ثقافة وفن

محمد عيضة لـ «عكاظ»: «العرضة الجنوبية» دخيلة على الشعر

قال إن تجربته في «شاعر المليون» فاشلة

محمد عيضة

سعيد آل منصور(جدة)

saeedalmansor@

قال الشاعر محمد عيضة إن العرضة الجنوبية مارست العقوق بحق شعر النظم، لافتا إلى أن تفوقها في السنوات الماضية لا يمنحها حق الأهمية أو أنها اللون الأول في الجنوب، بل يظل شعر النظم هو نص العرب، وهناك من لا يعلم أنه موجود في الجنوب قبل طغيان العرضة ويمارس بطريقة فنية ورمزية عالية. وأكد عيضة في حوار مع «عكاظ» على أحقية الشاعرة الخليجية بطرح نفسها في ميدان المنافسة مع الرجل في مجال كتابة القصيدة، إذ يرى أن الموهبة هي الفيصل وليس للذكورة أو الأنوثة أي حسابات في العملية الإبداعية.. وإلى نص الحوار:

• اختفى محمد عيضة في الآونة الأخيرة عن منابر الشعر الرسمية.. ما السر وراء ذلك؟

•• القنوات الرسمية كانت الصحافة التي أتاحت لي فرصة الحضور في البدايات عبر صفحات مهمة؛ بداية بتضاريس أو الذاكرة الشعبية وكذلك صفحة نوارس، كانت مرحلة قصيرة انتقلت بعدها قيادة الإعلام الشعبي إلى المنتديات الأدبية التي انطفأت سريعا مع ظهور البرامج والقنوات المهتمة بالشعر والتي همشت جيلا كاملا، احترق في منتديات العالم الافتراضي ولم يجد له موطئ قدم في كل هذا الفضاء.

• في قصائدك نقد مبطن وسخرية لاذعة، ما سبب تذمرك الدائم في القصيدة الذي يناقض شخصيتك المرحة والمتفائلة؟

•• عدم الرضا عن الحياة يجعل السخرية من أوجاعنا هي الحل الوحيد كمن يضحك من شر البلية تماما، ويبدو لي أن الشاعر متطرف في رؤيته للحياة وبالطبع أكثر تذمرا من غيره.

• ماذا كسبت من الشعر، وماذا خسرت؟

•• كسبت من الشعر أنني تلمّست طريق الروح بالكتابة وأتوق لكتابة شيء مختلف في المستقبل يعبر عن وجودي في هذه الحياة، وفِي الواقع لم أخسر من الشعر شيئا ذا قيمة.

• حصلت على إحدى جوائز مسابقة «السامر» الشعرية في وقت مبكر، ولكنك لم تستطع الوصول إلى مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، ما تعليقك؟ وكيف تنظر للمسابقات الشعرية؟

•• صحيح، كانت جائزة مسابقة السامر مهمة، وفي بدايات البدايات الحالمة، وتبقى ذكرى عزيزة ومهمة في مسيرتي، بالنسبة لتجربتي في شاعر المليون فهي فاشلة بكل المقاييس.

وبخصوص المسابقات الشعرية فهي باب رزق فقط للشعراء لا تصنع القيمة ولا تصنع الإبداع وليس هذا دورها، لكنها تصنع الشاعر وتوصل صوته وصورته في الشعر وخارجه.

• هل ترى أن الشعر الحقيقي مصنوع أم مطبوع، وأين تضع نفسك بين هذين المسارين؟

•• الشعر الحقيقي ينساب مثل الغناء من روح الشاعر وتنقحه الذائقة وتتدخل فيه الصنعة، بعد ذلك هو طبع في الأساس ولا بأس إن تدخلت فيه الصنعة بعد ذلك، وأنا لا أصنف نفسي لأي فريق فهذا حق القارئ فقط.

• الجدل حول قصيدة الأنثى لا ينتهي.. كيف ينظر محمد عيضة إلى تجربة المرأة الخليجية في الشعر؟

•• لست ممن يرى أن الرجل لديه قدرات خاصة في الشعر تميزه عن الأنثى، الجمال والإبداع نسبي من موهبة لموهبة، وليس للذكورة والأنوثة دور في القدرة الإبداعية، وإن كان لها دور في تفاصيل أخرى، والخليج مليء بالأسماء المدهشة سابقا وحاليا.

• أنت من بيئة تشكلت ذائقة شعرائها على أنغام العرضة الجنوبية، لكنك مارست العقوق لهذا اللون الجميل وانحزت للنظم.. كيف تفسر ذلك؟

•• أبدا لم أمارس العقوق، هناك من لا يعلم أن شعر النظم موجود في الجنوب قبل طغيان العرضة ويمارس بطريقة فنية ورمزية عالية من الشعراء والشاعرات، كما أن تفوق العرضة في السنين الخوالي من الناحية الإعلامية لا يعني أنه كان المتفوق دائما، حيث لم تكن العرضة هي الفن الشعبي الأول عند الناس، فطبيعة الفنون تزاح وتزيح، ويبقى النص الموزون والمقفى هو نص العرب الأول، وأعتقد أن العرضة مارست العقوق في حق النظم وهو عقوق فني جميل وممتع في الحقيقة.

• كيف تنظر إلى ثورة التقنية وحال الشعر في فضاءات «التواصل الاجتماعي»، وكيف تتعامل مع تلك المنصات الإعلامية الجديدة؟

•• أنظر إليها كوسيلة خلّاقة ومتقدمة، والتعامل معها يحتاج فهما أعمق فهي تختلف عن الوسائل التقليدية، والنجاح في هذه الوسائل يحتاج للتسويق وللذكاء أكثر مما يحتاج للموهبة وللقيمة.