الملك سلمان .. «القوي بحكمة والحازم برحمة»
الثلاثاء / 07 / رجب / 1438 هـ الثلاثاء 04 أبريل 2017 12:35
سعد الخشرمي (جدة)
salkhashrami@
عند أواخر ديسمبر 1935، لم يدر في خلد العاصمة الرياض، أنها احتضنت مولد عرَّاب تحولاتها الدراماتيكية الملك السابع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إذ شهدت بعد 19 عاما نهضة عمرانية وحضارية وفكرية؛ وبدت منارة بارزة في قلب الصحراء العربية.
ومن بين طلاب مدارس الأمراء التي تتوسط المدينة الهادئة آنذاك، توقدت جذوة المعرفة لدى (الابن الـ25 للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)، حتى أنه ختم القرآن الكريم وهو ابن العاشرة، واكتسب العلوم الحديثة الأخرى.
وبدا الحراك الثقافي والسياسي في مجلس والده (باني الدولة الحديثة وموحد المملكة) منبعاً حصيفاً لاكتساب مهارة السياسة والاستماع وحكمة الشيوخ، إذ يقول في لقائه بالمثقفين أخيراً «رحم الله من أهدى إليّ عيوبي، فليكتب في الإعلام من يكتب، التليفون مفتوح، والأذن مفتوحة، والمجالس مفتوحة»؛ ليخرج سلمان الشاب من مجالس اعتركت السياسة والثقافة، مستشاراً سياسياً لملوك بلاد مترامية الأطراف، ومرجعاً للباحثين في تاريخ الجزيرة العربية وعلم الأنساب، حتى أن قاربت مكتبته المعرفية الخاصة الـ27 ألف عنوان، جاءت في 120 ألف مجلد، ولم تغفل زيارته الأخيرة إلى جمهورية الصين الشعبية، تدشين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بجامعة بكين، مؤكداً في كلمته أن «العلم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها».
ونظيراً لجهوده العلمية والمعرفية تهافتت جامعات عريقة إلى منحه الدكتوراه الفخرية، ومنها: الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، جامعة أم القرى بمكة المكرمة، الجامعة الملية الإسلامية في دلهي، جامعة واسيدا اليابانية، الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا، جامعة مالايا الماليزية، جامعة بكين.
آمن حاكم العاصمة حينها، بالعمران النفسي والروحي قبل العمران المادي، إذ يقول في محاضرة «ذاكرة الرياض والعمران» إن «العمران الداخلي والروحي هو الذي يعطينا الأمل والفرصة حتى نعمر أرض الله»؛ ليصف الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز حاكم الرياض حينها بـ«خير من حكم وعمل وجاهد في مدينة الرياض، كان قوياً بحكمة، حازماً برحمة، كان وفياً لخدمة دينه وولي أمره وما ولي عليه من شعب، فلذلك لا يستغرب عليه الأعمال التي يقوم بها، وقام بها فعلاً».
ولنجاحات ملك الحزم الإدارية، تولى وزارة الدفاع والطيران بقرار ملكي من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في منتصف نوفمبر 2011، ثم تسميته ولياً للعهد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في الــ18 من يونيو 2012، إبان وفاة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، فتشهد أحد أهم الوزارات في عهده إلى استكمال التطوير والتحديث ووضع إستراتيجيات واضحة لبناء جيش دفاعي قوي يمكنه أن يردع كل من تسول له نفسه أن يمس أمن المملكة في فترة عصيبة أشعلت الفوضى والصراع في دول المنطقة، ما عزز هيبة المملكة ورسوخها في العمق العربي والإسلامي، وأثبت تلاحم القيادة السعودية مع أبنائها.
في أواخر يناير 2015، بايع السعوديون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، إذ توافدوا لمبايعته في قصر الحكم بالعاصمة الرياض، ليشهدوا عصراً جديداً يسير وفق منهجية واضحة منذ أن تأسست البلاد على يديّ الملك المؤسس.
وبعد مضي شهرين من توليه دفة الحكم، قرر ملك الحزم أن يبتر يد الانقلابيين على الحكومة الشرعية في جمهورية اليمن، معلناً عن انطلاق عاصفة الحزم وعودة الأمل كي يستعيد اليمنيون استقرارهم في بيوتهم آمنين من تدخلات يقف وراءها نظام الملالي في طهران، ما دفع السعوديون إلى التعبير عن محبتهم بتسمية ملكهم بـ«ملك الحزم».
وفي مستهل عهده، قرر ملك الحزم أن يحدث تغييرات كبرى تنبع من رؤيته الثاقبة لضمان سير المملكة على النهج الذي تأسست عليه، معلناً عن تغييرات كبرى في القيادات، مسمياً وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، إضافة إلى تغييرات وزارية مهمة، إيماناً بأن الشباب هم مشاعل المستقبل، والذائدون عن الوطن، ليقرّ بعد ذلك رؤية 2030 التي قدمها ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير الشاب محمد بن سلمان، كخريطة طريق إلى التوقف عن «إدمان النفط». وليس خافياً على أحد حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز، بصالح الأمة الإسلامية، وسعيه الدائم والدؤوب لجمع كلمة العرب والمسلمين في الظروف الصعبة، إضافة إلى دعمه القوي للقضية الفلسطينية عبر عقود، إذ رأس خلالها حملات تبرع ولجان مساعدة للشعب الفلسطيني، كما أنه أنشأ مركزاً يحمل اسمه للإغاثة والأعمال الإنسانية، لنصرة المنكوبين والمحتاجين في العالم، ما دفع جائزة الملك فيصل العالمية إلى التشرف بقبوله الجائزة في فرع خدمة الإسلام للعام 2017.
عند أواخر ديسمبر 1935، لم يدر في خلد العاصمة الرياض، أنها احتضنت مولد عرَّاب تحولاتها الدراماتيكية الملك السابع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إذ شهدت بعد 19 عاما نهضة عمرانية وحضارية وفكرية؛ وبدت منارة بارزة في قلب الصحراء العربية.
ومن بين طلاب مدارس الأمراء التي تتوسط المدينة الهادئة آنذاك، توقدت جذوة المعرفة لدى (الابن الـ25 للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)، حتى أنه ختم القرآن الكريم وهو ابن العاشرة، واكتسب العلوم الحديثة الأخرى.
وبدا الحراك الثقافي والسياسي في مجلس والده (باني الدولة الحديثة وموحد المملكة) منبعاً حصيفاً لاكتساب مهارة السياسة والاستماع وحكمة الشيوخ، إذ يقول في لقائه بالمثقفين أخيراً «رحم الله من أهدى إليّ عيوبي، فليكتب في الإعلام من يكتب، التليفون مفتوح، والأذن مفتوحة، والمجالس مفتوحة»؛ ليخرج سلمان الشاب من مجالس اعتركت السياسة والثقافة، مستشاراً سياسياً لملوك بلاد مترامية الأطراف، ومرجعاً للباحثين في تاريخ الجزيرة العربية وعلم الأنساب، حتى أن قاربت مكتبته المعرفية الخاصة الـ27 ألف عنوان، جاءت في 120 ألف مجلد، ولم تغفل زيارته الأخيرة إلى جمهورية الصين الشعبية، تدشين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بجامعة بكين، مؤكداً في كلمته أن «العلم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها».
ونظيراً لجهوده العلمية والمعرفية تهافتت جامعات عريقة إلى منحه الدكتوراه الفخرية، ومنها: الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، جامعة أم القرى بمكة المكرمة، الجامعة الملية الإسلامية في دلهي، جامعة واسيدا اليابانية، الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا، جامعة مالايا الماليزية، جامعة بكين.
آمن حاكم العاصمة حينها، بالعمران النفسي والروحي قبل العمران المادي، إذ يقول في محاضرة «ذاكرة الرياض والعمران» إن «العمران الداخلي والروحي هو الذي يعطينا الأمل والفرصة حتى نعمر أرض الله»؛ ليصف الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز حاكم الرياض حينها بـ«خير من حكم وعمل وجاهد في مدينة الرياض، كان قوياً بحكمة، حازماً برحمة، كان وفياً لخدمة دينه وولي أمره وما ولي عليه من شعب، فلذلك لا يستغرب عليه الأعمال التي يقوم بها، وقام بها فعلاً».
ولنجاحات ملك الحزم الإدارية، تولى وزارة الدفاع والطيران بقرار ملكي من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في منتصف نوفمبر 2011، ثم تسميته ولياً للعهد نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في الــ18 من يونيو 2012، إبان وفاة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، فتشهد أحد أهم الوزارات في عهده إلى استكمال التطوير والتحديث ووضع إستراتيجيات واضحة لبناء جيش دفاعي قوي يمكنه أن يردع كل من تسول له نفسه أن يمس أمن المملكة في فترة عصيبة أشعلت الفوضى والصراع في دول المنطقة، ما عزز هيبة المملكة ورسوخها في العمق العربي والإسلامي، وأثبت تلاحم القيادة السعودية مع أبنائها.
في أواخر يناير 2015، بايع السعوديون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، إذ توافدوا لمبايعته في قصر الحكم بالعاصمة الرياض، ليشهدوا عصراً جديداً يسير وفق منهجية واضحة منذ أن تأسست البلاد على يديّ الملك المؤسس.
وبعد مضي شهرين من توليه دفة الحكم، قرر ملك الحزم أن يبتر يد الانقلابيين على الحكومة الشرعية في جمهورية اليمن، معلناً عن انطلاق عاصفة الحزم وعودة الأمل كي يستعيد اليمنيون استقرارهم في بيوتهم آمنين من تدخلات يقف وراءها نظام الملالي في طهران، ما دفع السعوديون إلى التعبير عن محبتهم بتسمية ملكهم بـ«ملك الحزم».
وفي مستهل عهده، قرر ملك الحزم أن يحدث تغييرات كبرى تنبع من رؤيته الثاقبة لضمان سير المملكة على النهج الذي تأسست عليه، معلناً عن تغييرات كبرى في القيادات، مسمياً وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، إضافة إلى تغييرات وزارية مهمة، إيماناً بأن الشباب هم مشاعل المستقبل، والذائدون عن الوطن، ليقرّ بعد ذلك رؤية 2030 التي قدمها ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير الشاب محمد بن سلمان، كخريطة طريق إلى التوقف عن «إدمان النفط». وليس خافياً على أحد حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز، بصالح الأمة الإسلامية، وسعيه الدائم والدؤوب لجمع كلمة العرب والمسلمين في الظروف الصعبة، إضافة إلى دعمه القوي للقضية الفلسطينية عبر عقود، إذ رأس خلالها حملات تبرع ولجان مساعدة للشعب الفلسطيني، كما أنه أنشأ مركزاً يحمل اسمه للإغاثة والأعمال الإنسانية، لنصرة المنكوبين والمحتاجين في العالم، ما دفع جائزة الملك فيصل العالمية إلى التشرف بقبوله الجائزة في فرع خدمة الإسلام للعام 2017.