عودة الأدب والثقافة الفكرية
الأحد / 04 / شعبان / 1438 هـ الاحد 30 أبريل 2017 01:21
أنمار مطاوع
الإحجام عن المناسبات الأدبية والثقافية الفكرية أصبح أمرا واقعا. فبعد أن كانت المناسبات الأدبية والفكرية -في مرحلة من مراحلها- تتوج بزخم الحضور، أصبحت الآن تستجدي.. ولا أحد يحضر.
المسؤولية تقع على من؟ هل هم المنظمون لهذه المناسبات؟ أم الضيوف؟ أم الجهات المسؤولة، نظامية ورقابية...؟ أم تغيُّر الزمن؟..
لا شك أنها مسؤولية تشترك فيها أطراف عدة. لكنها تبدأ من الجهة المنظمة، لأنها حلقة وصل بين المسؤولية والذائقة الجماهيرية. فحين تنازلت المؤسسات الأدبية والفكرية عن الحد الأدنى لصالح مواكبة التسطيح السائد، بدأت في تسييد (النمط المُمل) للمتحدث الثرثار الذي يستعرض عنجهيته أكثر من استعراضه لفكرة أدبية أو مفردة ثقافية. ناهيك عن المتحذلقين الذين يتكلمون بمصطلحات غريبة لا يفهمها العامة، ويعممون التعقيد على حساب التبسيط. وبدلا من كسب الرهان باجتذاب الجمهور لهذه اللقاءات، زاد الهجر والانفصال. وبالتالي، لم يطور الجمهور نفسه بل استطاب الشعبي المُسطح، وتركبت الذهنية على التفكير الأفقي.
الجمهور لم يعد يثق في المؤسسات الأدبية والثقافية إلا إذا تنازلت أكثر عن مستوى الجودة واكتفت بذائقة نصف ممتلئة.. وقدمت له شيئا من اللهو على أنه أدب وثقافة وفكر. وربما أزمة هيئة الترفيه لا تخرج عن هذا الإطار الذي وجدت نفسها محاطة به؛ حيث لم تجد مساحة تتحرك فيها وتشد إليها الجمهور العريض سوى خط الغناء والطرب -حتى تاريخه-.
على المؤسسات الأدبية والثقافية أن تستعيد بعضا من بريقها، بعيدا عن ثقافة الملل والفذلكة. العالم في معظمه تسطح، ولكنه لم يصبح غبيا بعد ليرفض الوعي والتطوير، فهو على درجة كافية من الذكاء ليرفض النمطي والممل والروتين. الجمهور أصبح يرفض أن يحضر ليكون مجرد تكملة عدد أو جزء من ديكور تصوير المناسبة.. يحضر ويجد أنه ليس أكثر من قطعة لابد من وجودها لتكتمل الصورة.. ليس له أي أهمية أو دور أكبر من ذلك. بالتالي، من لديه درجة متوسطة أو أكثر من تقدير الذات، سيهجر هذه المناسبات.
من المهم أن يوضع تصور جديد للمناسبات الأدبية والثقافية الفكرية؛ من حيث: نوعية الموضوعات التي تطرح للجمهور، وآلية طرحها، ومواصفات المتحدث... تصوُّر تلتزم به كل المؤسسات المعنية. وأن يعود نشاط الإعلانات والدعاية لهذه البرامج. لا يجب أن تسود ثقافة الإحباط وفقدان الأمل، فكل المجتمعات تستطيع أن تنهض من الركام إذا اعتمدت على التخطيط الصحيح والرؤية الواضحة.
المسؤولية تقع على من؟ هل هم المنظمون لهذه المناسبات؟ أم الضيوف؟ أم الجهات المسؤولة، نظامية ورقابية...؟ أم تغيُّر الزمن؟..
لا شك أنها مسؤولية تشترك فيها أطراف عدة. لكنها تبدأ من الجهة المنظمة، لأنها حلقة وصل بين المسؤولية والذائقة الجماهيرية. فحين تنازلت المؤسسات الأدبية والفكرية عن الحد الأدنى لصالح مواكبة التسطيح السائد، بدأت في تسييد (النمط المُمل) للمتحدث الثرثار الذي يستعرض عنجهيته أكثر من استعراضه لفكرة أدبية أو مفردة ثقافية. ناهيك عن المتحذلقين الذين يتكلمون بمصطلحات غريبة لا يفهمها العامة، ويعممون التعقيد على حساب التبسيط. وبدلا من كسب الرهان باجتذاب الجمهور لهذه اللقاءات، زاد الهجر والانفصال. وبالتالي، لم يطور الجمهور نفسه بل استطاب الشعبي المُسطح، وتركبت الذهنية على التفكير الأفقي.
الجمهور لم يعد يثق في المؤسسات الأدبية والثقافية إلا إذا تنازلت أكثر عن مستوى الجودة واكتفت بذائقة نصف ممتلئة.. وقدمت له شيئا من اللهو على أنه أدب وثقافة وفكر. وربما أزمة هيئة الترفيه لا تخرج عن هذا الإطار الذي وجدت نفسها محاطة به؛ حيث لم تجد مساحة تتحرك فيها وتشد إليها الجمهور العريض سوى خط الغناء والطرب -حتى تاريخه-.
على المؤسسات الأدبية والثقافية أن تستعيد بعضا من بريقها، بعيدا عن ثقافة الملل والفذلكة. العالم في معظمه تسطح، ولكنه لم يصبح غبيا بعد ليرفض الوعي والتطوير، فهو على درجة كافية من الذكاء ليرفض النمطي والممل والروتين. الجمهور أصبح يرفض أن يحضر ليكون مجرد تكملة عدد أو جزء من ديكور تصوير المناسبة.. يحضر ويجد أنه ليس أكثر من قطعة لابد من وجودها لتكتمل الصورة.. ليس له أي أهمية أو دور أكبر من ذلك. بالتالي، من لديه درجة متوسطة أو أكثر من تقدير الذات، سيهجر هذه المناسبات.
من المهم أن يوضع تصور جديد للمناسبات الأدبية والثقافية الفكرية؛ من حيث: نوعية الموضوعات التي تطرح للجمهور، وآلية طرحها، ومواصفات المتحدث... تصوُّر تلتزم به كل المؤسسات المعنية. وأن يعود نشاط الإعلانات والدعاية لهذه البرامج. لا يجب أن تسود ثقافة الإحباط وفقدان الأمل، فكل المجتمعات تستطيع أن تنهض من الركام إذا اعتمدت على التخطيط الصحيح والرؤية الواضحة.