محطة أخيرة

بصيرة الفن.. شجن رفيع في ذاكرة الطرب

بصيرة الفن.. شجن رفيع في ذاكرة الطرب

عمار الشريعي

خالد الجارالله (جدة)

kjarallah@

للفن بصيرة تجتث ظلام الرتابة، وضياء يفتض عتامة اليأس، وله أيضاً عمالقة شنفوا الآذان برحيق أصواتهم العذبة، وتغنوا بجمال الحياة وشجن عشاقها والحالمين فيها، دون أن يروا منها إلا جميلا مسموعا وخيالا مطبوعا، قرعوا قلوب الجماهير ودخلوها بسلاسة إبداعهم وألق فنهم.يذكر الغناء السعودي ابتسام لطفي، الاسم الذي انتقاه صوت الأرض طلال مداح إيماناً بعظمته، حتى لم يجد تقديرا يوازيه سوى اسم رفيق دربه وشريك مسيرته لطفي زيني، فأطلقه عليها لتكون ابتسامة مطبوعة في ذاكرة الفن الخليجي.ولدت ابتسام لطفي كفيفة البصر، واشتهرت بالغناء في الأفراح في مدينة جدة، وكان لها صوت شبيه بصوت أسمهان، اشتهرت في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات، واعتزلت أواخر الثمانينات بسبب وفاة والدتها، قبل أن تعود في نوفمبر 2013.

ويذكر الفن السعودي أيضاً حيدر فكري، الكفيف الذي أصبح أحد مطربي الجيل القديم، ورافق الراحل طلال مداح وفوزي محسون ومحمد عبده وغازي علي، له مشوار فني ممتد لأكثر من 40 عاما، وقدم العديد من الأعمال المميزة التي عرف بها في السعودية والخليج، من بينها أغنية «ودعتني وتقول» من ألحان الراحل طلال مداح، الذي تعلق به حيدر كثيراً، وربطته معه صداقة متينة منذ دخوله الوسط الفني، درس الموسيقى عن طريق «البرايل» كونه فاقد البصر، وتوفي عام 2006.

عربياً يقفز اسم الراحل سيد مكاوي إلى الذاكرة، وأغانيه الشهيرة وذائعة الصيت، أبرزها «يا مسهرني»، «أنا هنا يا ابن الحلال»، «أوقاتي بتحلو»، «الورد جميل»، «حلوين من يومنا والله»، و«رباعيات صلاح جاهين»، و«الليلة الكبيرة». لحّن لعمالقة الطرب والغناء وعلى رأسهم كوكب الشرق «أم كلثوم».

ويعد الموسيقار عمار الشريعي أحد أعمدة الموسيقى في مصر، ورغم كونه كفيفا إلا أن تلك الإعاقة لم تمنعه من ممارسة هوايته التي أحبها، ومن أشهر أعماله: «البريء»، «حب في الزنزانة»، «كتيبة الإعدام»، «حليم»، «الواد سيد الشغال»، «الأيام»، «بابا عبده»، «دموع في عيون وقحة»، «الشهد والدموع»، «حديث الصباح والمساء»، «رأفت الهجان».. وغيرها.