كتاب ومقالات

كي لا تصبح «ملاحظات الشورى» مجرد كلام

ولكم الرأي

سعيد السريحي

كثيرة آمال المواطنين التي يعلقونها على مجلس الشورى، وأكثر منها ملاحظاتهم على هذا الأداء، وبين هذا وذاك لا يسعنا إلا أن نعترف بالدور الكبير الذي ينهض به بعض أعضاء مجلس الشورى، وهو الدور الذي يتضح فيما يوجهونه من انتقادات لتقارير الجهات الحكومية التي يتم تقديمها لمجلس الشورى، وهو نقد لا يتعلق بتلك التقارير وإنما يمس الخدمات نفسها والتي يرى أولئك الأعضاء أنها لا ترقى إلى مستوى تطلعات المواطنين ولا تحقق ما يكافئ الدعم الذي تقدمه الدولة لتلك الجهات.

وربما لا يضيف أعضاء الشورى في انتقاداتهم لأداء الأجهزة الحكومية شيئا جديدا لا يعرفه المواطنون جميعا من خلال معاناتهم من الخدمات التي تقدمها تلك الأجهزة لهم، غير أن حسب المواطنين أن يتحدث أعضاء الشورى بما يتحدثون به في السر، وأن تكون شكواهم من أداء بعض الأجهزة الحكومية تجد الدعم حين يتبناها أعضاء الشورى بما لأصواتهم من القوة والنفاذ على نحو يمكن له أن يكون مؤثرا ومغيرا في واقع الخدمات المقدمة للمواطنين.

من ذلك التقرير الذي نشرته عكاظ يوم أمس والذي تضمن ملاحظات أعضاء في مجلس الشورى على تقرير وزارة الصحة المقدم إلى مجلس الشورى وحسبنا مما قالوه ما ذكروه من أنه تقرير يكذبه الواقع وما أشار إليه أحد الأعضاء من أن «مراكز البنادول والفيفادول لن تعالج المرضى».

غير أن المؤسف أن ما قيل هذا العام قيل مثله منذ أعوام وما قيل عن أداء وزارة الصحة يقال مثله عن أداء وزارات أخرى ولذلك كله فإن ما يتطلع إليه المواطنون هو أن يكون هناك تنسيق بين مجلس الشورى والأجهزة الرقابية التي تتولى متابعة ومحاسبة الأجهزة الحكومية من أجل تفعيل ملاحظات أعضاء مجلس الشورى في تطوير أداء الأجهزة الحكومية وبدون ذلك سوف تصبح ملاحظات أعضاء المجلس بدون معنى ولا فائدة.