أخبار

الرامس.. أرض وقفية من زراعة الفواكه إلى مخازن للعبوات الناسفة

إحدى مزارع وقف الرامس شرقي العوامية. (عكاظ)

محمد العنزي (القطيف)

malanzi6666@

كشفت مداهمة مزرعة العوامية أن أيادي الإرهاب تعمل على هلك الحرث والنسل وتجفيف منابع الخير للمجتمع، إذ إن مزارع أراضي الرامس التي حولها الإرهابيون إلى وكر للتفجير والتدمير تعود في الأصل إلى وقف اشتراها أحد أبناء العوامية سلمان بن محمد الفرج قبل أكثر من 137 عاما بغرض الانتفاع بها من جميع أبناء البلدة.

وبدلا من زراعة النخيل والأشجار النافعة على المساحة الممتدة لأكثر من 8 ملايين متر مربع حاول الإرهابيون تحويلها إلى منابت للشر ومواقع للتفخيخ والموت.

وتقع مزارع الرامس شمالي القطيف في الناحية الشرقية لنخيل بلدة العوامية ويتجه نحو الشمال محاذياً لساحل الخليج في جهة الشرق حتى أرض الرويس (تصغير رأس) يقع في الجنوب من مدينة صفوى، حيث يفصل بين الرويس والرامس خطوط أنابيب البترول التي مدّدتها شركة أرامكو السعودية في منتصف القرن الميلادي لتنقل عبرها ما تنتجه حقول النفط إلى معمل التكرير وميناء التصدير في رأس تنورة حيث يتم تصديره للخارج.

وحرصت الجهات المعنية في المنطقة الشرقية خلال الفترة الماضية على برامج لمتابعة المزارع المهملة والمهجورة من قبل أصحابها وذلك لقطع الطريق أمام الإرهابيين والمجرمين الذين يتخذون البعض منها أوكارا للاختفاء والتخطيط لجرائمهم الإرهابية.

وأكد كتاب «وقف الرامس نموذج يحتذى في الأوقاف الاجتماعية» للمهندس نبيه البراهيم عضو المجلس البلدي السابق أن الراحل سلمان بن محمد الفرج (1301هـ) اشترى أرض الرامس من الحكومة العثمانية ليجعلها وقفاً لعموم منافع أهل بلدة العوامية، حيث كانت الأرض عام 1299هـ من الأراضي المباحة الواقعة ضمن حدود بلدة العوامية، إذ اعتاد المزارعون الذين لا يمتلكون نخيلاً على زراعة ما يتسنى لهم زراعته وفقاً لإمكانياتهم.

وأضاف «تعتبر الرامس اليوم أرضاً زراعية، وبعد حفر الآبار الارتوازية في أماكن مختلفة من أرض الرامس بدأ المزارعون في الانتشار زحفاً نحو الشمال والشرق حتى بلغ مجموع مساحة الأرض المزروعة في أرض الرامس ما يعادل ثلثي المساحة الكلية».

وتشتهر هذه المزارع بإنتاج الطماطم بشكل رئيسي وهو من أجود أنواع الطماطم المتوفرة في المنطقة على الإطلاق وقد وصلت شهرته إلى خارج الحدود، كما تنتج هذه المزارع الخيار والبطيخ وغيرها من الفواكه والخضروات.

وأشار الكتاب إلى أن «الفوضى وعدم التنظيم هي السمة المرئية لهذه المزارع، إذ يغلب عليها البدائية وعدم الانضباط سواء في طرق الزراعة أو أساليب الإنتاج أو طرق التسويق».

وبين أن الطرق المؤدية إلى هذه المزارع تتسم غالباً بالضيق والوعورة وكثرة التعرجات والمنحنيات، وبعض المزارع لا تصل إليها السيارات إطلاقاً، كما تفتقر المنطقة إلى جهة منظمة تضبط العلاقات بين المزارعين وتنظم الأمور وتحافظ على الحقوق والواجبات.