تعليمُنا والغِشُّ «المُدَجّنُ»
السبت / 11 / رجب / 1438 هـ السبت 08 أبريل 2017 01:13
محمد السوادي
يقال: «التعليم هو المقياس الحقيقي للأمم، فإذا أردتَ أن تعرف مستوى أمّة فانظرْ إلى تعليمها»..!
الغيورون في بعض البلدان ممن يعرفون إن التعليم لديهم ليس على ما يرام يتمنون ألاّ يُنظرَ إليهم من خلال هذا المقياس، ونحن منهم، أو أنا على الأقل. تعليمنا ونحن في مركبة الرؤية المتجهة بنا إلى مراكز المقدمة بين الدول المتحضرة ليس في مستوى الطموح، ولا ينبغي أن تخدعنا الشعارات التي يحاول بها البعض التغطية على الواقع الحقيقي للتعليم في وطننا، فنظرة بسيطة على أغلب مدارسنا تجيب مَن يسأل عن الفرق بين البيئتين الجاذبة والطاردة..
• البيئة المدرسية التي دخلناها طلابًا قبل أكثر من ثلث قرن، هي نفسها التي ندخلها معلمين. نسمع عن ميزانيات التطوير لكننا لا نرى لها أثرًا يذكر، ويكفي دليلاً على سوء حال البيئة فرحة أبنائنا بأخبار العواصف الرملية من أجل أن يكسبوا يومًا دراسيًا «معلقًا» حتى وإن امتلأت «خياشيمهم» بذرات الغبار..
• تغيرت بعض المناهج لكن للأسف لم تتغير إلى الأفضل، بل جاءت فيها المعلومات «عائمة»، هدفها إكساب الطالب كل شيء، ونتيجتها لا شيء..
• «التقويم المستمر» أضر بطلابنا كثيرًا، حتى وصلوا إلى أعتاب الجامعة وهم لا يحسنون القراءة والكتابة، وإن كان التقويم المستمر ليس سيئًا في ذاته، لكنه طُبِّق في البيئة الخطأ، فحُجرة تكتظُّ بأكثر من أربعين طالبًا من الصعب جدًّا أن ينجح فيها التقويم..
• دخلت «السعادةُ» المنظومة التعليمية وكأنها تريد «التمويه» على شيءٍ ما، فـمثلاً: «سعادة» القائد يُكرِّم طلابه، وسعادة المشرف زارنا، وسعادة مدير المكتب اجتمع بنا، وسعادة المدير العام وجَهنا، كلهم تناقلوا السعادة وتقاسموها، وتركوا للمعلم وطلابه حدهم «الكآبة»..
ما الحل، إذًا؟
لا حل -من وجهة نظري- إلاّ أن تتجه «لجان التطوير» في الوزارة بمكانتها وجلالة قدرها إلى المدارس، وتبعث «منتدبيها» الذين يجب أن تتغير خطوط سيرهم الكلاسيكية المعتادة..
لا نريد «منتدبين» تستقبلهم إدارات التعليم في المطارات، فتقيم لهم الاحتفالات الفندقية الخطابية المشتملة على كلمات الترحيب والتبجيل، ثم في اليوم التالي تنطلق بهم إلى المدارس النموذجية الجاهزة، لا..
بل نريد أن ينطلقوا من الوزارة وفي جيوبهم أوراقًا تحمل أسماء مدارس عشوائية من جنوب المنطقة إلى شمالها، من شرقها إلى غربها، وبعد أن يستكشف «المطور المنتدب» المدارس ووضعها الحقيقي يتجه إلى إدارة تعليم المنطقة بما في حقيبته من ملاحظات، ويطلب ملفات المدارس التي زارها كي يقارن ما معه بما عندهم من تقارير عنها، وعندها ربما يكتشف مراحل نمو «الغش» الذي يخرج «هزيلاً» من المدارس إلى مكاتب الإشراف، ثم إلى إدارات التعليم ولا يصل الوزارة إلا وهو في حالة «تدجينٍ» كاملة، فمن هنا، ومن هنا فقط يبداُ «المنتدب» أولى خطوات التطوير الصحيح إن أراد.
jarood123@hotmail.com
الغيورون في بعض البلدان ممن يعرفون إن التعليم لديهم ليس على ما يرام يتمنون ألاّ يُنظرَ إليهم من خلال هذا المقياس، ونحن منهم، أو أنا على الأقل. تعليمنا ونحن في مركبة الرؤية المتجهة بنا إلى مراكز المقدمة بين الدول المتحضرة ليس في مستوى الطموح، ولا ينبغي أن تخدعنا الشعارات التي يحاول بها البعض التغطية على الواقع الحقيقي للتعليم في وطننا، فنظرة بسيطة على أغلب مدارسنا تجيب مَن يسأل عن الفرق بين البيئتين الجاذبة والطاردة..
• البيئة المدرسية التي دخلناها طلابًا قبل أكثر من ثلث قرن، هي نفسها التي ندخلها معلمين. نسمع عن ميزانيات التطوير لكننا لا نرى لها أثرًا يذكر، ويكفي دليلاً على سوء حال البيئة فرحة أبنائنا بأخبار العواصف الرملية من أجل أن يكسبوا يومًا دراسيًا «معلقًا» حتى وإن امتلأت «خياشيمهم» بذرات الغبار..
• تغيرت بعض المناهج لكن للأسف لم تتغير إلى الأفضل، بل جاءت فيها المعلومات «عائمة»، هدفها إكساب الطالب كل شيء، ونتيجتها لا شيء..
• «التقويم المستمر» أضر بطلابنا كثيرًا، حتى وصلوا إلى أعتاب الجامعة وهم لا يحسنون القراءة والكتابة، وإن كان التقويم المستمر ليس سيئًا في ذاته، لكنه طُبِّق في البيئة الخطأ، فحُجرة تكتظُّ بأكثر من أربعين طالبًا من الصعب جدًّا أن ينجح فيها التقويم..
• دخلت «السعادةُ» المنظومة التعليمية وكأنها تريد «التمويه» على شيءٍ ما، فـمثلاً: «سعادة» القائد يُكرِّم طلابه، وسعادة المشرف زارنا، وسعادة مدير المكتب اجتمع بنا، وسعادة المدير العام وجَهنا، كلهم تناقلوا السعادة وتقاسموها، وتركوا للمعلم وطلابه حدهم «الكآبة»..
ما الحل، إذًا؟
لا حل -من وجهة نظري- إلاّ أن تتجه «لجان التطوير» في الوزارة بمكانتها وجلالة قدرها إلى المدارس، وتبعث «منتدبيها» الذين يجب أن تتغير خطوط سيرهم الكلاسيكية المعتادة..
لا نريد «منتدبين» تستقبلهم إدارات التعليم في المطارات، فتقيم لهم الاحتفالات الفندقية الخطابية المشتملة على كلمات الترحيب والتبجيل، ثم في اليوم التالي تنطلق بهم إلى المدارس النموذجية الجاهزة، لا..
بل نريد أن ينطلقوا من الوزارة وفي جيوبهم أوراقًا تحمل أسماء مدارس عشوائية من جنوب المنطقة إلى شمالها، من شرقها إلى غربها، وبعد أن يستكشف «المطور المنتدب» المدارس ووضعها الحقيقي يتجه إلى إدارة تعليم المنطقة بما في حقيبته من ملاحظات، ويطلب ملفات المدارس التي زارها كي يقارن ما معه بما عندهم من تقارير عنها، وعندها ربما يكتشف مراحل نمو «الغش» الذي يخرج «هزيلاً» من المدارس إلى مكاتب الإشراف، ثم إلى إدارات التعليم ولا يصل الوزارة إلا وهو في حالة «تدجينٍ» كاملة، فمن هنا، ومن هنا فقط يبداُ «المنتدب» أولى خطوات التطوير الصحيح إن أراد.
jarood123@hotmail.com