أما آن لهذا الفارس أن يترجل
بالسكين
الجمعة / 03 / رجب / 1438 هـ الجمعة 31 مارس 2017 02:31
عبدالمحسن هلال
عقدت وانفضت قمة الآمال العربية الحية على ضفاف البحر الميت، لم تختلف الصورة كثيرا قبل أو بعد القمة، ولا عما يتم في القمم السابقة، تعقد باضطرار وتنتهي بتكرار، وما بين الانعقاد والانتهاء يظل أكبر هم للراعي أن تنتهي بسلام وتمر مرور الكرام. قضيتنا المركزية، برغم ظهور قضايا كثيرة على أكتافها، مازالت الأولى، طلبنا لمزيد من التضامن مازال في جدول الأعمال الخ. كثيرون يعتقدون بعدم جدوى القمم العربية، وهو رأي قاس وعاطفي، الذاكرة مازالت تحتفظ بقمم فعالة، من ينكر أهمية قمة الخرطوم بعد النكسة العسكرية، وقمة الجزائر بعد الوكسة النفطية، وقمة المغرب بعد اتفاق أوسلو المشؤوم. دليل آخر على أهمية القمم العربية حضور ممثلين لأقوى رؤساء العالم ومنظماته الأممية والدولية، الغرض من حضورهم يمكن الاختلاف عليه، لكنهم حضروا لأهمية الحدث.
معضلة «النظام العربي الجماعي» أنه أصبح خارج الزمن، يتمسك به البعض كمظلة نجاة خوفا من الأسوأ، يذكرك برجل أوروبا المريض، أطال الحلفاء بقاءه بغرفة الإنعاش حتى يتم الاتفاق على توزيع تركته. كثيرون نعوا العروبة وتسابقوا في دفن حلمها الوردي، وهم يقصدون النظام العربي ممثلا في جامعته العربية، وإلا فالعروبة انتماء لا يموت، صحيح أن المنظمات الدولية يصعب تغيير آليتها، ميثاق الأمم المتحدة مثلا، أو نظام عمل مجلس الأمن الدولي، لكن ما يدعم استمراره استمرار قوة من كتبه وأملاه. إشكالية جامعتنا العربية ليست في الاختلافات الرسمية، ولا في حتمية تضارب المصالح، فهذه أمور يمكن التفاوض حولها، إنما في نظامها الداخلي العتيق، وبالأخص طرق التصويت على مشروعاتها. فشلها في الجانب السياسي، قد يبدو مفهوما، لكن فشلها في بقية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وبالخصوص الثقافية، ليس مفهوما على الإطلاق.
نعيش عصرا لا يعترف إلا بالكيانات الكبيرة التي تجمع عدة دول، عظمى أو صغرى لا يهم، الأهم مدى التأثير في عجلة الاقتصاد العالمي، الاقتصاد أصبح هو من يقود العالم لا السياسة. فشل الجامعة العربية حتى في تنظيم سوق عربية مشتركة، أدى لبحث أعضائها عن شركاء آخرين تجمعهم مصالح اقتصادية، وفشل النظام العربي أدى لظهور فكرة الدولة الوطنية، ولنمو نهج «أنا ومن بعدي الطوفان»، فاتسع الشق على الراتق، وفقدت بوصلة السفينة العربية.
في القمة العربية الأخيرة اجتهد الإعلام وأضواء الكاميرات في إخفاء فشل مؤسسة القمة، ولولا كثير من حكمة، كوجود خادم الحرمين الشريفين، وكثير من صبر لراعي القمة، وكثير من دبلوماسية لدى آخرين، لما كتب لقمة البحر الميت أي حياة. المشكل هو انتقال هذا النفس المتشائم إلى الشبيبة العربية، فينمو اليأس والإحباط ويزيد أوار البوتقة. أكرر طلبي تأسيس تجمع عربي بديل للجامعة، يتماشى ميثاقه مع روح العصر ونفحته المادية، عفوا أقصد الاقتصادية، وإن شئتم قلت الاستثمارية.
معضلة «النظام العربي الجماعي» أنه أصبح خارج الزمن، يتمسك به البعض كمظلة نجاة خوفا من الأسوأ، يذكرك برجل أوروبا المريض، أطال الحلفاء بقاءه بغرفة الإنعاش حتى يتم الاتفاق على توزيع تركته. كثيرون نعوا العروبة وتسابقوا في دفن حلمها الوردي، وهم يقصدون النظام العربي ممثلا في جامعته العربية، وإلا فالعروبة انتماء لا يموت، صحيح أن المنظمات الدولية يصعب تغيير آليتها، ميثاق الأمم المتحدة مثلا، أو نظام عمل مجلس الأمن الدولي، لكن ما يدعم استمراره استمرار قوة من كتبه وأملاه. إشكالية جامعتنا العربية ليست في الاختلافات الرسمية، ولا في حتمية تضارب المصالح، فهذه أمور يمكن التفاوض حولها، إنما في نظامها الداخلي العتيق، وبالأخص طرق التصويت على مشروعاتها. فشلها في الجانب السياسي، قد يبدو مفهوما، لكن فشلها في بقية الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وبالخصوص الثقافية، ليس مفهوما على الإطلاق.
نعيش عصرا لا يعترف إلا بالكيانات الكبيرة التي تجمع عدة دول، عظمى أو صغرى لا يهم، الأهم مدى التأثير في عجلة الاقتصاد العالمي، الاقتصاد أصبح هو من يقود العالم لا السياسة. فشل الجامعة العربية حتى في تنظيم سوق عربية مشتركة، أدى لبحث أعضائها عن شركاء آخرين تجمعهم مصالح اقتصادية، وفشل النظام العربي أدى لظهور فكرة الدولة الوطنية، ولنمو نهج «أنا ومن بعدي الطوفان»، فاتسع الشق على الراتق، وفقدت بوصلة السفينة العربية.
في القمة العربية الأخيرة اجتهد الإعلام وأضواء الكاميرات في إخفاء فشل مؤسسة القمة، ولولا كثير من حكمة، كوجود خادم الحرمين الشريفين، وكثير من صبر لراعي القمة، وكثير من دبلوماسية لدى آخرين، لما كتب لقمة البحر الميت أي حياة. المشكل هو انتقال هذا النفس المتشائم إلى الشبيبة العربية، فينمو اليأس والإحباط ويزيد أوار البوتقة. أكرر طلبي تأسيس تجمع عربي بديل للجامعة، يتماشى ميثاقه مع روح العصر ونفحته المادية، عفوا أقصد الاقتصادية، وإن شئتم قلت الاستثمارية.