ماذا يريدون من المرأة السعودية؟!

نوال اليوسف

تعيش المرأة السعودية هذه الايام ازمة حقيقية بين ما تريد ان تحققه لذاتها ومجتمعها وأمتها من طموح ومشاركة فاعلة ومؤثرة في رفع معدل انتاجيتها،وبين ما تريده بعض الفئات والرجال العاديين الذين يشغلون درجة الازواج والآباء والابناء والاقرباء والغرباء اضافة الى الكتاب والمثقفين الذين يقعون ضمن تصنيفين آخرين غير تصنيف المتشددين والآخر الذي يتستر بستار التسامح في التعامل مع حقوق المرأة ورغبتها الملحة في التأثير والمشاركة الفاعلة والبناءة خارج نطاق الاسرة وهما اللبرالي والعلماني (من الرجال) الذي لا يتوانون عن مصادرة حقها في العيش بسلام،وحقها في التعبير بحرية عما تتطلع اليه من طموح، يظن البعض من هؤلاء انه غير مشروع لها. مؤخراً كتبت جريدة «الوطن» السعودية عن داعية لا يمانع من خروج المرأة كداعية لتقوم بدور توعية النساء دينياً عبر الفضائيات العربية وذكر ايضاً ان 90% من النساء السعوديات لا يمانعن من كشف الوجه مع الالتزام بالحجاب الشرعي مدللين على شرعية ذلك بإجازة بعض الفقهاء كشف الوجه والكفين، مما اثار حفيظة البعض الذين ردوا على ما كتب بأن صوت المرأة لا يزال عورة، وبأن كشف الوجه محرم لكون صورتها ايضا عورة، بينما نرى في كافة الدول الاسلامية بأن النساء يمشي بعضهن دون حجاب، وبعضهن يرتدين الجلباب الواسع والحجاب وهذا هو اللباس الاسلامي الشرعي المعترف به عند سائر علماء وفقهاء المسلمين في العالم العربي والاسلامي، دون أن يقمن او يرغمن على تغطية الوجه على اعتبار ان كشف الوجه للمرأة ليس محرما في الاسلام، وان المرأة المسلمة لا تأثم اذا ما قامت بارتداء الحجاب الاسلامي دون تبرج مع كشف الوجه. والسؤال المطروح الآن هو: لماذا كل هذا تجاه امر كشف المرأة السعودية للوجه؟! ولماذا يصادرون حقها دائما في ان تنعم بسماحة الدين الاسلامي الذي يقر لها بعض فقهائه بهذا الحق؟ ولماذا لا يسعى بعض من علماء وفقهاء السنة وغيرهم الى الاخذ بالقياس في هذا الموضوع وسواه بشأن ما يتعلق بزيادة نسبة مشاركة المرأة السعودية في الحياة العامة؟ لم يقفلون باب الاجتهاد في الموضوعات والقضايا التي تتعلق بحقوق المرأة؟ لم يريدون لها ان تبقى على الدوام جاهلة بحقوقها؟ لم يريدون تغييب دورها في الحياة باعتبارها عاراً على مجتمعها وان صوتها وصورتها عورة ولهذا يجب ان تقبر وهي على قيد الحياة حتى لا يرى وجهها،اياً كان هذا الآخر قريباً من بني عمومتها او خؤولتها، او من ابناء وطنها، او اخاً لها في الانسانية والحضارة الممتدة على مسرح الحياة في العالم اجمع؟!
لا ادري لماذا عند الحديث عن المرأة السعودية واحتياجاتها وقضاياها ينسون او يتجاهلون صوتها، واذا ما اعطوها فرصة انتقوا نساء يتفقن مع وجهات نظر الرجال الذين لا يريدون للعالم ان يسمع صوتها كامرأة سعودية ويعلم عن انجازاتها ورغبتها في الحياة والمشاركة الطموحة، رغم ان المستقبل القادم للنساء كما ذكر اعرق معهد للابحاث العلمية في العالم من خلال عرض ملخص دراسة نشرتها «الشرق الأوسط» الصادرة من لندن وذلك حسب توقع عالمة بريطانية كبيرة هي البارونة سوزان غرينفيلد البروفسورة في جامعة اوكسفورد واول امرأة تتولى ادارة المعهد الملكي في بريطانيا وهو معهد مستقل للابحاث العلمية في العالم ومقره لندن،
عندما قالت (ان التطور السريع الذي تشهده تقنية النتاج ووتيرة التغيير في اماكن العمل تمحي الفروق بين الرجل والمرأة، بل وتمنح المرأة الفرصة الاكبر للحصول على الوظائف التي كانت تقليديا من حصة الرجال).