العمرة لـ «عكاظ»: 2017 انطلاقة لمرحلة سياحية جديدة
أكد قبل افتتاح «أبها عاصمة للسياحة العربية» أن «الهيئة» بعيدة عن «الشللية» والكفاءة هي المعيار
الاثنين / 20 / رجب / 1438 هـ الاثنين 17 أبريل 2017 02:16
علي فايع (أبها)
alma3e@
حملتُ إليه أسئلتي، وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعسير يستعد لانطلاق «أبها عاصمة للسياحة العربية»، معتقدا أن مدير الفرع لن يجيب على نصفها، لكنه خيّب هذا الاعتقاد، استقبلها بصدر رحب وأريحية، كان أثناء الحديث يأخذ طابع البوح تارة، وطابع الرؤى والتطلعات والحفاظ على شراكات الهيئة تارة أخرى، التي يرى أنها لا تتحقق ما لم تكن هناك أهداف واضحة وتوافقات، لم يقل كل شيء، لكنه قال أشياء مهمّة ستختبرها السنوات القادمة.
فإلى هذه المواجهة لـ«عكاظ» مع مدير عام الفرع المهندس محمد العَمْرَة:
• بداية حدثنا عن المؤهلات السياحية التي جعلت «أبها» عاصمة للسياحة العربية؟
•• هناك معايير عدة كانت خلف اختيار مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية 2017، من قبل لجنة الخبراء بمنظمة السياحة في جامعة الدول العربية: الطبيعة، المناخ، الأنماط السياحية، المكانة التاريخية، الموروث الثقافي والاجتماعي، البيئة الزراعية الفريدة، والمهرجانات الخاصة بها.
• ماذا قدمت الهيئة في منطقة عسير؟
•• إجابة السؤال تحتاج لسرد طويل جدا، فكما تعلم أن تأسيس الهيئة كان توصية في أحد ملتقيات عسير برئاسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله.
وعملت الهيئة بالتعاون مع الشركاء على وضع الخطة الإستراتيجية لتنمية السياحة على الصعيد الوطني، ومن ثم على مستوى المناطق، ومنها بكل تأكيد عسير بالتعاون مع الشركاء كافة، وبذلت جهودا كبيرة في شتى المجالات، بدءا بتوعية المجتمع بالتراث والحفاظ عليه، مع ضبط قطاع الإيواء وتشجيع المستثمرين على الإقبال على المشاركة في تنميته، فضلا عن أداء دور ريادي في المهرجانات والفعاليات، وغيرها من الجهود التي لا حصر لها، منها عشرات الدراسات والمبادرات، والمجال هنا لا يتسع فعلا لحجم هذا السؤال، ولدينا الكثير والكثير من الإنجازات وهي متاحة للجميع في أي وقت.
• هناك لوم وعتاب كبيران للسياحة في عسير على التقصير فيما يعتقده الناس أولويات سياحية في المنطقة.. هل ترى أن هناك وجاهة لهذا اللوم، أم أن الناس يحملونكم أكثر مما تحتملون؟
•• لا نستطيع إطلاق أحكام، لكن إجمالا السياحة ليست مسؤولية فرع الهيئة فحسب، بل هي مسؤوليات جميع الشركاء في المنطقة، ونحن نعمل بكل جد واجتهاد لإحداث تطوير لكل ما يتعلق بالسياحة في المنطقة، ومستبشرون بالمستقبل حينما نشاهد جملة المشاريع التي تخدم البنية التحتية، من فنادق ومولات ومنتجعات تحت الإنشاء.
والهيئة في الفترة الماضية برئاسة الأمير سلطان بن سلمان كانت تعمل جاهدة، ولا تزال، لتغيير مفهوم السياحة، لتصبح قناعة بأنها صناعة، ولها تأثير كبير على الاقتصاد، وتوظيف المواطنين والمواطنات.
• الناس يتحدثون عن ضعف البنى التحتية للسياحة في عسير، ويستشهدون على ذلك بعدم وجود فنادق مميزة ومقاه شبابية وأماكن ترفيه مختلفة، ويرون أن هذه البنى الضعيفة غير مهيأة لاستقبال حدث كبير.. هل هناك رؤى مستقبلية يمكن لهذا الحدث المهمّ أن يخلفها وراءه؟
•• منذ عامين، عملنا على استقطاب وتشجيع المستثمرين، ونجحنا في المساهمة في إيجاد العديد من المشاريع، وسترى النور خلال الأعوام القليلة القادمة، منها في مدينة أبها أربعة فنادق بمواصفات خمسة نجوم، وفندق بمواصفات أربعة نجوم، كما أن هناك مشاريع داخل المدينة لمقاهٍ ومطاعم عالمية، منها سبعة للشركة الوطنية السياحية «سياحية» في أهم المواقع السياحية (أبها الجديدة، جبل ذرة، أبوخيال) وستكون جاهزة قبل المناسبة، إضافة لأهم مشروع حديث وهو المدينة العالية ذات الإطلالة على منطقة تهامة من جهة والمدينة من جهة أخرى التي تضم فندقا ومقاهي ومطاعم وصالة معارض ومؤتمرات، ونرى أن المناسبة ستكون فرصة مناسبة جدا لتسليط الأضواء على مقومات المنطقة الفريدة طبيعيا وتراثيا وأثريا، واستقطاب المستثمرين لمواصلة تطوير البنية التحتية.
ونحن نرى أن هذه المناسبة فرصة كبيرة لنا للعمل على أن تكون 2017 سنة انطلاقة لمرحلة قادمة أكثر نجاحا، ومنها نرى أن جميع الشركاء والمواطنين شركاء حقيقيون في هذه المناسبة الكبيرة.
• هناك من يتحدث عن «هوية المكان»، ويرى أن السياحة في عسير لم تحافظ على هذه الهوية بشكل مرضٍ.. هل تتحمل هيئة السياحة في المنطقة هذا الوزر؟
•• غير صحيح، فمن المؤكد أن هناك لبسا في الموضوع؛ لأن هيئة السياحة برئاسة الأمير سلطان بن سلمان هي من علقت جرس الإنذار، وهي من استحدثت النظام للمحافظة على هذا الإرث العمراني المتنوع على المستوى الوطني، وتم تأسيس برنامج يتابع ويطور ويعيد تأهيل كثير من المباني، كما أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري من أهم أجزائه التراث العمراني، وفي هذا البرنامج تحديدا هناك الكثير من المشاريع والبرامج التي تؤسس وتحافظ على هوية عسير، كما أن هيئة السياحة عملت منذ دراسة مشروع تطوير وسط المدينة على الحفاظ على هوية المدينة خصوصا في قلبها النابض (وسطها)، وهناك تجربة ناجحة للأخ أنس بشاشة في إعادة روح المكان من خلال مقهى ببسطة القابل والمنطقة مستعدة لجهود مماثلة.
• باستثناء الحدث الشبابي الأبرز «شارع الفن» لا توجد أعمال شبابية تدعمها السياحة.. أليس من حق الشباب أن يكون هناك أكثر من «عوض زارب» في منطقة تكتظ بالمبدعين على المستويات كافة؟
•• شارع الفن أحد الأفكار الفريدة التي وجدت قبولا تخطى حدود الوطن، وصاحب الفكرة الفنان عوض زارب هو من بادر بطرحها وتنفيذها، كما سبق أن طرح فكرة أكبر مرسم حر في السودة، ووجد نجاحا كبيرا أيضا، ونحن نرحب ونطالب بالأفكار الجديدة وأصحابها، وكنا منحنا الفرصة لجل شباب المنطقة في العمل في اللجان وتنظيم الفعاليات والمشاركة فيها كما في «عسير حلة العمران» و«ملتقى التراث العمراني» ومهرجان أبها وغيرها الكثير والكثير.
• فرع الهيئة في المنطقة يتعمد (كما يقول كثيرون) تغييب جهات كثيرة ذات صلة بالفعل الثقافي كجمعية الثقافة والفنون والنخب الثقافية في المنطقة التي يمكنها تقديم خدمات ثقافية تعكس وجه المنطقة بشكل كبير.. لماذا؟
•• غير صحيح، لدينا تعاون مميز مع جمعية الثقافة والفنون في العديد من الفعاليات، وحتى الجداريات في المدينة، ونحن على تواصل مستمر معهم في المواضيع ذات العلاقة، وعملنا في عسير وفي أي منطقة أخرى يعتمد على الشركاء وعلى المجتمع، وليس من مصلحتنا إقصاء أي شريك أو أي فرد في المجتمع، ونحن جميعا هدفنا إيجاد حراك يحسب لنا جميعا، والحال نفسها تنسحب على النخب الثقافية، وفي الوقت نفسه نأمل من الجمعية والنخب وحتى نادي أبها الأدبي تعاونا أكبر في القادم من الأيام.
• هناك فوضى كبيرة في افتتاح «المتاحف الخاصة» إذ تكاد تكون واحدة في منطقة صغيرة.. ألا يمكن إعادة النظر في هذا، والتخطيط لأن تكون لدينا متاحف مختلفة ومتنوّعة؟
•• الهيئة منذ انضمام قطاع الآثار والمتاحف لها احتوت هذه المتاحف وقدمت الدعم المعنوي لأصحابها الذين كرسوا جل وقتهم وخسروا أموالاً للحفاظ على هذا التراث الوطني وعززوا رسالة هذه المتاحف الثقافية، ولعل هذه الجهود بتفاوت درجاتها، قدرتها الهيئة، إذ عقدت الكثير من الملتقيات لأصحاب هذه المتاحف وخرجت هذه الملتقيات بعدد من التوصيات التي تصب أولا وأخيرا في تطوير العروض المتحفية لهذه المتاحف، ثم بدأت الرحلات الخارجية لدولة الإمارات للاطلاع على أساليب العروض والتخصصية في تلك المتاحف، إضافة إلى الدورات التي تقيمها الهيئة لأصحاب هذه المتاحف ليمكنهم الاستفادة من أساليب العروض المتحفية وكيفية الحفاظ على القطع التراثية التي يمتلكونها بمتاحفهم بالطرق السليمة، ولعل نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/3 وتاريخ 9/1/1436هـ جاء ليؤكد حرص الدولة رعاها الله على التراث الوطني للمملكة بما فيها المتاحف وما تقدمه من رسالة ثقافية للمجتمع، ونعتز كثيراً في عسير بأن المتاحف الخاصة لدينا في عسير تقدر بـ25% من إجمالي عدد المتاحف الخاصة على مستوى المملكة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن مواطني المنطقة يتسابقون للحفاظ على هذا الإرث الحضاري الكبير للمنطقة، وهذه المتاحف منتشرة على مستوى المنطقة ومحافظاتها ومراكزها، ونحن الآن في الهيئة نجهز لعملية تصنيف هذه المتاحف بناءً على ما نص عليه نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني لتحمل شعار (متحف سعودي) وتصنف إلى ثلاث درجات (أ) و(ب) و(ج) تبعاً لمستوى عروضها وتنوع نشاطها، وما عدا ذلك يعتبر (مجموعات خاصة)، وفق معايير تحددها لوائح الهيئة.
• هناك خلط لدى الناس بين ما تقوم به أمانة منطقة عسير وبين ما على هيئة السياحة في المنطقة القيام به.. هل لك أن تفك هذا اللبس؟
•• الجهتان وجهان لعملة واحدة، وهي التخطيط والتنمية السياحية واستدامتها، وهناك الكثير من الجهات التي يتقاطع عملنا معها بشكل يومي، إلى درجة أننا نعمل بشكل ملاصق وكأننا في بيئة عمل واحدة، وهذا هو المطلب الأساسي والعمل بروح الفريق بغض النظر عن الجهات، فالهدف تنمية المكان والإنسان، ومصدر ميزانيتنا واحد، وتعمل الهيئة مع الشركاء في المجالات كافة، وتقدم الدراسات والعديد من الجهود في قطاعات التراث والآثار والإيواء، كما تساند تنظيم الفعاليات في المنطقة التي تتبع لمجلس التنمية السياحية الذي يحمل عضويته معظم الجهات الحكومية وعدد من الجهات الخاصة التي لها علاقة بمنظومة السياحة، وهذا لا يلغي التعاون الكبير بين الأمانة والسياحة.
• الإعلام السياحي في عسير يبالغ كثيراً، ويضخم الواقع بحسب كلام الناس، وهذا بطبيعة الحال لا يساهم في بناء صناعة سياحة إستراتيجية بقدر ما يمارس تضليلاً عاماً سرعان ما يكتشف مع أول زيارة لأبها.. هل هناك تضليل بالفعل في الجانب الإعلامي لديكم؟
•• نحن لدينا فريق إعلامي شاب، وله تجارب مهنية مميزة، وعملنا كفريق في اللجان الإعلامية في مهرجانات المنطقة، يحرص على تقديم المعلومة والأرقام التي تبحث عنها وسائل الإعلام كافة، كما نفعّل وسائل التواصل الحديثة بأساليب مبتكرة، ما يجعل حضورنا أكبر من غيرنا، وهو ما قد تراه مبالغة وتضخيماً.
• أنتم متهمون في الهيئة العامة للسياحة في منطقة عسير بـ«الشللية» التي تعيق العمل السياحي في المنطقة.. ما رأيك؟
•• فريق العمل الموجود يضم كفاءات كلا في مجاله واختصاصه وقد تم اختيارهم بناء على معايير مختلفة ومتنوعة، لدينا فريق عمل من المنطقة وخارجها، ما ينفي تلك التهمة، ونحمد الله أنه يسوده انسجام وتفاهم يسهم في دفع عجلة العمل.
• متحف عسير الإقليمي متى يتمّ افتتاحه؟.
•• تم تجهيز المبنى، وتبقت العروض المتحفية التي سيخصص لها مبلغ مالي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
حملتُ إليه أسئلتي، وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعسير يستعد لانطلاق «أبها عاصمة للسياحة العربية»، معتقدا أن مدير الفرع لن يجيب على نصفها، لكنه خيّب هذا الاعتقاد، استقبلها بصدر رحب وأريحية، كان أثناء الحديث يأخذ طابع البوح تارة، وطابع الرؤى والتطلعات والحفاظ على شراكات الهيئة تارة أخرى، التي يرى أنها لا تتحقق ما لم تكن هناك أهداف واضحة وتوافقات، لم يقل كل شيء، لكنه قال أشياء مهمّة ستختبرها السنوات القادمة.
فإلى هذه المواجهة لـ«عكاظ» مع مدير عام الفرع المهندس محمد العَمْرَة:
• بداية حدثنا عن المؤهلات السياحية التي جعلت «أبها» عاصمة للسياحة العربية؟
•• هناك معايير عدة كانت خلف اختيار مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية 2017، من قبل لجنة الخبراء بمنظمة السياحة في جامعة الدول العربية: الطبيعة، المناخ، الأنماط السياحية، المكانة التاريخية، الموروث الثقافي والاجتماعي، البيئة الزراعية الفريدة، والمهرجانات الخاصة بها.
• ماذا قدمت الهيئة في منطقة عسير؟
•• إجابة السؤال تحتاج لسرد طويل جدا، فكما تعلم أن تأسيس الهيئة كان توصية في أحد ملتقيات عسير برئاسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله.
وعملت الهيئة بالتعاون مع الشركاء على وضع الخطة الإستراتيجية لتنمية السياحة على الصعيد الوطني، ومن ثم على مستوى المناطق، ومنها بكل تأكيد عسير بالتعاون مع الشركاء كافة، وبذلت جهودا كبيرة في شتى المجالات، بدءا بتوعية المجتمع بالتراث والحفاظ عليه، مع ضبط قطاع الإيواء وتشجيع المستثمرين على الإقبال على المشاركة في تنميته، فضلا عن أداء دور ريادي في المهرجانات والفعاليات، وغيرها من الجهود التي لا حصر لها، منها عشرات الدراسات والمبادرات، والمجال هنا لا يتسع فعلا لحجم هذا السؤال، ولدينا الكثير والكثير من الإنجازات وهي متاحة للجميع في أي وقت.
• هناك لوم وعتاب كبيران للسياحة في عسير على التقصير فيما يعتقده الناس أولويات سياحية في المنطقة.. هل ترى أن هناك وجاهة لهذا اللوم، أم أن الناس يحملونكم أكثر مما تحتملون؟
•• لا نستطيع إطلاق أحكام، لكن إجمالا السياحة ليست مسؤولية فرع الهيئة فحسب، بل هي مسؤوليات جميع الشركاء في المنطقة، ونحن نعمل بكل جد واجتهاد لإحداث تطوير لكل ما يتعلق بالسياحة في المنطقة، ومستبشرون بالمستقبل حينما نشاهد جملة المشاريع التي تخدم البنية التحتية، من فنادق ومولات ومنتجعات تحت الإنشاء.
والهيئة في الفترة الماضية برئاسة الأمير سلطان بن سلمان كانت تعمل جاهدة، ولا تزال، لتغيير مفهوم السياحة، لتصبح قناعة بأنها صناعة، ولها تأثير كبير على الاقتصاد، وتوظيف المواطنين والمواطنات.
• الناس يتحدثون عن ضعف البنى التحتية للسياحة في عسير، ويستشهدون على ذلك بعدم وجود فنادق مميزة ومقاه شبابية وأماكن ترفيه مختلفة، ويرون أن هذه البنى الضعيفة غير مهيأة لاستقبال حدث كبير.. هل هناك رؤى مستقبلية يمكن لهذا الحدث المهمّ أن يخلفها وراءه؟
•• منذ عامين، عملنا على استقطاب وتشجيع المستثمرين، ونجحنا في المساهمة في إيجاد العديد من المشاريع، وسترى النور خلال الأعوام القليلة القادمة، منها في مدينة أبها أربعة فنادق بمواصفات خمسة نجوم، وفندق بمواصفات أربعة نجوم، كما أن هناك مشاريع داخل المدينة لمقاهٍ ومطاعم عالمية، منها سبعة للشركة الوطنية السياحية «سياحية» في أهم المواقع السياحية (أبها الجديدة، جبل ذرة، أبوخيال) وستكون جاهزة قبل المناسبة، إضافة لأهم مشروع حديث وهو المدينة العالية ذات الإطلالة على منطقة تهامة من جهة والمدينة من جهة أخرى التي تضم فندقا ومقاهي ومطاعم وصالة معارض ومؤتمرات، ونرى أن المناسبة ستكون فرصة مناسبة جدا لتسليط الأضواء على مقومات المنطقة الفريدة طبيعيا وتراثيا وأثريا، واستقطاب المستثمرين لمواصلة تطوير البنية التحتية.
ونحن نرى أن هذه المناسبة فرصة كبيرة لنا للعمل على أن تكون 2017 سنة انطلاقة لمرحلة قادمة أكثر نجاحا، ومنها نرى أن جميع الشركاء والمواطنين شركاء حقيقيون في هذه المناسبة الكبيرة.
• هناك من يتحدث عن «هوية المكان»، ويرى أن السياحة في عسير لم تحافظ على هذه الهوية بشكل مرضٍ.. هل تتحمل هيئة السياحة في المنطقة هذا الوزر؟
•• غير صحيح، فمن المؤكد أن هناك لبسا في الموضوع؛ لأن هيئة السياحة برئاسة الأمير سلطان بن سلمان هي من علقت جرس الإنذار، وهي من استحدثت النظام للمحافظة على هذا الإرث العمراني المتنوع على المستوى الوطني، وتم تأسيس برنامج يتابع ويطور ويعيد تأهيل كثير من المباني، كما أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري من أهم أجزائه التراث العمراني، وفي هذا البرنامج تحديدا هناك الكثير من المشاريع والبرامج التي تؤسس وتحافظ على هوية عسير، كما أن هيئة السياحة عملت منذ دراسة مشروع تطوير وسط المدينة على الحفاظ على هوية المدينة خصوصا في قلبها النابض (وسطها)، وهناك تجربة ناجحة للأخ أنس بشاشة في إعادة روح المكان من خلال مقهى ببسطة القابل والمنطقة مستعدة لجهود مماثلة.
• باستثناء الحدث الشبابي الأبرز «شارع الفن» لا توجد أعمال شبابية تدعمها السياحة.. أليس من حق الشباب أن يكون هناك أكثر من «عوض زارب» في منطقة تكتظ بالمبدعين على المستويات كافة؟
•• شارع الفن أحد الأفكار الفريدة التي وجدت قبولا تخطى حدود الوطن، وصاحب الفكرة الفنان عوض زارب هو من بادر بطرحها وتنفيذها، كما سبق أن طرح فكرة أكبر مرسم حر في السودة، ووجد نجاحا كبيرا أيضا، ونحن نرحب ونطالب بالأفكار الجديدة وأصحابها، وكنا منحنا الفرصة لجل شباب المنطقة في العمل في اللجان وتنظيم الفعاليات والمشاركة فيها كما في «عسير حلة العمران» و«ملتقى التراث العمراني» ومهرجان أبها وغيرها الكثير والكثير.
• فرع الهيئة في المنطقة يتعمد (كما يقول كثيرون) تغييب جهات كثيرة ذات صلة بالفعل الثقافي كجمعية الثقافة والفنون والنخب الثقافية في المنطقة التي يمكنها تقديم خدمات ثقافية تعكس وجه المنطقة بشكل كبير.. لماذا؟
•• غير صحيح، لدينا تعاون مميز مع جمعية الثقافة والفنون في العديد من الفعاليات، وحتى الجداريات في المدينة، ونحن على تواصل مستمر معهم في المواضيع ذات العلاقة، وعملنا في عسير وفي أي منطقة أخرى يعتمد على الشركاء وعلى المجتمع، وليس من مصلحتنا إقصاء أي شريك أو أي فرد في المجتمع، ونحن جميعا هدفنا إيجاد حراك يحسب لنا جميعا، والحال نفسها تنسحب على النخب الثقافية، وفي الوقت نفسه نأمل من الجمعية والنخب وحتى نادي أبها الأدبي تعاونا أكبر في القادم من الأيام.
• هناك فوضى كبيرة في افتتاح «المتاحف الخاصة» إذ تكاد تكون واحدة في منطقة صغيرة.. ألا يمكن إعادة النظر في هذا، والتخطيط لأن تكون لدينا متاحف مختلفة ومتنوّعة؟
•• الهيئة منذ انضمام قطاع الآثار والمتاحف لها احتوت هذه المتاحف وقدمت الدعم المعنوي لأصحابها الذين كرسوا جل وقتهم وخسروا أموالاً للحفاظ على هذا التراث الوطني وعززوا رسالة هذه المتاحف الثقافية، ولعل هذه الجهود بتفاوت درجاتها، قدرتها الهيئة، إذ عقدت الكثير من الملتقيات لأصحاب هذه المتاحف وخرجت هذه الملتقيات بعدد من التوصيات التي تصب أولا وأخيرا في تطوير العروض المتحفية لهذه المتاحف، ثم بدأت الرحلات الخارجية لدولة الإمارات للاطلاع على أساليب العروض والتخصصية في تلك المتاحف، إضافة إلى الدورات التي تقيمها الهيئة لأصحاب هذه المتاحف ليمكنهم الاستفادة من أساليب العروض المتحفية وكيفية الحفاظ على القطع التراثية التي يمتلكونها بمتاحفهم بالطرق السليمة، ولعل نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/3 وتاريخ 9/1/1436هـ جاء ليؤكد حرص الدولة رعاها الله على التراث الوطني للمملكة بما فيها المتاحف وما تقدمه من رسالة ثقافية للمجتمع، ونعتز كثيراً في عسير بأن المتاحف الخاصة لدينا في عسير تقدر بـ25% من إجمالي عدد المتاحف الخاصة على مستوى المملكة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن مواطني المنطقة يتسابقون للحفاظ على هذا الإرث الحضاري الكبير للمنطقة، وهذه المتاحف منتشرة على مستوى المنطقة ومحافظاتها ومراكزها، ونحن الآن في الهيئة نجهز لعملية تصنيف هذه المتاحف بناءً على ما نص عليه نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني لتحمل شعار (متحف سعودي) وتصنف إلى ثلاث درجات (أ) و(ب) و(ج) تبعاً لمستوى عروضها وتنوع نشاطها، وما عدا ذلك يعتبر (مجموعات خاصة)، وفق معايير تحددها لوائح الهيئة.
• هناك خلط لدى الناس بين ما تقوم به أمانة منطقة عسير وبين ما على هيئة السياحة في المنطقة القيام به.. هل لك أن تفك هذا اللبس؟
•• الجهتان وجهان لعملة واحدة، وهي التخطيط والتنمية السياحية واستدامتها، وهناك الكثير من الجهات التي يتقاطع عملنا معها بشكل يومي، إلى درجة أننا نعمل بشكل ملاصق وكأننا في بيئة عمل واحدة، وهذا هو المطلب الأساسي والعمل بروح الفريق بغض النظر عن الجهات، فالهدف تنمية المكان والإنسان، ومصدر ميزانيتنا واحد، وتعمل الهيئة مع الشركاء في المجالات كافة، وتقدم الدراسات والعديد من الجهود في قطاعات التراث والآثار والإيواء، كما تساند تنظيم الفعاليات في المنطقة التي تتبع لمجلس التنمية السياحية الذي يحمل عضويته معظم الجهات الحكومية وعدد من الجهات الخاصة التي لها علاقة بمنظومة السياحة، وهذا لا يلغي التعاون الكبير بين الأمانة والسياحة.
• الإعلام السياحي في عسير يبالغ كثيراً، ويضخم الواقع بحسب كلام الناس، وهذا بطبيعة الحال لا يساهم في بناء صناعة سياحة إستراتيجية بقدر ما يمارس تضليلاً عاماً سرعان ما يكتشف مع أول زيارة لأبها.. هل هناك تضليل بالفعل في الجانب الإعلامي لديكم؟
•• نحن لدينا فريق إعلامي شاب، وله تجارب مهنية مميزة، وعملنا كفريق في اللجان الإعلامية في مهرجانات المنطقة، يحرص على تقديم المعلومة والأرقام التي تبحث عنها وسائل الإعلام كافة، كما نفعّل وسائل التواصل الحديثة بأساليب مبتكرة، ما يجعل حضورنا أكبر من غيرنا، وهو ما قد تراه مبالغة وتضخيماً.
• أنتم متهمون في الهيئة العامة للسياحة في منطقة عسير بـ«الشللية» التي تعيق العمل السياحي في المنطقة.. ما رأيك؟
•• فريق العمل الموجود يضم كفاءات كلا في مجاله واختصاصه وقد تم اختيارهم بناء على معايير مختلفة ومتنوعة، لدينا فريق عمل من المنطقة وخارجها، ما ينفي تلك التهمة، ونحمد الله أنه يسوده انسجام وتفاهم يسهم في دفع عجلة العمل.
• متحف عسير الإقليمي متى يتمّ افتتاحه؟.
•• تم تجهيز المبنى، وتبقت العروض المتحفية التي سيخصص لها مبلغ مالي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.