محطة أخيرة

مغردون: «أكاديمية التعدد» فكرة متخلفة تمتهن الزواج والنساء

فقيه وصفها بـ «الاستهتار» ومحام طالب بالتصدي لها

عياض السلمي

عبدالله الداني (جدة)

AAALDANI@

على غير الأهداف التي يندب إليها الشرع، والغايات التي تقوم عليها سنة «الزواج»، في كونه سكناً آمناً تأوي إليه النفوس بفطرتها وكامل رغبتها في بناء الأسرة والمجتمع، فاجأت الأكاديمية هوازن ميرزا المجتمع السعودي وبنات جنسها على وجه التحديد، بالحديث عن مشروع مثير للغرابة يقوم على إنشاء «أكاديمية التعدد»، تكون مهمتها تزويج الذكور الذين لم يسبق لهم الزواج، بثلاث نساء: «آنسة ومطلقة وأرملة» خلال شهر واحد، وإذا نجح الشاب في زواجه الثلاثي، ستقدم له «الأكاديمية» زوجة رابعة بعد 10 سنوات، هدية مجانية.

ورأت مغردات في ذلك امتهانا لفكرة الزواج وديمومته، عبر تغريدات سخرت وهاجمت المشروع جملة وتفصيلاً، وفتحت الانتقادات على صاحبته، التي قالت أثناء مشاركتها في برنامج على «روتانا خليجية»، إن «أكاديمية التعدد» تراودها منذ سنوات، وهي شبيهة بـ «برنامج ستار أكاديمي»، مهمتها تأهيل الشباب البالغين 25 عاما فما فوق، للجمع بين ثلاث نساء.

وتمحورت الانتقادات حول جعلها المرأة كسلعة والزواج كمشروع استثماري، وقال ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حول إنه مشروع «متخلف».

الشاعرة زين غاصب، علقت على وسم #أكاديمية التخلف بالقول «العلم، والثقافة، والأدب، والتطور، يصنع أكاديمية للفنون، للإبداع، للهواة، للاقتصاد، للابتكار،وليس أكاديمية للتعدد والتخلف»، فيما سخر نجم الكوميديا ومواقع التواصل صالح أبو عمرة، وقال «إن #أكاديمية_التعدد مشروع ناتج عن قهوة عصرية»، فيما قارنت مغردة تدعى «نولي» بين تفكير صاحبة المشروع، وكل من غادة المطيري وإلهام أبوالجدايل وديما اليحيى وغيرهن.

واعتبر أحد الفقهاء المطالبة بتأسيس أكاديمية للتعدد استهتارا وتلاعبا بالعلاقات الزوجية والميثاق الغليظ، مستنكرا أن يكون الزواج الشرعي «مجالا للسخرية والمزاح»، وقال عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عياض بن نامي السلمي، لـ«عكاظ» «استمعت للمقطع المنتشر ولم يقنعني، إذ لو كان المقصد التشجيع على التعدد لما كان بهذه القيود، فهذا ليس بيعا وشراء».

وأضاف: لو كان المقصد سليما لكان الأولى إنشاء أكاديمية لتأهيل النساء لتكون شريكة لزوجة أخرى وتأهيل الزوج من ناحية أخرى لإدارة أكثر من أسرة على غرار دورات تأهيل المقبلين على الزواج، أما أن يكون بهذه الصورة والقيود المذكورة فهذا يشعرني بأنه ليس مشروعا جادا وإنما نوع من التهكم والسخرية.

بدوره هاجم المحامي ماجد قاروب الفكرة، وقال إن الزواج والارتباط غاية سامية أراد الله بها إعمار الكون وتأسيس المعاشرة بالمعروف والإحسان في العلاقات الاجتماعية وليس للمزايدة على الأمور الشرعية التي حددت وفصلت أوجه وحالات التعدد في الإسلام.

وأضاف: لا نعيب فقط على من يصدر الآراء الشاذة والغريبة بل على من ينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من قتلها في مهدها بالتغاضي أو الحذف حتى ولو كان بغرض السخرية والتندر إلا أنه يكون قد ساهم في نشرها وتعميمها.

وطالب قاروب العلماء بالتصدي لهذه المطالبات، إذ إن «على المرجعيات العلمية والدينية واجب التصدي الشخصي والموضوعي لكل تغريدة أو رأي مخالف لما استقر عليه الشرع الحنيف».