ضربة أمريكا على خد من؟
الاثنين / 13 / رجب / 1438 هـ الاثنين 10 أبريل 2017 01:40
عبدالرحمن الطريري
شنت الولايات المتحدة الأمريكية هجوما صاروخيا فجر الجمعة السابع من أبريل الجاري، استهدف مطار «الشعيرات» العسكري الجوي قرب مدينة حمص السورية، كرد على حادث «خان شيخون» الذي وقع قبل ثلاثة أيام، وأسفر بحسب منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية والمرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال، في قصف بغاز السارين السام.
الضربة الأمريكية تبدو رسالة أيضا لروسيا، التي تمارس منذ بداية الأزمة السورية تعطيلا لقرارات مجلس الأمن ضد النظام السوري، عبر استخدام حق النقض «الفيتو»، الذي لمحت أنها ستستخدمه إذا ما قررت دول غربية طرح قرار يدين النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، كما أن أمريكا تنظر أيضا إلى دور روسيا الالتوائي للحلول السياسية في جولات المفاوضات في جنيف.
إن استخدام طائرات بشار الأسد للأسلحة الكيميائية في «خان شيخون» يشير إلى أن نظام الأسد لم يتخلص من مخزونه الكيماوي، مما يعني أن الروس خدعوا أوباما بعد مجزرة الغوطتين في 2013، حين وعدوا بأن يسلم نظام الأسد كامل مخزونه من السلاح الكيماوي، على أن يجنب ذلك النظام من ضربة أمريكية.
وهنا يأتي حرص ترمب للقيام بضربة للقاعدة التي خرجت منها الطائرات التي قصفت «خان شيخون»، ليشير إلى أنه ليس بضعف أوباما الذي كسر الخط الأحمر الذي وضعه بنفسه في حال استخدم الأسد سلاحا كيميائيا، كما أن الشبهات التي ما فتئت تلاحق عناصر من إدارة ترمب، تجعل من المفيد للإدارة الأمريكية الحالية القيام بضربة لنظام الأسد حليف روسيا.
الضربة هي ضمنيا ضربة لنظام إيران، الذي تعتبره الإدارة الأمريكية عدوا ومصدرا رئيسيا للإرهاب، والسبب الرئيسي لبقاء ما تبقى من نظام الأسد، عبر الميليشيات التي صدرها لسوريا وعلى رأسها حزب الله، وقد لا تكون الضربة في إطار توجيهها لإيران تختص بالنطاق السوري فقط، بل تتعدى ذلك إلى مواقع تمدد إيران سواء في العراق أو اليمن، أو في شكها بمدى جدية الولايات المتحدة في الرد على أي تحرش بقطع بحرية كالذي حدث عبر صواريخ انطلقت من مناطق تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، أو في الخليج العربي.
كما يبدو أن الخد الأخير الذي وجهت له الضربة، كان لكوريا الشمالية التي أيضا استمرأت التجارب الصاروخية في فترة أوباما، وظنت أن الردع الأمريكي لن يأتي أبدا، أما اللافت حقيقة تصريح الصين بتفهمها للضربة الأمريكية، وهو لافت على مستوى ظهور التصريح الصيني بعيدا عن تصريحات روسيا كالمعتاد، كما أن الإدارة الأمريكية أصدرت قبل ذلك بأيام تصريحا يفيد بدعوتها الصين للجم كوريا الشمالية وإلا ستضطر للقيام بذلك.
عسكريا تم اختيار هدف الضربة بعناية بالغة، نظرا إلى الأهمية الإستراتيجية للمطار، التي تتجلى في أنه يمثل قاعدة مشتركة بين روسيا وإيران والنظام السوري، مما يؤكد أن الضربة ليست لبشار وحده، وتشكل القاعدة ربع قدرات السلاح الجوي السوري، ويضم أهم المعسكرات في المنطقة الوسطى، التي تحتوي على 3 أسراب مكونة من الطائرات الحربية «ميج» و«سوخوي». ويتكون المطار من مدرجين طول كل منهما 3 كم، ومزود بدفاعات صواريخ «سام 6» التي تم تدميرها.
أما اختيار التوقيت فجرا فيعني أن الهدف يقصد منه تدمير أكبر مستوى من البنية العسكرية في المطار في مقابل تقليل الخسائر البشرية، وهو ما دفع الولايات المتحدة لإبلاغ روسيا عبر الخط الساخن قبل الضربة بأربع ساعات، الضربة تجنبت استهداف أي عناصر روسية أو أي اشتباك جوي، لذا لم تُستخدم فيها الطائرات، الضربة لا تعني الانخراط عسكريا في سورية بشكل كامل، بل هي رسائل لعدة أطراف لدفع الحل السياسي، وللتأكيد أن الإدارة الأمريكية الحالية أكثر جدية في الخيارات الأخرى.
الضربة الأمريكية تبدو رسالة أيضا لروسيا، التي تمارس منذ بداية الأزمة السورية تعطيلا لقرارات مجلس الأمن ضد النظام السوري، عبر استخدام حق النقض «الفيتو»، الذي لمحت أنها ستستخدمه إذا ما قررت دول غربية طرح قرار يدين النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية، كما أن أمريكا تنظر أيضا إلى دور روسيا الالتوائي للحلول السياسية في جولات المفاوضات في جنيف.
إن استخدام طائرات بشار الأسد للأسلحة الكيميائية في «خان شيخون» يشير إلى أن نظام الأسد لم يتخلص من مخزونه الكيماوي، مما يعني أن الروس خدعوا أوباما بعد مجزرة الغوطتين في 2013، حين وعدوا بأن يسلم نظام الأسد كامل مخزونه من السلاح الكيماوي، على أن يجنب ذلك النظام من ضربة أمريكية.
وهنا يأتي حرص ترمب للقيام بضربة للقاعدة التي خرجت منها الطائرات التي قصفت «خان شيخون»، ليشير إلى أنه ليس بضعف أوباما الذي كسر الخط الأحمر الذي وضعه بنفسه في حال استخدم الأسد سلاحا كيميائيا، كما أن الشبهات التي ما فتئت تلاحق عناصر من إدارة ترمب، تجعل من المفيد للإدارة الأمريكية الحالية القيام بضربة لنظام الأسد حليف روسيا.
الضربة هي ضمنيا ضربة لنظام إيران، الذي تعتبره الإدارة الأمريكية عدوا ومصدرا رئيسيا للإرهاب، والسبب الرئيسي لبقاء ما تبقى من نظام الأسد، عبر الميليشيات التي صدرها لسوريا وعلى رأسها حزب الله، وقد لا تكون الضربة في إطار توجيهها لإيران تختص بالنطاق السوري فقط، بل تتعدى ذلك إلى مواقع تمدد إيران سواء في العراق أو اليمن، أو في شكها بمدى جدية الولايات المتحدة في الرد على أي تحرش بقطع بحرية كالذي حدث عبر صواريخ انطلقت من مناطق تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، أو في الخليج العربي.
كما يبدو أن الخد الأخير الذي وجهت له الضربة، كان لكوريا الشمالية التي أيضا استمرأت التجارب الصاروخية في فترة أوباما، وظنت أن الردع الأمريكي لن يأتي أبدا، أما اللافت حقيقة تصريح الصين بتفهمها للضربة الأمريكية، وهو لافت على مستوى ظهور التصريح الصيني بعيدا عن تصريحات روسيا كالمعتاد، كما أن الإدارة الأمريكية أصدرت قبل ذلك بأيام تصريحا يفيد بدعوتها الصين للجم كوريا الشمالية وإلا ستضطر للقيام بذلك.
عسكريا تم اختيار هدف الضربة بعناية بالغة، نظرا إلى الأهمية الإستراتيجية للمطار، التي تتجلى في أنه يمثل قاعدة مشتركة بين روسيا وإيران والنظام السوري، مما يؤكد أن الضربة ليست لبشار وحده، وتشكل القاعدة ربع قدرات السلاح الجوي السوري، ويضم أهم المعسكرات في المنطقة الوسطى، التي تحتوي على 3 أسراب مكونة من الطائرات الحربية «ميج» و«سوخوي». ويتكون المطار من مدرجين طول كل منهما 3 كم، ومزود بدفاعات صواريخ «سام 6» التي تم تدميرها.
أما اختيار التوقيت فجرا فيعني أن الهدف يقصد منه تدمير أكبر مستوى من البنية العسكرية في المطار في مقابل تقليل الخسائر البشرية، وهو ما دفع الولايات المتحدة لإبلاغ روسيا عبر الخط الساخن قبل الضربة بأربع ساعات، الضربة تجنبت استهداف أي عناصر روسية أو أي اشتباك جوي، لذا لم تُستخدم فيها الطائرات، الضربة لا تعني الانخراط عسكريا في سورية بشكل كامل، بل هي رسائل لعدة أطراف لدفع الحل السياسي، وللتأكيد أن الإدارة الأمريكية الحالية أكثر جدية في الخيارات الأخرى.