كتاب ومقالات

«المولات» تتكلم سعودي !

خالد السليمان

رغم أن وزير العمل د.علي الغفيص لم يحدد بعد الخطة الزمنية ولا البرنامج المعزز لتطبيق قرار منع الأجانب من العمل في الأسواق المغلقة «المولات» وإحلال السعوديين مكانهم، إلا أن بعض رجال الأعمال بدأوا حفلات اللطم وإقامة سرادقات العزاء لتجارتهم حتى قبل أن تعلن تفاصيل القرار !

في الحقيقة إنها نفس النغمة التي صاحبت قرارات سابقة لتأنيث محلات الملابس النسائية، وسعودة قطاع الاتصالات، وماذا كانت النتيجة؟! تجاوز نجاح التأنيث محلات الملابس النسائية لنجد المرأة السعودية تقف بجدارتها وحشمتها في معظم الأنشطة في الأسواق، ووجد السعوديون في قطاع الاتصالات فرصة ثمينة ومربحة لكسب العيش، خاصة في بيع أجهزة الاتصالات وإكسسواراتها وصيانتها، مع إسهام مؤسسة التدريب المهني في توفير دورات التدريب والتأهيل المكثفة !

إذن المسألة عند بعض التجار ليست خوفا من الفراغ برحيل الأجنبي، بل حسرة على تكلفة أجوره المنخفضة، وميزة تفرغه للعمل الطويل بحكم الغربة وكأنه يعمل بالسخرة، أما من يتباكون على الالتزام واستقرار المواطن في وظيفته، فإن أي مواطن يجد الأجر العادل والبيئة المحفزة لن يترك عمله !

والتجار الذين آمنوا في أبناء بلدهم (على سبيل المثال لا الحصر: البنوك/‏إيكيا/‏جرير/‏الجميح) وقدموا لهم الأجور العادلة والبيئة المحفزة، نجد أعمالهم تحصد النجاح ولا تشكو من أعراض الفشل والخسارة التي يبشرنا بها الواقعون في غرام العمالة الأجنبية !

يجب أن يعي البعض أن علاقتهم الاستثمارية بالوطن ليست جني الأرباح دون إدراك مسؤولية الاستثمار في المواطن !