كتاب ومقالات

الشيطان يلعب في حسبتنا!

أشواك

عبده خال

بعض الأوقات تتمنى أن تذهب إلى مكة وتدعو الله أن يتم اختيار أعضاء مجلس الشورى من خلال الانتخاب عَل الأعضاء يأخذون في حسبانهم مصلحة المنتخب والبحث عن تحقيق مصالح المواطن بدلا من توجهات البعض التي تأتي معاكسة لرغبات أفراد المجتمع سواء كانت تلك الرغبات للغالبية أو الأقلية بحيث يتنبه كل عضو أنه يعمل على أملاك الناخب وليس من أجل الوظيفة التي حطت عليه.

وتتراجع مباشرة عن الذهاب الى مكة كلما تذكرت الانتخابات السابقة لكل من الأندية الأدبية ومجالس الغرف التجارية وأعضاء المجلس البلدي التي أنضجتها وقدمتها القائمة الذهبية، تلك القائمة المزكاة التي قدمت رجلا ليس له علاقة بما تم اختياره من أجله.

ولأن أعضاء مجلس الشورى مختارون تصبح طلباتنا في قائمة الانتظار حتى يتكرم أي منهم برفعها كملف جدير بالمناقشة والتشاور حوله.

وخارج هذا السياق -وللأمانة- استطاعت إحدى عضوات المجلس تعكير دمي فلها التبجيل والتعظيم على تلك الإثارة، فإذا كانت قيادة المرأة للسيارة تعد ترفا فهي تمثل عدم استيعاب المشكلة التي تخبئ قنبلة وضعت في تجاويف المجتمع ونسيناها، والسيدة التي اعتبرت قيادة المرأة ترفا هي تعيد تمثيل دور ماري أنطوانيت عندما رأت تجمعات الفقراء متضورين جوعا لعدم وجود أقراص الخبز فانتدبت نفسها بإيجاد الحل البديل قائلة: لماذا لا يأكلون بسكويتا؟

وبين ترف وترف (ضاعت الطاسة)؛ لذلك سوف انتدب نفسي بأني لن أنتخب هذه العضوة لو أصبح التعيين بالانتخاب، وسببي في ذلك عدم معرفة أضرار السائق قبل الحديث عن قيادة المرأة..

بسم الله الرحمن الرحيم، من مضار السائق التكلفة الاقتصادية على الأسرة، وفي الجانب الاجتماعي تنضوي العديد من القضايا التي أصبح فيها السائق هو رب الأسرة وليس سائقها، أما الجانب الديني فقد انذبحنا من تهمة الاختلاء التي تم اقتياد آلاف المواطنين بهذه التهمة، بينما تمارس في بيوتنا وسياراتنا (وعلى عينك يا تاجر)، ولأن السائق أصبح فردا من أفراد العائلة فإننا نلقى عليه الستر والحجب، بينما لو قادت المرأة سيارتها فهذا يعد فضيحة وبابا من أبواب الشيطان سنفتحه للسيد الشيطان في أن يعيث فسادا ويدمر الأسرة، ولأن المرأة ناقصة عقل ودين يضاف إلى ذلك أن قيادتها تعد اختراقا لحكم فقهي يتمثل في (القيادة)، يعني ليس لها القيادة الدنيا أو العليا، فكيف نولي أمر سياراتنا للنساء؟