حج ونجا

فريدة صالح شطا

بعد الحج والإشادة بالمجهودات التي بذلت لتيسير كافة مراحل الحج على ضيوف الرحمن خاصة في ما يتعلق برمي الجمرات من ناحية سهولة الوصول والعودة ومن ناحية جعله متاحاً في كل الأوقات تيمناً بمقولة أشرف الخلق عليه الصلاة والسلام «افعل ولا حرج».. لاشك أن الاستعدادات الجبارة لاستقبال هذا العدد الكبير ليتجمع في بقعة واحدة وزمن واحد ليس بالأمر السهل، مهما يعقب ذلك من مجهودات أخرى كأعمال النظافة والترميم، وتفويج الحجاج «يا أهل الشام شامكم»، فكما يتلهف الآلاف للعودة إلى بلادهم تتسرب أعداد أخرى وتضاف إلى أعداد المتخلفين من قبل، ونسأل الله العون للمسؤولين في مهمتهم هذه التي أصبحت تؤرقنا ليل نهار.
وبعد الحج أورد بعض الخواطر: لا تحتاج الجهود المبذولة لراحة الحاج إلى دليل وإنما نتذاكر في كل عام مجريات الأمور لتلافي أوجه النقص وهذا أمر طبيعي.
نتفق على أن راحة وسلامة الحاج وأمنه من أهم المطالب، والإجراءات التي اتخذت لتوفير ذلك من قبل جهات الاختصاص كمؤسسات الطوافة، والإشراف على الدور المؤجرة للحجاج وغير ذلك خطوات صحيحة لتلافي ما كان يحدث من تجاوزات فردية قبل ذلك سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة ومن تلك الإجراءات ضرورة حصول ملاك العقارات على تصاريح بالتأجير بعد أن يتم الكشف على المباني، إلا أن هناك بعض الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع وهي تخص أصحاب المباني -أؤكد أنني لست منهم- فمن المتعارف عليه أن دخل معظم أهالي المدينتين الشريفتين يأتي من موسم الحج والمواسم الأخرى، وما يجنونه من هذه المواسم هو غالباً دخلهم السنوي الوحيد سواء عن تأجير المباني أو التجارة أو الطوافة، ولا ننكر أن بعض المساكن لم تتوفر فيها الشروط للسلامة والأمن، لذلك كان الحصول على التصاريح هو الحل الأمثل هنا، لكن يبقى أننا كما نعمل على تسهيل أمور الحاج، فلابد أن نيسر على الملاك أمرهم: بأن توضع الشروط دفعة واحدة، ولا تتغير بتغير المسؤولين في الجهات المختصة وأسوق مثلاً على ذلك، طلب قبل مدة من الملاك وضع مواقد غاز (بوتاجاز) في كل شقة وبعد تنفيذ الطلب طُلب منهم إبعاد أنبوبة الغاز خارج المطبخ ثم بعد ذلك طلب منهم إضافة منظم لمنع تسرب الغاز وأضيف.. ومنحوا التصاريح ومع بداية استقبال الحجاج يوم 6/12/1428هـ طلب منهم تغيير كل تلك المواقد التي تعمل على الغاز بمواقد تعمل على الكهرباء!! وإلا لا تأجير..!
مثال آخر: إذا تسبب أحد الحجاج في إحداث حريق داخل إحدى الغرف.. يخلى كامل المبنى من الحجاج وإسكانهم بمعرفة الجهات المختصة في مبنى آخر ويتحمل صاحب العقار قيمة إيجار المبنى الآخر!!
إننا إذ نؤكد ضرورة الحرص على سلامة وراحة ضيوف الرحمن.. لكن في المقابل أن تكون الشروط المفروضة لكل الأعوام مجتمعة دفعة واحدة فـ«لا ضرر ولا ضرار».
- تشح المياه في مكة المكرمة لنقلها إلى المشاعر المقدسة فلماذا لا تؤمن سلفاً كميات كبيرة من المياه للمشاعر، وتترك المياه داخل مكة لاستعمال ضيوف الرحمن الذين يعيشون في مكة أياماً تطول أو تقصر حسب جداول تفويجهم، واستعمالهم للماء أمر لا يخفى على أحد.
- ما السر في بقاء الحجاج ساعات طويلة تصل إلى العشر بعد نفرتهم من عرفات إلى منى مروراً بمزدلفة، أليس لهذه المشكلة حل؟
كل عام وأنتم بخير حج ونجا ويا غريب بلادك..