراء واللقطاء والمشردين وأبناء الأسر المفككة وأمثالهم، أو مهمشين داخل أسرهم نفسها، كالأبناء الذين لا يكون اهتمام أسرتهم بهم متماثلا، فيشعر المهمل منهم بالإقصاء وينمو داخله الإحساس بأنه غير مهم وغير ذي جدوى، فيسهل استقطابه متى وجد لدى تلك التنظيمات ما هو متعطش له (الشعور بالأهمية والجدوى).
وهذه نقطة مهمة يجب ان ينتبه لها الوالدان، فهي تتعلق بنمط التربية الذي يقدمانه للطفل داخل الأسرة، وأهمية تعزيز شعور الطفل بقيمته الذاتية، والمساواة بين الأبناء في التعامل وعدم تقديم أحدهم على الآخر.
والفئة الثانية هم خريجو السجون، وهؤلاء غالبا يعانون من رفض المجتمع لهم، والنظر إليهم كخطر يجب الابتعاد عنهم والحذر منهم، فيسهل على التنظيمات الإرهابية استقطابهم حيث يجدون عندها ما يبحثون عنه من الانتماء ورد الاعتبار. والفئة الثالثة هي ذوو المظالم الذين لم يجدوا إنصافا، فتمتلئ قلوبهم غيظا وقهرا يتحول إلى كراهية، ويجدون في الاستجابة للتنظيمات الإرهابية تنفيسا يريحهم من مشاعرهم المكروبة.
والفئة الرابعة هم المحبطون الذين خابت طموحاتهم، فامتلأت نفوسهم بالنقمة والكراهية على المجتمع الذي يرونه غير عادل وغير منصف، فيجدون في الانضمام إلى تلك التنظيمات ما يشبع رغبتهم في الانتقام مما أصابهم من إحباطات. وكذلك فئة ذوي المشاكل السياسية مع الدولة، الذين يستجيبون سريعا للاستقطاب لما يجدون فيه من دعم يعزز عداءهم للدولة.
وهذه الفئات التي ذكرها المحاضر، توضح أن التنظيمات الإرهابية ما كان لها أن تقوى وتشتد لو لم تجد ما يغذيها بانضمام تلك الفئات إليها، كما توضح أننا نحن الذين صنعنا تلك الفئات وجعلنا منها أرضا خصبة تتغذى من دمها التنظيمات الإرهابية. وأن علينا أن نراجع بعض أساليبنا التربوية ومفاهيمنا الاجتماعية، لنسد هذه الثغرات التي تتسلل منها التنظيمات الإرهابية إلى بلادنا.
كانت المحاضرة قيمة بما احتوته من معلومات مهمة، خاصة حول الفئات المستهدفة، فهي وضعت النقاط على الحروف معلنة في صورة واضحة، أن القضاء على التنظيمات الإرهابية يبدأ من العمل قدر المستطاع، على إصلاح حال تلك الفئات التي يقتات الإرهاب على وجودها.
azman3075@gmail.com