ثقافة وفن

السيد: اختلافات المسلمين الأوائل.. سياسية محضة

الفائز بجائزة الملك فيصل نفى وجود دولة دينية في الإسلام

د. رضوان السيد متحدثاً في مركز الملك فيصل في الرياض أخيراً.

«عكاظ» (الرياض)

okaz_culture@

شدد المفكر اللبناني الدكتور رضوان السيد -الفائز بجائزة الملك فيصل في دورتها الحالية- فرع الدراسات الإسلامية، على مراجعة التراث والنصوص السياسية في المراجع والكتب السياسية، مؤكداً عدم وجود دولة دينية في الإسلام، وإنما «لدينا دين وعبادات، وليس دولة دينية. وليس هناك نظام حكم أو نظام سياسي واحد يمثّل الدين الإسلامي، لكنها أفكار واجتهادات فكرية وسياسية، والرسول صلى الله عليه وسلم أقام الدين والدولة في المدينة المنورة، والاختلافات بين الخلفاء والمسلمين الأوائل كلها كانت سياسية وليست دينية». جاء ذلك في محاضرة عن (الأعمال في التفكير السياسي الإسلامي ومسألة المرجعية العلمية)، التي نظّمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتعاون مع الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية يوم الاثنين 6 رجب 1438هـ/‏‏ 3 أبريل 2017، في قاعة المحاضرات بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض، وحضرها عدد كبير من المتخصّصين في الشؤون السياسية والخبراء والأكاديميين وسفراء الدول الأجنبية والشخصيات العامة. وأكّد السيد في محاضرته أن المسلمين الأوائل كان لديهم تفكير في الدولة، وهو فكر سياسي وليس دينياً، وأن مفهوم الجماعة ألقى بظلاله السياسية والدينية والاعتقادية والاجتماعية، ومن مظاهر ذلك الإجماع، وهو مسألة سياسية محضة، ثم أصبح لها قوة الحكم الديني. وأضاف السيد: هناك عقبات في التفكير السياسي الإسلامي القائم بالأساس على القيمية، منها أن الدولة الدينية أصبحت مُعتقداً عند كثير من المسلمين في الوقت الحالي، بينما الدولة مهمتها الأساسية تسيير أمور الناس، وليس تطبيق الدين. وأشار السيد إلى أن التفكير السياسي بالدولة تمّ التوسّع فيه، وأن الثورات القَبَلية كانت حاضرةً في التاريخ الإسلامي حتى العصر العباسي، وأن الأمويين عدّوا كلّ من يخرج عليهم خارجاً عن الجماعة، مع أنه كان هناك خروج وتمرّد لأسباب قبلية أو اقتصادية أو اجتماعية. وأوضح السيد أنه صنّف اتجاهات الفكر السياسي الإسلامي في خمس مدارس، هي: مدرسة نصائح الملوك ومرايا الأمراء التي يرى فيها بعض المحلّلين تبريراً للاستبداد، ومدرسة الفقهاء، ومدرسة الفلاسفة، ومدرسة كتاب السِّيَر، ومدرسة المتكلّمين وعلماء الكلام، مشيراً إلى أن فكرته الأولى كانت من خلال اكتشاف التفكير السياسي الإسلامي والمفاهيم والأعمال التي تناولت مفهوم الدولة في القرون الأولى، وجاءت فكرته الثانية من خلال التوسّع في البحث والاستقصاء عن المصادر التي تحدثت عن التفكير السياسي في الدولة، ووجد مئات المخطوطات التي تناولت ذلك عبر العصور.