اقتران الموسيقى بالأدب.. حفظ وتاريخ و«عود»
الاثنين / 27 / رجب / 1438 هـ الاثنين 24 أبريل 2017 03:12
أنس اليوسف (جدة)
anas_20@
تتجلى آلة العود والألحان النابعة من أوتارها، بكل ما فيها من إرث فني فاضت على جوانحه أصالة الشجن وترف الذائقة، لتخطف الأنظار، وتسرق مسامع الحضور، في كل سهرة، دون منازع، مثبتة أنها آلة صالحة لكل زمان ومكان، ويمكن لها أن تتكيف مع نغمات أخرى، في مناسبات عدة، وتتقاطع تلك اللحظة الموسيقية مع نظيرتها الكتابية مع كل نغمة تعلو، وريشة تفرز حبرا على الورق، علاقة وطيدة وقديمة تلك التي تربط بين الأديب والموسيقى، وبين الموسيقار والكتاب، إذ يحرص كثير من الشعراء على أن يصطحبوا إلى أمسياتهم الشعرية، عازفا يثري صمت الثواني الساكنة بين كلمات الشعر، ويلون خلفية الأمسية الثقافية. وظل اقتران الموسيقى بالكتاب منذ أمد طويل، عُرف الكثير من الأدباء والشعراء بولعهم بالموسيقى، فلا يكاد يخلو أديب من ميول موسيقية سواء في الاستماع أو تعلم العزف على آلة من الآلات الموسيقية الشرقية أثناء العملية الكتابية أو في شرفات التأمل، كما في أمور ذوقية أخرى يحرص عليها الأدباء.
في ذات الاتجاه يحرص الموسيقيون على ارتباطهم بالكتاب، فالكثير من السيمفونيات الموسيقية في سنين القرن الماضي سجلت في كتب، حفظاً من التلاشي، منها كتب بيتهوفن عن سيمفونياته، بعد إصابته بالصمم، ومن بين ما قيل في تلك النصوص، «هذه السيمفونية ليست لوحة مرسومة، لأن الترجمة الأمينة بالموسيقى لكل ما نرى، ستُفقد الأشياء كثيرا من جمالها، لذا يجب أن نترك للمستمع فرصة حقيقية لتكوين مشاعره وأحاسيسه الخاصة. فأنا أرى أن التعبير عن العاطفة سيكون أفضل من التوجه نحو التصوير المباشر بالموسيقى».
ولا يمكن أن يختلف اثنان على كون الكتاب، ساهم في نشر الموسيقى على مر العصور، وتوثيقها، ما أتاح للموسيقيين العرب على مدى تاريخهم أن يتفاعلوا مع ألوان موسيقية تنتمي لثقافات أخرى، بعد أن ركزوا أوتاد الشجن في قلوب أجيال مازالت وستظل تتشرب زلال الفن زمنا طويلا.
ويحاول جبران خليل جبران في كتابه «الموسيقى»، أن يفكك شفرة تلك العلاقة المريبة بين الإنسان والموسيقى، بل يصف انعكاساتها على نفس من يسمعه، والأدهى هو التأثير العكسي الذي يخلفه الكتاب على تجلي الموسيقيين ومقطوعاتهم.
تتجلى آلة العود والألحان النابعة من أوتارها، بكل ما فيها من إرث فني فاضت على جوانحه أصالة الشجن وترف الذائقة، لتخطف الأنظار، وتسرق مسامع الحضور، في كل سهرة، دون منازع، مثبتة أنها آلة صالحة لكل زمان ومكان، ويمكن لها أن تتكيف مع نغمات أخرى، في مناسبات عدة، وتتقاطع تلك اللحظة الموسيقية مع نظيرتها الكتابية مع كل نغمة تعلو، وريشة تفرز حبرا على الورق، علاقة وطيدة وقديمة تلك التي تربط بين الأديب والموسيقى، وبين الموسيقار والكتاب، إذ يحرص كثير من الشعراء على أن يصطحبوا إلى أمسياتهم الشعرية، عازفا يثري صمت الثواني الساكنة بين كلمات الشعر، ويلون خلفية الأمسية الثقافية. وظل اقتران الموسيقى بالكتاب منذ أمد طويل، عُرف الكثير من الأدباء والشعراء بولعهم بالموسيقى، فلا يكاد يخلو أديب من ميول موسيقية سواء في الاستماع أو تعلم العزف على آلة من الآلات الموسيقية الشرقية أثناء العملية الكتابية أو في شرفات التأمل، كما في أمور ذوقية أخرى يحرص عليها الأدباء.
في ذات الاتجاه يحرص الموسيقيون على ارتباطهم بالكتاب، فالكثير من السيمفونيات الموسيقية في سنين القرن الماضي سجلت في كتب، حفظاً من التلاشي، منها كتب بيتهوفن عن سيمفونياته، بعد إصابته بالصمم، ومن بين ما قيل في تلك النصوص، «هذه السيمفونية ليست لوحة مرسومة، لأن الترجمة الأمينة بالموسيقى لكل ما نرى، ستُفقد الأشياء كثيرا من جمالها، لذا يجب أن نترك للمستمع فرصة حقيقية لتكوين مشاعره وأحاسيسه الخاصة. فأنا أرى أن التعبير عن العاطفة سيكون أفضل من التوجه نحو التصوير المباشر بالموسيقى».
ولا يمكن أن يختلف اثنان على كون الكتاب، ساهم في نشر الموسيقى على مر العصور، وتوثيقها، ما أتاح للموسيقيين العرب على مدى تاريخهم أن يتفاعلوا مع ألوان موسيقية تنتمي لثقافات أخرى، بعد أن ركزوا أوتاد الشجن في قلوب أجيال مازالت وستظل تتشرب زلال الفن زمنا طويلا.
ويحاول جبران خليل جبران في كتابه «الموسيقى»، أن يفكك شفرة تلك العلاقة المريبة بين الإنسان والموسيقى، بل يصف انعكاساتها على نفس من يسمعه، والأدهى هو التأثير العكسي الذي يخلفه الكتاب على تجلي الموسيقيين ومقطوعاتهم.