ثقافة وفن

نعمل على تعديل سعر الصرف.. وأدخلنا إستراتيجيات لتطوير أداء الملحقية

الملحق الثقافي في بريطانيا عبدالعزيز المقوشي لـ«عكاظ»:

الملحق الثقافي د. عبدالعزيز المقوشي

حوار: حسن النجراني (لندن)

hnjrani @

أكد الملحق الثقافي في بريطانيا الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي أن الملحقية الثقافية بصدد العمل على ثلاث استراتيجيات لتتماشى مع رؤية المملكة 2030 نطلاقا من مسؤولياتها كمؤسسة سعودية معنية بالشأن الثقافي والأكاديمي والبحثي في الخارج.

كما أكد المقوشي أن توجيهات وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى واضحة وتقوم على ضرورة تهيئة سبل التفوق الأكاديمي للطلبة المبتعثين وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم ملمحا إلى أن تعديل سعر الصرف هو محل اهتمام معاليه الشخصي، وأن العمل في الملحقية جاري مع مسؤولي وزارة التعليم على هذا الملف وإيجاد الحلول المناسبة ومثله ملف التأمين الطبي، إضافة إلى ملف تحديث قائمة الجامعات الموصى بها كأحد أهم أهداف إستراتيجية الملحقية الثقافية الجديدة في شراكاتها الأكاديمية والبحثية مع الجامعات البريطانية.

جاء ذلك في ثنايا الحوار الصحفي معه الأول من نوعه منذ توليه منصبه ملحقا ثقافيا في بريطانيا.

• بداية، دكتور عبدالعزيز تسلمتم قيادة الملحقية الثقافية ومنذ اللحظة الأولى أعلنتم عن رغبتكم في تهيئة الجو الأكاديمي للطلبة المبتعثين.. ماذا أعددتم لهذا الملف؟

•• توجيهات وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى واضحة وتقوم على ضرورة تهيئة سبل التفوق الأكاديمي للطلبة المبتعثين وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم، وقد وضعت هذه الخطوط أمام ناظري للعمل عليها، ولذلك بدأت ومنذ لحظة وصولي للملحقية الثقافية في لندن على مراجعة الأنظمة التي تعمل عليها والعمل على تقييمها وتطويرها، ومن ذلك تطوير نظام الاتصالات والقضاء على بعض الإجراءات البيروقراطية وتسريع إنجاز معاملة الطلبة، وأدرك تماماً أن الاهتمام بالمعاملات الواردة من الطلبة هي أولوية وضرورية لكي يركزوا على دراستهم الأكاديمية ونحقق الرضا المأمول، كما التقيت بسفير المملكة في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز واستمعت لتوجيهاته الكريمة ولفت نظري قربه الشديد من أبنائه المبتعثين وأبهجتني مشاعر الأبوة التي تكسو محياه عند الحديث عن شؤون الطلاب والطالبات وإحساسه بمشاعر الغربة، وقد وجهني بالعمل على تيسير أمورهم والعمل على خدمتهم.

• تعمل الملحقية على شراكة استراتيجية مع الجامعات البريطانية، فما هي رؤيتكم؟

•• نحن في الملحقية الثقافية نعتبر أن الإستراتيجية هي الحل الجذري لكثير من المشكلات العالقة سواء كانت أكاديمية، أو مالية، أو حتى إدارية، لذلك بادرت الملحقية بتبني الفكر الإستراتيجي في علاقاتها الأكاديمية والبحثية مع الجامعات والمراكز البحثية البريطانية، وبدأت خطواتها الأولى في التنسيق مع عدد من الأساتذة السعوديين في الجامعات البريطانية من الفاعلين والذين نعتقد أنهم سيساهمون بشكل كبير في مساعدة الملحقية في صياغة رؤية عمل مشتركة لبرنامج شراكات إستراتيجية في المجالات الأكاديمية والبحثية تخدم الأطراف ذات العلاقة جهات الابتعاث في المملكة، والجامعات البريطانية، والطلبة المبتعثين في البرامج الأكاديمية أو برامج التدريب، وأنه ستتم الاستعانة بهذه النخبة السعودية لأن تكون نواة شبكة من المستشارين أصحاب القرار في الجامعات البريطانية لخدمة البرنامج، وكان التقائي برؤساء الجامعات البريطانية أول مهمة عمل رسمية للملحقية بعد مباشرتي العمل فيها، وناقشت معهم أوجه التعاون المشترك الهادف إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة.

• تعد الأندية الطلابية والجمعيات العلمية منابر ثقافية وأكاديمية.. كيف ستعمل الملحقية على الاستفادة منها، وما أبرز البرامج التي تنوون القيام بها؟

•• أندية الطلبة بمكوناتها الثقافية والعلمية والاجتماعية والتربوية شركاء في كل مرحلة من مراحل إستراتيجيات العمل، وسنعمل معاً نحن وأندية الطلبة السعوديين في بريطانيا وعدد من الطلبة المبتعثين الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي والعلمي والبحثي، وعندما نقول إنهم شركاؤنا في الملحقية الثقافية فنحن نعي أن ذلك يأتي من مسؤولياتنا ومسؤولياتهم كطلبة مبتعثين تجاه وطنهم وأنهم سفراء لحماية إرث وطنهم الثقافي والعلمي والتنموي المتشكل عبر التاريخ، لاسيما أن المملكة تتبوأ دورا قياديا في المجتمع الدولي في مختلف المجالات. إضافة إلى أنشطتها الخاصة بها. نحن وأندية الطلبة سنعمل معاً على التخطيط والتنفيذ لبرنامجين، أحدهما يستهدف شريحة الطلبة المبتعثين الجدد، اخترنا له عنوان «برنامج التهيئة للمبتعثين الجدد» والآخر يستهدف المبتعثين المستمرين واخترنا له عنوان «برنامج التوعية للتعايش في مقر البعثة»، كلا البرنامجين سيتم فيهما التنسيق مع الجامعات البريطانية، وسيشارك فيه كافة مؤسسات الدولة تحت مظلة سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة.

• أعلنتم أخيرا عن تطوير نظام الاتصال واستقبال اتصالات في خطوة لدعم الملحقية للطلبة المبتعثين وتذليل العقبات التي تواجههم، ألا ترون أيضا أن آلية الإشراف الدراسي ومتابعة طلبات المبتعثين تحتاج الى إعادة نظر؟

•• بكل تأكيد، بل وصدرت التوجيهات لفريق العمل في الملحقية لإعداد آلية تطبيق نظام الإشراف الفردي الشامل على المبتعث والمتضمن دمج عدد من الأقسام والمهمات ليتم بموجبه التعامل مع طلبات المبتعث والمرافقين له من قبل مشرف واحد تبدأ علاقة المبتعث به من لحظة فتح ملفه بالملحقية وحتى استكماله للدرجة العلمية التي ابتعث من أجلها، مع إعادة هيكلة للإشراف الدراسي، كما صدرت التوجيهات بعدم رفض طلبات المبتعثين بسبب نقص في المستندات بحيث يعاد الطلب غير المكتمل من قبل المشرف إلى الطالب لاستكمال المسوغات والمستندات اللازمة لدراسة الطلب ومن ثم إصدار القرار المناسب استنادا إلى الحالة.

تطوير نظام الاتصالات هو جزء من عملية تطوير آلية الإشراف الدراسي لخدمة المبتعث، ودعوني أؤكد أن البوابة الإلكترونية في منظومة سفير هي القناة الأكثر موثوقية في متابعة سير إجراءات طلبات المبتعثين بمختلف أشكالها الأكاديمية منها والمالية والقانونية، وهي القناة الأكثر حفاظا لحقوق المبتعثين في طلباتهم وتوثيق حالاتهم. إلا أن الملحقية وقناعة بضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة في التواصل مع المبتعثين طوال اليوم طورت نظام الاتصال لاستقبال الموظفين لاتصالات المبتعثين لضمان الكفاءة والجودة العالية إذ تم تحديد أوقات للاتصال ليستفيد الطالب إضافة إلى تمكن الموظف من إنجاز معاملات الآخرين.

• منذ وصولكم لإدارة الملحقية أوليتم سعر الصرف والتأمين الطبي عناية فائقة وأبلغتم الطلبة في ذلك، ما هي الخطط التي تعملون عليها؟

•• تعديل سعر الصرف سعر الصرف محل اهتمام وزير التعليم الشخصي ونعمل مع مسؤولي الوزارة على هذا الملف وإيجاد الحلول المناسبة، الوزير ونحن نعمل على دراسة هذا الملف وإيجاد الحلول المناسبة، أما فيما يتعلق بملف التأمين الطبي فهو يمثل هماً كبيرا بالنسبة للوزارة وعلى رأسها الوزير كما هو بالنسبة للمبتعثين، وضمن إطار البحث عن معالجات للوضع الحالي وتوجهات للمستقبل فقد اجتمعت مع رئيس اللجنة المعنية بموضوع التأمين في الوزارة وتم التباحث بكل ما يتعلق بالتأمين الحالي كما سنجتمع مع مسؤولي شركة التأمين للتباحث حول الفترة المتبقية من العقد الحالي بعد مراجعته، وسيتم العمل على تلافي كافة أوجه الخلل في مفاوضات العقد الجديد وسنبلغ المبتعثين أولا بأول بالمستجدات في الملفين.

• كما تعلمون يقام هذه الأيام معرض التعليم العالي في الرياض، فما هي مشاركة الملحقية في هذا الجانب وكثير تنظرون لهذا التجمع العلمي الكبير؟

•• تشارك الملحقية الثقافية في بريطانيا في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي بالرياض 12-15 أبريل 2017 على رأس وفد مكون من أكثر من ثلاثين جامعة بريطانية بحضور نخبة من خبراء وقيادات التعليم العالي في المملكة المتحدة، ستعمل الجامعات البريطانية على عرض الفرص الدراسية بها، إضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في المجالات الأكاديمية والبحثية مع الجامعات السعودية، نحن مستعدون في جناح الملحقية لتسهيل مهمات أصدقائنا المشاركين في المعرض من الجامعات البريطانية، والإجابة على استفسارات الزوار وشرح فرص التعليم والحياة في المملكة المتحدة.

• يحمل ملفكم الكثير من الرؤى والبرامج التي تتوافق مع رؤية 2030، فما هي نوعية هذه البرامج وما أبرزها؟

•• رؤية المملكة 2030 كما تعرفون هي إستراتيجية وطنية شاملة تشارك فيها جميع قطاعات الدولة الحكومية منها والخاصة ويشارك فيها أيضا المواطنون والمقيمون على أرض المملكة. إذن نحن أمام إستراتيجية كبيرة متشعبة الأطراف، لكن دعني هنا أركز مسؤوليتنا في الملحقية الثقافية تجاه دعم توجهات الدولة في هذه الإستراتيجية، فكما تعلمون أن الثقافة والتعليم حاضران في جميع مفاصل رؤية 2030، ويشكلان محورين رئيسيين في أهدافها المعلنة، لذلك فإن إستراتيجة الملحقية في الشراكات الثقافية والأكاديمية والبحثية، وبرنامج الحراك الفكري والثقافي السعودي في المملكة المتحدة، ومشروع الملحقية لترجمة الكتاب السعودي المميز إلى اللغة الإنجليزية، ثلاث إستراتيجيات تعمل عليها الملحقية الثقافية لتتماشى مع رؤية المملكة 2030 وروعي في التخطيط لها أن تساهم الملحقية بدورها انطلاقا من مسؤولياتها مؤسسة سعودية معنية بالشأن الثقافي والأكاديمي والبحثي في الخارج.

• قامت الملحقية قبل أشهر بتحديد الجامعات الموصى بها وأصبحت الخيارات أقل خصوصا لطلبة الدكتوراه، فهل هناك مراجعة دورية للجامعات الموصى بها؟

•• تحديث قائمة الجامعات البريطانية الموصى بها يشكل أهمية بالغة لدى الملحقية الثقافية نظرا لارتباطه اللصيق ببرامج الدراسات العاليا للمبتعثين السعوديين في بريطانيا، ولأنه يشكل حجر زاوية في علاقة الملحقية الثقافية بالجامعات البريطانية، بل ويعتبر أحد أهم أهداف إستراتيجية الملحقية الثقافية الجديدة في شراكاتها الأكاديمية والبحثية مع الجامعات البريطانية. بلا شك سيعطى هذا الموضوع أقصى درجات الأهمية للخروج بتوصيات علمية من منطلقات أكاديمية وبحثية بحته لإعادة النظر في قائمة الجامعات الموصى بها حاليا بالتنسيق مع الجهة المختصة في الوزارة.

• كلمة أخيرة..

•• أتمنى التوفيق والسداد لجهود فرق العمل في الملحقية لاستكمال ما بدأناه، كما أتمنى التوفيق لإخواننا وأبنائنا المبتعثين والمبتعثات متمنيا منهم التركيز في تحصيلهم العلمي وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة العربية السعودية مؤسسات وأفراد.