البازعي لـ«عكاظ»: معهد لتعليم الموسيقى والدراما.. قريباً
رئيس «الثقافة والفنون» يتهم «الصحوة» بتعطيل مشاريع التنمية
الاثنين / 05 / شعبان / 1438 هـ الاثنين 01 مايو 2017 02:52
حاوره: عيسى الشاماني (الرياض)
I_ALSHAMANI@
كشف رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون في المملكة سلطان البازعي، أن الجمعية ستطلق قريبا أول مشاريعها المستقبلية من خلال تحويل مهرجان الأفلام السعودية إلى مؤسسة متخصصة تعمل على الاستثمار في مجال الأفلام، بالتوازي مع مشروع آخر لإنشاء معهد للموسيقى، ومعهد متخصص في مجال الدراما، مؤكدا أن الاستثمار في هذا المجال مُبشر. واعتبر البازعي في حوار مع «عكاظ» أن المشهد الثقافي في السعودية بدأ يتشكل بالشكل الصحيح كما يجب أن يكون، مؤكدا أن الثقافة والفنون في طريقها لاستعادة مكانتها كجزء من حياة الناس في المملكة، لتصل إلى أكبر نطاق ممكن من قاعدة المستفيدين من النشاط الثقافي والفني. واتهم رئيس جمعية الثقافة والفنون فكر «الصحوة» بتعطيل «كثير من مشاريع التنمية في السعودية»، كما أنه استهدف بشكل أساسي الثقافة وأصابها في مقتل، مشيراً إلى أن فترة الصحوة سيطرت على التعليم والإعلام، وكان لها الأثر في تأخرنا بالعمل على الأدوات الثقافية البسيطة التي يستمتع بها كل العالم.
وشدد على أهمية وجود دور العرض السينمائي في السعودية، «لأنها وسيلة ضرورية لتكوين صناعة السينما، فالأخيرة وسيلة مهمة لإيصال رسالة ثقافية قوية، وليست ترفيها محضا، بل إنها عنصر مهم جدا من عناصر القوة الناعمة التي يجب أن تُقدم للعالم، ولكننا تأخرنا كثيرا في استخدام هذا السلاح إذا جاز التعبير». فإلى نص الحوار:
•كيف ترى المشهد الثقافي المتسارع حاليا في السعودية؟
•• أعتقد أن المشهد الثقافي بدا يتشكل بالشكل الصحيح كما يجب أن يكون، صحيح أن الملامح الأولى قد تكون مربكة، إذ ظهر وكأننا في حالة طفرة، لكن المهم في الأمر هو التأكيد على أن الثقافة والفنون ستستعيد مكانتها كجزء من حياة الناس في المملكة، وأيضاً تتيح الفرصة لأن تصل إلى أكبر نطاق ممكن من توسيع قاعدة المستفيدين من النشاط الثقافي والفني، هذا لاشك أنه أتى من وضوح التعامل مع الثقافة والفنون في رؤية المملكة 2030، وأيضا من وضوح البرامج التي حملتها برامج التحول الوطني، وكذلك إنشاء الهيئة العامة للثقافة وإعطائها هذه الدرجة من الاهتمام بارتباطها المباشر بمجلس الاقتصاد والتنمية ووجود هيئة الترفيه كمقدم خدمة أيضاً، صحيح أن الترفيه قد يبدو أنه حالة ترفيهية، لكنها ليست كذلك، فهي أولا حاجة إنسانية أصيلة يحتاجها الإنسان في حياته حتى نكون مجمتعاً سليماً قادراً على العمل والعطاء والإنتاج، والمسألة الثانية تكمن في أن جزءا من نشاط هيئة الترفيه لابد أن يقدم رسالة ثقافية، وبكل الأحوال هي ليست ترفيها مجردا، وبهذا الإطار أظن أن المشهد سيتشكل، وأعتقد أن هذا العام 2017، والعام القادم سيشهد تحولا كبيرا وإيجابيا في هذا الاتجاه.
• «زحمة» ترفيه فني وثقافي.. ما الذي غير من المشهد الثقافي في السعودية بهذه السرعة؟
•• مع إعلان برامج رؤية المملكة 2030 كانت الإشارات واضحة في هذا المجال، فهذه الرؤية تعتبر أول وثيقة حكومية تضع الثقافة في مكانها الصحيح كعنصر من عناصر التنمية، وهي أول وثيقة حكومية أيضا تبشر بوجود ما يسمى صناعة الثقافة بمعناها الحقيقي، التي بلا شك ستكون جزءا من مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، ولكن حتى تتكون لدينا هذه الصناعة لابد أن يكون هناك جمهور مستهلك لهذا المنتج، وهذا يتطلب تهيئة مناسبة من خلال إتاحة المنصات التي من خلالها يتصل الجمهور بالمنتج الثقافي.
•لماذا غابت السينما حتى هذه اللحظة؟
•• لا أعتقد أنها غابت، فكل التصريحات الرسمية تقول إنها تحت النظر وليست ملغاة، الصحيح الذي يجب أن يتم في نهاية الأمر أن دور العرض السينمائي يجب أن تكون موجودة وأنها هي الوسيلة الأكيدة والضرورية لتكوين صناعة السينما، فهذه الصناعة أيضا ضرورية لأننا بحاجة لها لجوانب عدة، فالسينما هي وسيلة لإيصال رسالة ثقافية قوية، فهي ليست ترفيها محضا وهي وسيلة لإيصال صوتنا للعالم، فهي عنصر مهم جدا من عناصر القوة الناعمة التي يجب أن تقدم للعالم، وتأخرنا كثيرا في استخدام هذا السلاح إذا جاز التعبير أو استخدام هذا المصطلح، لكن الآن تكونت لدينا قاعدة مهمة جداً من صناع الأفلام القادرين على النهوض بهذه الصناعة، ويبقى مسألة استكمال أدوات الصناعة التي تستدعي أن يكون لدينا منافذ توزيع التي تتمثل في دور السينما، وبالتالي ستأتي استثمارات الأموال لتمويل الإنتاج السينمائي وبالتالي ستنشأ أيضا الخدمات المساندة، وهذا القطاع موظف بشكل كبير جدا للقوى العاملة فبالتالي نحن بحاجة لسد هذه الثغرة. إذا كانت لدينا دور سينما متاحة، أنا متأكد أن الفيلم السعودي سيكون الأكثر قدرة على الوصول إلى الناس، ومتأكد أنه سيحتل مكانة مهمة لدى المشاهد ليس فقط لأنه يعالج قضية محلية، ولكن لأنه الأقدر على ملامسة اهتمامات الناس، فمثلا من تجاربنا البسيطة في مهرجان الأفلام السعودية نلاحظ أن تفاعل الجمهور مع القضايا التي يطرحها المخرج السعودي والطريقة التي يعالج فيها هذه القضايا هي الأكثر حميمية وأكثر قربا لأنه من السهل أن تستورد ما تنتجه السينما الأمريكية والأوروبية أو الهندية أو السينما العربية من مصر أو من دول أخرى، لكن هذه يطلع عليها المشاهد السعودي باستمرار من خلال القنوات الفضائية، فإذاً ما الجديد؟ الجديد أن تناقش القضايا التي تعنيه ويهتم بها، وتعيد تصوير قصة وحكاية الإنسان السعودي، والمؤكد أن المشاهد سيجد نفسه على الشاشة في نهاية الأمر.
• هل تعتقد أننا قادرون على صناعة السينما الخاصة بنا وبثقافتنا؟
•• هذا مؤكد، أنا أراهن على هذه المسألة، ومقتنع تماما بنوعية الكفاءات التي تكونت الآن، والقاعدة العريضة من صناع الأفلام المخرجين والمخرجات السعوديين الذين قدموا أفلامهم من قبل في مهرجانات إقليمية وعالمية قبل أن يقدموها حاليا في مهرجان الأفلام السعودية، الذي شهد في دورته الرابعة تنافسا شديدا جدا على الوصول إلى أن يدرج ضمن المسابقة، وهذا يعني أنه أصبح لدينا مستوى، فالمخرج السعودي والمصور السعودي وكاتب السيناريو السعودي وكثير أيضا من الأفلام التي قدمت هي في الأصل مستوحاة من نتاج الأدب السعودي سواء القصة أو الرواية، وشوهد ذلك في عدد من الأعمال المميزة. فنحن لا ينقصنا مبدعون بل ينقصنا أن تكون لدينا رغبة حقيقية في دعم هذه الصناعة، وأعتقد أن الدعم ليس بالضرورة أن يكون على شكل معونات مباشرة مع أنها ضرورية أحيانا، فكثير من صناع الأفلام يقترضون من صناديق خارجية، لكن حتى تكون المسألة اقتصادية واضحة تماما، فيجب أن يتم توفير وسيلة العرض، وبالتالي سيكون هناك عدد كافٍ من الجمهور المستهلك على مستوى المملكة لقبول هذا الإنتاج الذي سيكون تمويله من خلال شباك التذاكر. وأيضا، نحن بحاجة إلى معاهد لتطوير إمكانات العاملين في هذه الصناعة، ولا بد من إنشائها، فصناعة السينما لا تعتمد على مصور ومخرج فقط، بل يجب أن تكتمل لديك عناصر الإنتاج حتى تكون قادرا على صناعة فيلم قادر على المنافسة في شباك التذاكر أولا، وهذا موجود لدينا في هذه الكفاءات من الشباب الذين طوروا أنفسهم ذاتيا، فقليل منهم حصلوا على دعم، وجمعية الثقافة والفنون كان لها دور في هذا الخصوص من خلال توفير المنصة لهؤلاء، من خلال مهرجان الأفلام السعودية الذي شكل دعما مهما ليرتقوا بشكل مستمر.
• في حديث سابق، تطرقت إلى وجود السينما في السعودية تاريخيا، وقلت إنها توقفت مباشرة بعد حادثة جهيمان، كيف حصل ذلك؟
•• أعتقد أنني لست الوحيد الذي فكر بهذه الطريقة نفسها، فحادثة جهيمان لا شك أنها كانت مفصلية، والآثار التي نشأت عنها، وليست الحادثة بحد ذاتها، فحالة حركات التطرف مشهودة في العالم كله تأتي حسب دورات تاريخية، ولكن الإشكالية كيف استقبلناها، وكيف تعاملنا معها وكيف واجهناها؟ أعتقد أن هذه المشكلة التي وقعنا فيها، فتاريخيا واجه الملك عبدالعزيز حركات تمرد مشابهة، لكنه مضى بمشروعه التحديثي، وأوجد دولة ولم يستسلم لهذا التمرد الذي كان مستندا على ما يعتقده المتمردون أنها «أسس دينية»، لكنه في الحقيقة كان تمردا للتراجع إلى الخلف، وانكفاء على الذات من جديد، بينما كان الملك عبدالعزيز صاحب رؤية لإنشاء دولة حديثة تستطيع الصمود والمقاومة في ذلك الزمن الذي كان بمثابة بحر متلاطم من حالات الاستقطاب الدولية على مدى حربين عالميتين، كانت منطقتنا تعتبر ساحة قتال واستقطاب، ولكن مع ذلك نجح الملك عبدالعزيز في إنشاء هذه الدولة، ووضع لها أسسا متينة من الحداثة والتنمية، فأعتقد أن تعاملنا مع حادثة جهيمان التي نتج عنها فكر«الصحوة» الذي في الحقيقة عطل كثيرا من مشاريع التنمية، وعطل مشاريع التنمية الثقافية بشكل رئيسي، وكان في حالة صراع مناهضة مع ما سمي في ذلك الوقت بـ«الحداثة» التي هي في حقيقتها فكرة سليمة التفكير، تساعد العقل الإنساني على التطور والنماء، فالسينما مثلا كانت شاهدا، فجميع الذين عاصروا تلك الفترة يعرفون أن السينما كانت موجودة في كثير من المؤسسات والأندية والشركات الخاصة، وشخصيا كنت أشاهد دكاكين تأجير الأفلام السينمائية قبل الفيديو، وكانت موجودة في كل المدن السعودية، بطرق شرعية وتحت نظر الدولة والمجتمع، وكان التعامل معها تلقائيا، لكن المشكلة كانت في التعامل مع هذه الأداة (السينما) من خلال كيفية النظر إليها، باعتبارها أداة تثقيف وتطوير وتحديث، أو أنها أداة إفساد، والحقيقة أن الفكرة التي سادت خلال الـ30 عاما الماضية، اعتبرت أن السينما أداة إفساد ولا يرغبون بها.. وهذا بالضبط ما حدث على مر التاريخ، فمثلا كان هناك رفض للراديو والتلفزيون، والبث الفضائي، والإنترنت إلخ.. إلا أن الرافضين لهذه الأدوات في السابق، أصبحوا الأن أكثر المستخدمين لها، بل من روادها.
• هناك من يقول «»إذا كنا نريد كمؤسسات مجتمع مدني أن نصنع ترفيها حقيقيا، وسياحة حقيقية في المملكة، فيجب أن يتم تحرير هذين الحقلين من السلطة الدينية»، ما رأيكم؟
•• أولا، أتحفظ على موضوع مسمى «السلطة الدينية، أو رجل الدين، فالإسلام لا يوجد به رجال دين، والسلطة هي للدولة ولولي الأمر الذي هو الملك، فأعتقد أن من يسمون أنفسهم هم من وضعوا أنفسهم بهذا المسمى، وبهذه السلطة، حتى يأخذوا شيئا من الحصانة، فنحن جميعا في هذا البلد مسلمون، نؤدي عباداتنا، والإسلام لم يمنع الأخذ بأسباب الحداثة؛ لأن العلاقة بين الإنسان وربه علاقة مستمرة، غير مرتبطة بأن أشرب مثلا الماء «بكأس أو طاسة»، فهذه أدوات تستخدمها، لذلك يجب أولا تحرير هذا المصطلح، فالجميع مسلمون، والجميع رجال دين. وبالتالي عالم الدين أو طالب العلم كما يتواضعون أحيانا ويسمون أنفسهم طلاب علم، لا شك أن دورهم مهم في الرجوع إلى القضايا المتخصصة جدا في الشريعة أو القضاء، ولكن هناك قضايا واضحة جدا لا يحتاج إليها «نشدة شيخ» -أي أن تسأل شيخا فيها- فهناك مسائل واضحة لا تنتهك محرما، ولا تدعو إلى محرم، فالأصل الإباحة في الأشياء.
• لكن هناك من يرى أن سبب تأخرنا في معظم الأمور يعود إلى أسباب يُعتقد بأنها دينية؟
•• نعم، فترة الصحوة سيطرت على التعليم والإعلام، وهذا صحيح كان له الأثر في تأخر القبول بالعمل بهذه الأدوات الثقافية التي يستمتع بها كل العالم، الذي يتطلب منا نحن السعوديين أن نسافر من أجل الاستمتاع بها، لكن المشكلة أن المجتمع السعودي بطبعه هو مجتمع متدين محافظ ويحترم من يقدم نفسه بصفة «المتدين»، وبالتالي يستمع إليه ولا يناقشه، رغم أن الأساس أنه لا يوجد أحد معصوم إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، والباقون كلهم يؤخذ منه ويرد، وبالتالي يجب أن يكون النقاش بهذا المستوى من الانفتاح من خلال الاتفاق على المحرمات والمباحات، وهذه واضحة، فالحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات نقوم بتحريرها مع الأخذ بالاعتبار أين تقع مصلحة المجتمع والإسلام والمسلمين ونضعها في هذه الخانة.
هيئة الثقافة تأخرت.. بينما تقدمت «الترفيه»
•كنت قبل قليل تعول على هيئة الثقافة.. لماذا؟
•• أعتقد أنها تأخرت كثيرا في الظهور، فمنذ صدور الأمر الملكي بإنشاء الهيئتين، هيئة الثقافة وهيئة الترفيه، شهدنا تقدم الأخيرة وخروجها إلى أرض الواقع، وبدء نشاطها بقوة، وفي المقابل تأخر ظهور هيئة الثقافة حتى أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أخذ المبادرة بإصدار التنظيمات الإدارية التي وافق عليها مجلس الوزراء، وبالتالي فإننا الآن مع تعيين وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عواد العواد، نتطلع إلى أن الهيئة ستعمل بالزخم نفسه وبالقوة نفسها التي عملت فيها هيئة الترفيه وألاّ تتأخر في وضع أنظمتها وإستراتيجيتها، لأن المشهد الثقافي الحالي مع وجود مؤسسات المجتمع المدني العاملة فيه يحتاج إلى وجود شيء من التنظيم وتحتاج هذه المؤسسات إلى شيء من التمكين.
• بالحديث عن وزير الإعلام الجديد.. هل يمكن لـ «قانوني» أن يدير الثقافة والإعلام؟
•• أولا، يجب أن نثق بقدرة القيادة على اختيار الأشخاص في مواقع معينة، ولا شك أنهم يرون فيه الكفاية والكفاءة لأداء المهمة، ولكن معرفتي الشخصية بالدكتور عواد العواد أنه قادر على أن يؤدي عمله، وبالمناسبة ومن خلال تجربة شخصية فإن المثقف أو الفنان، ربما يكون أكثر المديرين فشلا، لأنه ليس من دوره كمثقف أن يكون مديرا، وكذلك الحال مع الطبيب، فالأطباء أحيانا قد يكونون غير ناجحين إداريا، وعلى سبيل المثال فإن رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه أحمد الخطيب أتى من قطاع الاستثمار والبنوك، ولكنه حتى الآن يقدم عملا ناجحا.
• ما خططكم المستقبلية في جمعية الثقافة والفنون؟
•• أول مشاريعنا هو تحويل مهرجان الأفلام السعودية إلى مؤسسة، بحيث تكون مؤسسة متخصصة تعمل على الاستثمار في مجال الأفلام، ونعمل حاليا على تجهيز وتكوين هذه المؤسسة من خلال تسجيلها تجاريا ضمن أملاك صندوق الفن السعودي، والصندوق سيعمل على دعم جميع أنواع الفنون التي تعمل عليها، وكذلك سيكون هناك مشروع لإنشاء معهد للموسيقى، ومعهد تدريب في مجال الدراما، وهذه المشاريع قابلة لأن تتطور حسب الاحتياج مع الوقت وحسب الجدوى، ولكننا متأكدون تماما ان إنشاء معهد الموسيقى قابل للتنفيذ، ومؤسسة الأفلام كذلك، فالسوق مُبشرة في هذا المجال.
•هل وقعتم مع الموسيقار الهنغاري «بوجاني» لابتعاث سعوديين لتعلم الموسيقى؟
•• نعم، وقعنا مذكرة تفاهم أولية نؤكد فيها نيتنا تأمين عدد من المقاعد الدراسية للدراسة في معهد الموسيقى في بودابست في هنغاريا، لعدد من الطلاب السعوديين، إذ نأمل أن يكون هناك 20 مقعداً في المرحلة الأولى، وسيكون تمويل هذه البعثات عبر طريقتين؛ أولهما أن الشركة التي نظمت الحفلة خصصت جزءا من تذاكر إيراد الحفلة لصالح المشروع، وكذلك أسهمت الجمعية بمبلغ أساسي لتأكيد الجدية، ويتبقى الحصول على الموافقات الحكومية من الطرفين، ثم العمل مع الطرف الهنغاري على المنهج وتفاصيل الدراسة والمنحة.
• هل من كلمة أخيرة؟
•• أؤكد تفاؤلي بالمستقبل، أعتقد أن السنتين القادمتين ستشهدان طفرة إيجابية في المشهد الثقافي والفن السعودي بشكل عام، نحن حاليا نعمل على استعادة ما فقدناه خلال الـ30 عاما الماضية، ونتطلع إلى أن الأمور تمضي إلى الإمام بشكل أفضل.
كشف رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون في المملكة سلطان البازعي، أن الجمعية ستطلق قريبا أول مشاريعها المستقبلية من خلال تحويل مهرجان الأفلام السعودية إلى مؤسسة متخصصة تعمل على الاستثمار في مجال الأفلام، بالتوازي مع مشروع آخر لإنشاء معهد للموسيقى، ومعهد متخصص في مجال الدراما، مؤكدا أن الاستثمار في هذا المجال مُبشر. واعتبر البازعي في حوار مع «عكاظ» أن المشهد الثقافي في السعودية بدأ يتشكل بالشكل الصحيح كما يجب أن يكون، مؤكدا أن الثقافة والفنون في طريقها لاستعادة مكانتها كجزء من حياة الناس في المملكة، لتصل إلى أكبر نطاق ممكن من قاعدة المستفيدين من النشاط الثقافي والفني. واتهم رئيس جمعية الثقافة والفنون فكر «الصحوة» بتعطيل «كثير من مشاريع التنمية في السعودية»، كما أنه استهدف بشكل أساسي الثقافة وأصابها في مقتل، مشيراً إلى أن فترة الصحوة سيطرت على التعليم والإعلام، وكان لها الأثر في تأخرنا بالعمل على الأدوات الثقافية البسيطة التي يستمتع بها كل العالم.
وشدد على أهمية وجود دور العرض السينمائي في السعودية، «لأنها وسيلة ضرورية لتكوين صناعة السينما، فالأخيرة وسيلة مهمة لإيصال رسالة ثقافية قوية، وليست ترفيها محضا، بل إنها عنصر مهم جدا من عناصر القوة الناعمة التي يجب أن تُقدم للعالم، ولكننا تأخرنا كثيرا في استخدام هذا السلاح إذا جاز التعبير». فإلى نص الحوار:
•كيف ترى المشهد الثقافي المتسارع حاليا في السعودية؟
•• أعتقد أن المشهد الثقافي بدا يتشكل بالشكل الصحيح كما يجب أن يكون، صحيح أن الملامح الأولى قد تكون مربكة، إذ ظهر وكأننا في حالة طفرة، لكن المهم في الأمر هو التأكيد على أن الثقافة والفنون ستستعيد مكانتها كجزء من حياة الناس في المملكة، وأيضاً تتيح الفرصة لأن تصل إلى أكبر نطاق ممكن من توسيع قاعدة المستفيدين من النشاط الثقافي والفني، هذا لاشك أنه أتى من وضوح التعامل مع الثقافة والفنون في رؤية المملكة 2030، وأيضا من وضوح البرامج التي حملتها برامج التحول الوطني، وكذلك إنشاء الهيئة العامة للثقافة وإعطائها هذه الدرجة من الاهتمام بارتباطها المباشر بمجلس الاقتصاد والتنمية ووجود هيئة الترفيه كمقدم خدمة أيضاً، صحيح أن الترفيه قد يبدو أنه حالة ترفيهية، لكنها ليست كذلك، فهي أولا حاجة إنسانية أصيلة يحتاجها الإنسان في حياته حتى نكون مجمتعاً سليماً قادراً على العمل والعطاء والإنتاج، والمسألة الثانية تكمن في أن جزءا من نشاط هيئة الترفيه لابد أن يقدم رسالة ثقافية، وبكل الأحوال هي ليست ترفيها مجردا، وبهذا الإطار أظن أن المشهد سيتشكل، وأعتقد أن هذا العام 2017، والعام القادم سيشهد تحولا كبيرا وإيجابيا في هذا الاتجاه.
• «زحمة» ترفيه فني وثقافي.. ما الذي غير من المشهد الثقافي في السعودية بهذه السرعة؟
•• مع إعلان برامج رؤية المملكة 2030 كانت الإشارات واضحة في هذا المجال، فهذه الرؤية تعتبر أول وثيقة حكومية تضع الثقافة في مكانها الصحيح كعنصر من عناصر التنمية، وهي أول وثيقة حكومية أيضا تبشر بوجود ما يسمى صناعة الثقافة بمعناها الحقيقي، التي بلا شك ستكون جزءا من مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، ولكن حتى تتكون لدينا هذه الصناعة لابد أن يكون هناك جمهور مستهلك لهذا المنتج، وهذا يتطلب تهيئة مناسبة من خلال إتاحة المنصات التي من خلالها يتصل الجمهور بالمنتج الثقافي.
•لماذا غابت السينما حتى هذه اللحظة؟
•• لا أعتقد أنها غابت، فكل التصريحات الرسمية تقول إنها تحت النظر وليست ملغاة، الصحيح الذي يجب أن يتم في نهاية الأمر أن دور العرض السينمائي يجب أن تكون موجودة وأنها هي الوسيلة الأكيدة والضرورية لتكوين صناعة السينما، فهذه الصناعة أيضا ضرورية لأننا بحاجة لها لجوانب عدة، فالسينما هي وسيلة لإيصال رسالة ثقافية قوية، فهي ليست ترفيها محضا وهي وسيلة لإيصال صوتنا للعالم، فهي عنصر مهم جدا من عناصر القوة الناعمة التي يجب أن تقدم للعالم، وتأخرنا كثيرا في استخدام هذا السلاح إذا جاز التعبير أو استخدام هذا المصطلح، لكن الآن تكونت لدينا قاعدة مهمة جداً من صناع الأفلام القادرين على النهوض بهذه الصناعة، ويبقى مسألة استكمال أدوات الصناعة التي تستدعي أن يكون لدينا منافذ توزيع التي تتمثل في دور السينما، وبالتالي ستأتي استثمارات الأموال لتمويل الإنتاج السينمائي وبالتالي ستنشأ أيضا الخدمات المساندة، وهذا القطاع موظف بشكل كبير جدا للقوى العاملة فبالتالي نحن بحاجة لسد هذه الثغرة. إذا كانت لدينا دور سينما متاحة، أنا متأكد أن الفيلم السعودي سيكون الأكثر قدرة على الوصول إلى الناس، ومتأكد أنه سيحتل مكانة مهمة لدى المشاهد ليس فقط لأنه يعالج قضية محلية، ولكن لأنه الأقدر على ملامسة اهتمامات الناس، فمثلا من تجاربنا البسيطة في مهرجان الأفلام السعودية نلاحظ أن تفاعل الجمهور مع القضايا التي يطرحها المخرج السعودي والطريقة التي يعالج فيها هذه القضايا هي الأكثر حميمية وأكثر قربا لأنه من السهل أن تستورد ما تنتجه السينما الأمريكية والأوروبية أو الهندية أو السينما العربية من مصر أو من دول أخرى، لكن هذه يطلع عليها المشاهد السعودي باستمرار من خلال القنوات الفضائية، فإذاً ما الجديد؟ الجديد أن تناقش القضايا التي تعنيه ويهتم بها، وتعيد تصوير قصة وحكاية الإنسان السعودي، والمؤكد أن المشاهد سيجد نفسه على الشاشة في نهاية الأمر.
• هل تعتقد أننا قادرون على صناعة السينما الخاصة بنا وبثقافتنا؟
•• هذا مؤكد، أنا أراهن على هذه المسألة، ومقتنع تماما بنوعية الكفاءات التي تكونت الآن، والقاعدة العريضة من صناع الأفلام المخرجين والمخرجات السعوديين الذين قدموا أفلامهم من قبل في مهرجانات إقليمية وعالمية قبل أن يقدموها حاليا في مهرجان الأفلام السعودية، الذي شهد في دورته الرابعة تنافسا شديدا جدا على الوصول إلى أن يدرج ضمن المسابقة، وهذا يعني أنه أصبح لدينا مستوى، فالمخرج السعودي والمصور السعودي وكاتب السيناريو السعودي وكثير أيضا من الأفلام التي قدمت هي في الأصل مستوحاة من نتاج الأدب السعودي سواء القصة أو الرواية، وشوهد ذلك في عدد من الأعمال المميزة. فنحن لا ينقصنا مبدعون بل ينقصنا أن تكون لدينا رغبة حقيقية في دعم هذه الصناعة، وأعتقد أن الدعم ليس بالضرورة أن يكون على شكل معونات مباشرة مع أنها ضرورية أحيانا، فكثير من صناع الأفلام يقترضون من صناديق خارجية، لكن حتى تكون المسألة اقتصادية واضحة تماما، فيجب أن يتم توفير وسيلة العرض، وبالتالي سيكون هناك عدد كافٍ من الجمهور المستهلك على مستوى المملكة لقبول هذا الإنتاج الذي سيكون تمويله من خلال شباك التذاكر. وأيضا، نحن بحاجة إلى معاهد لتطوير إمكانات العاملين في هذه الصناعة، ولا بد من إنشائها، فصناعة السينما لا تعتمد على مصور ومخرج فقط، بل يجب أن تكتمل لديك عناصر الإنتاج حتى تكون قادرا على صناعة فيلم قادر على المنافسة في شباك التذاكر أولا، وهذا موجود لدينا في هذه الكفاءات من الشباب الذين طوروا أنفسهم ذاتيا، فقليل منهم حصلوا على دعم، وجمعية الثقافة والفنون كان لها دور في هذا الخصوص من خلال توفير المنصة لهؤلاء، من خلال مهرجان الأفلام السعودية الذي شكل دعما مهما ليرتقوا بشكل مستمر.
• في حديث سابق، تطرقت إلى وجود السينما في السعودية تاريخيا، وقلت إنها توقفت مباشرة بعد حادثة جهيمان، كيف حصل ذلك؟
•• أعتقد أنني لست الوحيد الذي فكر بهذه الطريقة نفسها، فحادثة جهيمان لا شك أنها كانت مفصلية، والآثار التي نشأت عنها، وليست الحادثة بحد ذاتها، فحالة حركات التطرف مشهودة في العالم كله تأتي حسب دورات تاريخية، ولكن الإشكالية كيف استقبلناها، وكيف تعاملنا معها وكيف واجهناها؟ أعتقد أن هذه المشكلة التي وقعنا فيها، فتاريخيا واجه الملك عبدالعزيز حركات تمرد مشابهة، لكنه مضى بمشروعه التحديثي، وأوجد دولة ولم يستسلم لهذا التمرد الذي كان مستندا على ما يعتقده المتمردون أنها «أسس دينية»، لكنه في الحقيقة كان تمردا للتراجع إلى الخلف، وانكفاء على الذات من جديد، بينما كان الملك عبدالعزيز صاحب رؤية لإنشاء دولة حديثة تستطيع الصمود والمقاومة في ذلك الزمن الذي كان بمثابة بحر متلاطم من حالات الاستقطاب الدولية على مدى حربين عالميتين، كانت منطقتنا تعتبر ساحة قتال واستقطاب، ولكن مع ذلك نجح الملك عبدالعزيز في إنشاء هذه الدولة، ووضع لها أسسا متينة من الحداثة والتنمية، فأعتقد أن تعاملنا مع حادثة جهيمان التي نتج عنها فكر«الصحوة» الذي في الحقيقة عطل كثيرا من مشاريع التنمية، وعطل مشاريع التنمية الثقافية بشكل رئيسي، وكان في حالة صراع مناهضة مع ما سمي في ذلك الوقت بـ«الحداثة» التي هي في حقيقتها فكرة سليمة التفكير، تساعد العقل الإنساني على التطور والنماء، فالسينما مثلا كانت شاهدا، فجميع الذين عاصروا تلك الفترة يعرفون أن السينما كانت موجودة في كثير من المؤسسات والأندية والشركات الخاصة، وشخصيا كنت أشاهد دكاكين تأجير الأفلام السينمائية قبل الفيديو، وكانت موجودة في كل المدن السعودية، بطرق شرعية وتحت نظر الدولة والمجتمع، وكان التعامل معها تلقائيا، لكن المشكلة كانت في التعامل مع هذه الأداة (السينما) من خلال كيفية النظر إليها، باعتبارها أداة تثقيف وتطوير وتحديث، أو أنها أداة إفساد، والحقيقة أن الفكرة التي سادت خلال الـ30 عاما الماضية، اعتبرت أن السينما أداة إفساد ولا يرغبون بها.. وهذا بالضبط ما حدث على مر التاريخ، فمثلا كان هناك رفض للراديو والتلفزيون، والبث الفضائي، والإنترنت إلخ.. إلا أن الرافضين لهذه الأدوات في السابق، أصبحوا الأن أكثر المستخدمين لها، بل من روادها.
• هناك من يقول «»إذا كنا نريد كمؤسسات مجتمع مدني أن نصنع ترفيها حقيقيا، وسياحة حقيقية في المملكة، فيجب أن يتم تحرير هذين الحقلين من السلطة الدينية»، ما رأيكم؟
•• أولا، أتحفظ على موضوع مسمى «السلطة الدينية، أو رجل الدين، فالإسلام لا يوجد به رجال دين، والسلطة هي للدولة ولولي الأمر الذي هو الملك، فأعتقد أن من يسمون أنفسهم هم من وضعوا أنفسهم بهذا المسمى، وبهذه السلطة، حتى يأخذوا شيئا من الحصانة، فنحن جميعا في هذا البلد مسلمون، نؤدي عباداتنا، والإسلام لم يمنع الأخذ بأسباب الحداثة؛ لأن العلاقة بين الإنسان وربه علاقة مستمرة، غير مرتبطة بأن أشرب مثلا الماء «بكأس أو طاسة»، فهذه أدوات تستخدمها، لذلك يجب أولا تحرير هذا المصطلح، فالجميع مسلمون، والجميع رجال دين. وبالتالي عالم الدين أو طالب العلم كما يتواضعون أحيانا ويسمون أنفسهم طلاب علم، لا شك أن دورهم مهم في الرجوع إلى القضايا المتخصصة جدا في الشريعة أو القضاء، ولكن هناك قضايا واضحة جدا لا يحتاج إليها «نشدة شيخ» -أي أن تسأل شيخا فيها- فهناك مسائل واضحة لا تنتهك محرما، ولا تدعو إلى محرم، فالأصل الإباحة في الأشياء.
• لكن هناك من يرى أن سبب تأخرنا في معظم الأمور يعود إلى أسباب يُعتقد بأنها دينية؟
•• نعم، فترة الصحوة سيطرت على التعليم والإعلام، وهذا صحيح كان له الأثر في تأخر القبول بالعمل بهذه الأدوات الثقافية التي يستمتع بها كل العالم، الذي يتطلب منا نحن السعوديين أن نسافر من أجل الاستمتاع بها، لكن المشكلة أن المجتمع السعودي بطبعه هو مجتمع متدين محافظ ويحترم من يقدم نفسه بصفة «المتدين»، وبالتالي يستمع إليه ولا يناقشه، رغم أن الأساس أنه لا يوجد أحد معصوم إلا الرسول عليه الصلاة والسلام، والباقون كلهم يؤخذ منه ويرد، وبالتالي يجب أن يكون النقاش بهذا المستوى من الانفتاح من خلال الاتفاق على المحرمات والمباحات، وهذه واضحة، فالحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات نقوم بتحريرها مع الأخذ بالاعتبار أين تقع مصلحة المجتمع والإسلام والمسلمين ونضعها في هذه الخانة.
هيئة الثقافة تأخرت.. بينما تقدمت «الترفيه»
•كنت قبل قليل تعول على هيئة الثقافة.. لماذا؟
•• أعتقد أنها تأخرت كثيرا في الظهور، فمنذ صدور الأمر الملكي بإنشاء الهيئتين، هيئة الثقافة وهيئة الترفيه، شهدنا تقدم الأخيرة وخروجها إلى أرض الواقع، وبدء نشاطها بقوة، وفي المقابل تأخر ظهور هيئة الثقافة حتى أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أخذ المبادرة بإصدار التنظيمات الإدارية التي وافق عليها مجلس الوزراء، وبالتالي فإننا الآن مع تعيين وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عواد العواد، نتطلع إلى أن الهيئة ستعمل بالزخم نفسه وبالقوة نفسها التي عملت فيها هيئة الترفيه وألاّ تتأخر في وضع أنظمتها وإستراتيجيتها، لأن المشهد الثقافي الحالي مع وجود مؤسسات المجتمع المدني العاملة فيه يحتاج إلى وجود شيء من التنظيم وتحتاج هذه المؤسسات إلى شيء من التمكين.
• بالحديث عن وزير الإعلام الجديد.. هل يمكن لـ «قانوني» أن يدير الثقافة والإعلام؟
•• أولا، يجب أن نثق بقدرة القيادة على اختيار الأشخاص في مواقع معينة، ولا شك أنهم يرون فيه الكفاية والكفاءة لأداء المهمة، ولكن معرفتي الشخصية بالدكتور عواد العواد أنه قادر على أن يؤدي عمله، وبالمناسبة ومن خلال تجربة شخصية فإن المثقف أو الفنان، ربما يكون أكثر المديرين فشلا، لأنه ليس من دوره كمثقف أن يكون مديرا، وكذلك الحال مع الطبيب، فالأطباء أحيانا قد يكونون غير ناجحين إداريا، وعلى سبيل المثال فإن رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه أحمد الخطيب أتى من قطاع الاستثمار والبنوك، ولكنه حتى الآن يقدم عملا ناجحا.
• ما خططكم المستقبلية في جمعية الثقافة والفنون؟
•• أول مشاريعنا هو تحويل مهرجان الأفلام السعودية إلى مؤسسة، بحيث تكون مؤسسة متخصصة تعمل على الاستثمار في مجال الأفلام، ونعمل حاليا على تجهيز وتكوين هذه المؤسسة من خلال تسجيلها تجاريا ضمن أملاك صندوق الفن السعودي، والصندوق سيعمل على دعم جميع أنواع الفنون التي تعمل عليها، وكذلك سيكون هناك مشروع لإنشاء معهد للموسيقى، ومعهد تدريب في مجال الدراما، وهذه المشاريع قابلة لأن تتطور حسب الاحتياج مع الوقت وحسب الجدوى، ولكننا متأكدون تماما ان إنشاء معهد الموسيقى قابل للتنفيذ، ومؤسسة الأفلام كذلك، فالسوق مُبشرة في هذا المجال.
•هل وقعتم مع الموسيقار الهنغاري «بوجاني» لابتعاث سعوديين لتعلم الموسيقى؟
•• نعم، وقعنا مذكرة تفاهم أولية نؤكد فيها نيتنا تأمين عدد من المقاعد الدراسية للدراسة في معهد الموسيقى في بودابست في هنغاريا، لعدد من الطلاب السعوديين، إذ نأمل أن يكون هناك 20 مقعداً في المرحلة الأولى، وسيكون تمويل هذه البعثات عبر طريقتين؛ أولهما أن الشركة التي نظمت الحفلة خصصت جزءا من تذاكر إيراد الحفلة لصالح المشروع، وكذلك أسهمت الجمعية بمبلغ أساسي لتأكيد الجدية، ويتبقى الحصول على الموافقات الحكومية من الطرفين، ثم العمل مع الطرف الهنغاري على المنهج وتفاصيل الدراسة والمنحة.
• هل من كلمة أخيرة؟
•• أؤكد تفاؤلي بالمستقبل، أعتقد أن السنتين القادمتين ستشهدان طفرة إيجابية في المشهد الثقافي والفن السعودي بشكل عام، نحن حاليا نعمل على استعادة ما فقدناه خلال الـ30 عاما الماضية، ونتطلع إلى أن الأمور تمضي إلى الإمام بشكل أفضل.