محطة أخيرة

«الشات».. متنفس بريء.. أم غرف لعلاقات مشبوهة!

مع رفض مخترع «الإنترنت» التجسس على مستخدميه

غرف الشات تشغل الزوجين.

حسام الشيخ (جدة)

hussamalshikh@

في وقت رفض فيه مخترع شبكة الإنترنت «تيم بيرنرز-لي» إعطاء السلطات مفتاحا لفك الرسائل المشفرة، معربا عن صدمته بمطالبة السلطات البريطانية الشركات المزودة لخدمات الإنترنت بالتجسس على المستخدمين، والاحتفاظ ببياناتهم لمدة ستة أشهر، ووصفه بالمروع، اعتبر عدد من مستخدمي الشبكة العنكبوتية «غرف الشات» متنفسا لتعارف الأصدقاء، وتبادل المشاعر البريئة، بعيدا عن ضغوطات الحياة، بينما اعتبرها آخرون ملتقى للعلاقات المشبوهة بين الشباب والفتيات.

ورغم تعهد «تيم» بمقاومة أي تحرك من الإدارة الأمريكية لإضعاف مبدأ حياد الإنترنت، بعدما صوت الكونغرس على إلغاء القوانين التي تمنع مزودي خدمة الإنترنت من بيع بيانات المستخدمين، ارتأى متخصصون أن غرف الشات تسببت في العديد من المشكلات الزوجية وغيرها، لدرجة وصول بعضها إلى ساحات القضاء.

وتشهد محكمة الأسرة في القاهرة عددا من القضايا بهذا الشأن، أهمها دعوى طلاق رفعتها الزوجة «ن.خ»، بعد أن أدلت لزوجها باعترافات خطيرة عن سر نفورها منه لوقوعها في حب صديق عبر الشات، قائلة: «مبقتش أحبك.. وعايزه أتطلق وأتجوزه»!، ما دفعها إلى هجرة بيت الزوجية، ومن ثم طلب الطلاق رسميا. ولم يستسلم الزوج «ع.س»، فأقام دعوى نشوز أمام المحكمة ذاتها، كشف فيها خيانة زوجته، بعدما جمعته بها قصة حب دامت 13 عاما قبل وبعد الزواج، أنجبا خلالها ابنة، وتقاسما معاً أعباء الحياة.

وجاء في دعواه: «بدأت زوجتي في الانعزال عني وعن ابنتنا منذ 10 أشهر، وأصبحت حبيسة غرفتها، لا تتحدث إلا عندما تشتكي أو تبادرني بانتقادات لاذعة، وأنهت ذلك بطلب الطلاق، متذرعة بعدم رغبتها في حياة زوجية مملة، بعد أن ضيعت عقلها غرف الشات والمحادثات مع الأصدقاء والمعارف، فنست أن لها منزلا وزوجا وابنة»، بينما جاء رد الزوجة بأنها تخشى ألا تقيم حدود الله، إذ لم يعد لديها رغبة في العيش مع هذا الزوج، ومستعدة للتنازل عن حقوقها كافة، فيما لا تزال القضية منظورة أمام القضاء.