ثقافة وفن

صميلي يفتح النار على لجنة «شاعر الرسول»: بعضهم «إخوان»

شعراء ينفون «أسلمة الشعر» في المسابقة

حسن صميلي

علي الرباعي (الدوحة)، علي فايع (أبها)

Al_robai@

Alma3i@

اتهم الشاعر حسن عبده صميلي أعضاء في لجنة مسابقة جائزة كتارا لشاعر الرسول المقامة في العاصمة القطرية الدوحة بـ«الانضواء» تحت لواء جماعة الإخوان المسلمين، عازياً خروجه من المسابقة إلى تحيز لجنة التحكيم إلى أسماء تقليدية محددة سلفاً، موضحاً لـ«عكاظ» أن هناك حرباً ضروساً على الحداثة منذ أعلنت الجائزة إحالة النصوص إلى لجنة شرعية لتقييم النصوص.

وعدّ صميلي ما حدث في مسابقة شاعر الرسول مما وصفه بالأسلمة، هداً لبنية الشعرية الحقيقية. وقال «تم تغيير لجنة التحكيم لتحقيق الأسلمة وجيء بيوسف بكار وفواز اللعبون وأحمد درويش لتنفيذ الرؤية الحزبيةـ كما وصفها».

ويرى صميلي أن الجائزة سقطت كونها وضعت أهدافا غير فنية ولا إبداعية واعتمدت الأدلجة والتحزب ما يوجب عليها التوقف أو إعادة ترتيب أوراقها؛ لأن محاكمة النصوص من زاوية غير شعرية إخلال بمفهوم النقد الموضوعي.

وتحفظ على أسلوب اللجنة في التعامل مع مفردات قصائدهم وأسلوب نقدها بصورة تظهر للمشاهد ضعفها. وتساءل «كيف لجائزة تعلن أن لا علاقة لها بالمذاهب والأديان والطوائف وأن المعول عليه الشعرية ثم تخل بإقصاء شعراء لأسباب مذهبية أو توجهات عرفانية كالصوفية؟».

وفيما تأهل شعراء سعوديون إلى المرحلة النهائية في شاعر الرسول، بزغ سؤال ما إذا كانت الأيديولوجيا خلف المسابقة في محاولة إلى أسلمة الشعر، ما دفع عددا من الشعراء المشاركين إلى نفي أن تكون المسابقة ترضخ تحت وطأة الأدلجة أو المحسوبيات والتصنيف.من جهته، أكد الشاعر السوري محمد دركوشي لـ«عكاظ» أنه من الصعب وضع الشعر في قالب خارج الشعرية كون الشعر حالة فنية بامتياز تتسامى على الأدلجة والأسلمة، وعد مشروع كتارا تعريفيا بشمائل وخصائص النبي محمد عليه الصلاة والسلام خصوصاً في زمن تنكب فيه المسلمون الصراط السوي وجهلوا سيرته. وكشف دركوشي أنه شاعر يكتب الغزل والسياسة والقضايا الاجتماعية ومدح النبي وسائر الرسل نظير ما قدموه من خدمة للبشرية، لافتاً إلى أنه ليس متعصباً ولا متحزباً وإنما منسم يعبر بأعذب الألفاظ وأرقاها عمن يحب.

فيما أوضح الشاعر العراقي أوس الفتيحات لـ«عكاظ» أن الشعراء من زمن كعب بن زهير يكتبون عن شمائل النبي محمد وعن أخلاقه العالية بمختلف مشاربهم ومنهم شعراء غير مسلمين كالشاعر القروي وبولس سلامة ومارون عبود الذي أسمى ابنه محمداً تقديراً وإعزازا لمقامه ومكانته ودوره الرسالي والإنساني. وتحفظ الشاعر الأردني أحمد الأخرس على إقحام الأسلمة والأدلجة على مناسبة أهدافها إنسانية وسامية، مؤكداً أن الأدلجة تفسد الشعر بالحمولات وتحرم الشاعر من إظهار تجلياته من خلال مساحة التعبير المفتوحة.

فيما عدّ رئيس جائزة كتارا لشاعر الرسول خالد السيد لـ«عكاظ» أن الكثير من المسلمين اليوم يتحدثون عن الرسول دون معرفة حقيقية به وبسيرته وتاريخه ومواقفه الإنسانية، نافياً ما يشاع من تبني كتارا أسلمة الشعر، مؤكداً أن أهداف الجائزة تتمثل في التعريف بالنبي قدوة وإنساناً ونموذجا يحتذى به.

وأشار السيد إلى أنه تم استبعاد أسماء شعرية كبيرة وحاضرة في المشهد الشعري عربياً إلا أنها تجهل تاريخ نبيها ما يعجزها عن تناوله شعرياً، ولفت إلى أن أخلاق الرسول محمد بحاجة إلى إشاعتها في أوساط المجتمعات العربية والإسلامية. ويرى السيد أن الشعر وسيلة شعبية وجماهيرية لتوصيل تفاصيل حياة وأخلاق الرسول إلى الناس وعد إدخال الشعر النبطي خطوة موفقة كون جماهيرية النبطي عريضة، متطلعاً إلى تطوير المهرجان بشكل سنوي والإصغاء لوجهات النظر والملاحظات والاقتراحات والأخذ بالجاد منها والنوعي.